البروفسور علي زيكي، من الأساتذة الذين أماطوا اللثام عن بعض الشخصيات الفرنسية في نهاية القرن التاسع عشر والمنظرين للسياسة الإستعمارية، وهو ألكسيس دو طوكفيل المعروف بمنظر الديمقراطية، كاشفا لـ«ذاكرة الشعب» وجهه القبيح في كتاباته التاريخية عن الجزائر، وبذلك ساهم في تنوير القراء العرب وخاصة الجزائريين.
ذاكرة الشعب: لماذا اخترتم ترجمة كتابات ألكسيس دو توكفيل بالذات، علما أن هناك منظرين فرنسيين آخرين لا يقلّون عنصرية عنه؟
الأستاذ علي زيكي: اخترت توكفيل لأسباب كثيرة ويمكن القول لأسباب تاريخية بحثة وإيديولوجية وفلسفية وايبوستمولوجية، أولا من هو هذا المؤرخ؟ ، هو دي ألكسيس يعتبر أكبر منظر للديمقراطية الحديثة كما يقول ريمون أرون، لكن حين نقرأ كتاباته عن الديمقراطية في أمريكا نلاحظ أنها ديمقراطية غربية أنشأها الغرب وموجهة أساسا لهم.
بينما الكتابات الأخرى لتوكفيل والتي خصها للجزائريين، من خلال النصوص التي ترجمتها نلاحظ أن طوكفيل شخص آخر، مما جعلني أنظر إليه من زوايا ثلاث: طوكفيل الأمريكي، طوكفيل الفرنسي وطوكفيل الجزائري، وهنا أقولها بتحفظ شديد ليس من باب الإنتساب لأنه كان مهتم بالجزائر.
بالنسبة لطوكفيل الأمريكي، الذي درس وعاين المجتمع الأمريكي، بحكم تشبعه بالمسيحية، مما جعل الشعب الأمريكي يتقبل الديمقراطية، ويمارسها ممارسة متميزة ومتفردة على أساس أن المجتمع الأمريكي المتدين يعتبر أكبر المجتمعات ممارسة وتشبعا بالديمقراطية.
أما طوكفيل الفرنسي فهو الذي درس المجتمع الفرنسي دراسة عميقة خاصة من خلال كتابه «النظام القديم والثورة»، ونصوصه التي نشرت في حدود 1827 تقريبا، لاحظ أن المجتمع الفرنسي أسسه مهزوزة بحكم الثورة الفرنسية التي دكت المجتمع الفرنسي، وحسبه فإن هذا المجتمع لم يدخل بعد إلى مرحلة الممارسة الديمقراطية، ويقول أن الأنوار التي زرعتها الثورة الفرنسية أي هذه الأفكار لم تأت بعد ثمارها الطيبة.
معناه أن المجتمع الفرنسي، لم يمارس بعد الديمقراطية مثلما مارسها المجتمع الأمريكي، وثانيا أن طوكفيل بحكم أنه من عائلة ارستقراطية نجده وكأنه يحتفظ بالأصول الأرستقراطية لعائلته، لذلك نجده يتردد هل يتحمس للثورة الفرنسية، ثم هل يتحمس للحملة الفرنسية العسكرية على الجزائر؟.
أما طوكفيل الجزائري نجده حين قدم للجزائر، كان ينوي اقتناء قطع أراضي ببودواو وهناك من يقول بنواحي المدية حتى يمارس زراعة القطن، لاحظ أن زراعته نجحت في سوريا ودعا لزرعها في الجزائر وتصديرها، لكن بعد مدة لاحظ أن المشروع غير مفلح، وتخلى عن الفكرة وقرر أن يتعاطي الدراسة التاريخية، وهنا اخترت أربع نصوص أساسية يمكن الحديث عنها لاحقا.
هل أنتم أول من ترجم نصوص طوكفيل؟
لا، هناك ترجمة قام بها زميل في المعهد العربي الأستاذ صحراوي، لكن بصراحة لم أطلع على الكتاب حتى لا أتأثر بالترجمة، الكتاب متوفر لكن حاولت أن أعطي لمسة خاصة بالترجمة حتى أقدم كتابات طوكفيل عن الجزائر من منظوري الخاص.
ماذا تمثّل لكم هذه التّجربة؟
تجربة ثرية وغنية جدا، جعلتني أعيد دراسة طوكفيل لأننا درسناه من خلال مقاعد الدراسة كمنظر للديمقراطية، لكن هذه الخلفية العنصرية باتت مخفية بحكم أننا من خلال دراستنا الفلسفية مشينا في المنهج الفرنسي، لكن غالبا ما نسعى لإبراز ما يمكن أن نسميه بالوجه القبيح لطوكفيل لأنه حين قراءة هذه النصوص نلاحظ أنه اتخذ موقفا لا يليق بلسان المفكر الواعي في مستوى طوكفيل من جهة يدافع عن الديمقراطية في أمريكا.
وأشير هنا إلى أنه يقول بأن الهنود الأمريكيين قادرين على التحضر، بينما بالنسبة للجزائريين الديمقراطية والحضارة أبعد ما تكون في متناول أيديهم، إذن العصا والإستبداد والإستعمار أولى لهم.
هل واجهتكم عراقيل في ترجمة نصوص كتابات طوكفيل؟.
طبعا الإنسان ينقل نصوصا مثقلة بالمفاهيم الفلسفية الإيبستمولوجية التاريخية، ثم يحاول أن يلبسها لباس العربي المبين، بالتالي فهي ليست مسألة سهلة، لكن أعتقد أنّني وفّقت إلى ذلك بتقديم نصوص في لغة سهلة، أتمنى أن تكون سلسة وسليمة لقرّاء العربية، وثالثا حينما أقدمت على هذه الترجمة حاولت من خلال ذلك أن نوفر ما يسميه بول ريكور الفرنسي المعروف بدراسته التأويلية: بأن الترجمة هي استضافة إذن حاولت أن أستضيف طوكفيل في الجزائر رغم موقفه حتى يراه القارئ الجزائري والعربي كما هو في صورته الحقيقية، وهي أنه إنسان مستبد مستعمر، عنصري، لأنّي لاحظت أنه حين يتحدث عن الجزائر لم أجده مرة يستعمل كلمة جزائري دائما يستخدم مصطلح «الأهالي».
وبالمناسبة للأمير عبد القادر، كان كثير الإلتفات إليه ذكره في أكثر من مناسبة قلما يذكر اسمه، وثانيا حينما التقى بشاب جزائري كان أستاذا في المعهد العربي في قسنطينة لم يذكر مرة إسمه، لم أعثر على ذكر اسم جزائري واحد، بينما القادة الفرنسيون والمسيحيون يذكر أسماءهم، وهذا يحمل أكثر من دلالة.
كم استغرقت مدة التّرجمة؟.
ثلاث سنوات تقريبا، وعمل يظهر لي مستمر لكن ثمار العمل سيجدها القارئ.
ذكرتم أنّ اهتمام طوكفيل بالجزائر جاء عرضا وظرفيا أملته الوضعية الداخلية والدولية الصعبة لفرنسا، كيف؟
اهتمام طوكفيل بالجزائر ليس عرضيا بل جاء مقصودا، ومدروسا بدقة، حين اهتم بالجزائر كان لغرض وهو أن موقف حكام فرنسا من الجزائر في عهد لويس فليب، كان مترددا هل يستعمرون أو يلحقون الجزائر بفرنسا؟ يعني بقيت الجزائر غصة في عنق الفرنسيين لم يبتلعوها فبقيت عالقة إلى غاية 1848 حينما قرر الحكام الفرنسيين أن تلحق الجزائر كمقاطعة وعمالة.
طوكفيل كان كاتبا وباحثا وإيديولوجيا بمعنى الكلمة، من خلال كتاباته كان يمرر فكرة أن احتلال الجزائر وبقاء فرنسا فيها سيخدم بلده بالدرجة الأولى، لأن الجزائر بحكم ثرواتها وموقعها الإستيراتيجي سيضمن موقعا استيراتيجيا لفرنسا، وستكون الجزائر البوابة لإفريقيا والعالم الثالث.
وثالثا وهذه نقطة مهمة جدا في حياة طوكفيل أنه كان يريد أن يترشح لنائب في البرلمان فرسم خطة لنفسه من خلال تبني مشروع قوي وهو أنه يدافع عن استعمار الجزائر، لأنه سيكون ضمانا وتأمينا لقوة فرنسا وسيكون خلاصا للوضعية الفرنسية المتردية داخليا وخارجيا، ولا ننسى أن فرنسا تقريبا خسرت كل الحروب التي شنتها خاصة حروب النابليونية.
لذلك يقول طوكفيل إذا فشلت فرنسا في حربها ضد الجزائر فإن مصيرها سيكون غير مضمونا وغير مؤكدا، لذلك لابد من احتلال الجزائر والبقاء فيها مهما كلفها ذلك من تضحيات وثمن يتمثل في الدفع بجيش قوي لإحتلال الجزائر وثانيا لمواجهة المقاومات المختلفة خاصة مقاومة الأمير عبد القادر، وثالثا أن بقاء فرنسا في الجزائر يكون ضمانا لها اقتصاديا وسياسيا واستيراتيجيا وثقافيا وحضاريا.
قلتم أنّكم تأملون أن تأتي نصوص طوكفيل التي قدّمتها مترجمة إلى العربية بردا وسلاما على قارئ هذه اللغة، هل من توضيحات أكبر؟
الجملة في محلها استعملت قصدا هذه العبارة على أساس أن هذه العمل قدمته كمساهمة متواضعة من باب النظر إلى تاريخ الجزائر وخاصة من خلال نظرة طوكفيل أساسا، لأنه حينما نعرف ايديولوجية واستيراتيجية العدو، وحينما نفككها يكون ذلك انتصارا وتمكننا من معرفة نوايا العدو والصمود له، مهما كلفنا ذلك من تضحيات ومتاعب.
أتمنى أن القارئ العربي والجزائري أساسا حينما يقرأ هذه الترجمة تقدم له رؤية ومقاربة جديدة ولغة جديدة، علما أن طوكفيل حين كتب هذه النصوص الأربع يقول:» أنني من خلال كتاباتي أتمنى أن أكون موفّقا في اختيار المفردات والمصطلحات المناسبة»، وطوكفيل حينما يتحدث عن الحملة التي قامت بها فرنسا ضد الجزائر لم يستعمل كلمة حرب.
وبالمناسبة فإنه خلال الثورة لم تستعمل فرنسا كلمة الحرب ضد الجزائر، بل استعملت عمليات بوليسية، وحسبه فإنه حين تقوم حرب بين الطرفين لابد أن يكون الطرف المعتدي يقابله طرف معتدى عليه وقادر على مواجهته، و استعمل أيضا كلمة الحملة والأهالي والمستعمرة وكأن الجزائر خالية على عروشها ولا يوجد بها كيان يقاوم هذا المجتمع، لابد من تفكيك هذه المصطلحات حتى نرى ما فيها من معاني مختفية.
ألا ترون أن رجال الدين ساهموا إلى حد كبير في غزو فرنسا للجزائر وليس فقط المنظرين السياسيين، ألم تفكّروا في ترجمة كتب لهم؟
فرنسا حين دخلت الجزائر، دخلت بسلاحين أولا المدفع والرمح والبندقية وكذلك بالصليب، والكتاب، بحيث وظف الدين على أساس أن المسيحية باركت الاحتلال واعتبرت أن من يقوم بالإستعمار يكونوا قد خدموا المسيحية وساهموا في نشرها حتى تعم الإنسانية قاطبة.
ثم استعملت سلاحا أقوى وهو الكتاب من أجل أن تنشر أنوار فرنسا كما رسمتها ونشرتها فلسفة الأنوار في القرن 18، وعلى رأسها فولتير، روسو وديدروا، هنا طوكفيل وكأنه يقول يجب علينا أن نحمل مسؤولية أننا ننشر الأنوار، في الحقيقة استعمار الجزائر تأتي تكملة لمحاولة استعمار مصر، لكن الحملة فشلت فشلا ذريعا لذلك يقول: «مادمنا فشلنا في مصر، فلماذا لا نسعى ونبذل قصارى جهدنا حتى لا نفشل في الجزائر كما فشلنا في مصر؟».
أتذكّر مؤرخا فرنسيا جون فرانسوا ريفال حين يقول: «أتعجب كثيرا من أن هذه الأنوار التي بقيت مدة طويلة ساطعة في أنها لم تعمي الأبصار التي شهدتها، ولم تحرر الإنسانية قاطبة، حقيقة نكتة ذكية وساخرة ، فإذا بهذه الأنوار أعمت الكثير من الشعوب ومن بينها الشعب الجزائري».
ولحسن الحظ هذه العملية لم تدم طويلا، فإذا بالنور يبدأ يظهر من خلال المقاومات التي دشنها الأمير عبد القادر، ثم المقاومات المستمرة وصولا إلى ثورة نوفمبر 1954 التي بزغت فيها أنوار الجزائر وصدرت من عيون جزائريين وتحررنا تحررا لائقا، وإن كنا لم نستكمل بعد تحررنا مادام هذا التاريخ لم يتحرر بعد، واعتقد بأننا لحد الآن مازلنا لم نتحرر تاريخيا.
ما هي العوائق التي حالت دون تحرير تاريخ الجزائر من التّبعية التّاريخية للخطاب الإستعماري؟.
أولا قضية المصطلح لحد الآن مازلنا تابعين تبعية عمياء للمدرسة الإستعمارية، للأسف الشديد لأننا لم نتمكن بعد من أن نضع لأنفسنا المصطلحات المناسبة لوضعيتنا التاريخية والجغرافية والثقافية والحضارية، حتى تحقيب التاريخ مازلنا نسير بالتحقيب الغربي، هناك تاريخ قديم، وسيط، حديث ومعاصر، ما موقف الجزائر كمجتمع وبلد من هذا التقسيم الرباعي؟ ، حينما نقول التاريخ الوسيط هل المجتمع العربي الإسلامي ومن بينهم المجتمع الجزائري نعيش في مرحلة وسيطية أو العصور الوسطى؟ يبقى السؤال مطروح.
هذه من بين العوائق التي حالت، وما تزال دون تحرير كتابة التاريخ بأيدي جزائرية، إننا مازلنا نخضع لمصطلحات صنعها الغير ونكاد نستعملها كما هي، وثانيا لم نقم بإعادة تحقيب تاريخ الجزائر حتى نرى موقعنا في المسار التاريخي الإنساني العام.
وثالثا حينما نكتب تاريخ الجزائر لا ندوّنه حتى ندرجه فيما يسمى بمنظومة فلسفة التاريخ، بالنسبة لتاريخنا ما هي قيمة الجزائر، ثم ما مدى مساهمته فيما أسميه التاريخ الإنساني، أو فلسفة التاريخ الإنسانية عامة؟ وإن كنا لم نستكمل بعد تحررنا مادام هذا التاريخ لم يتحرر بعد، وأعتقد أننا لحد الآن لم نتحرر تاريخيا.
أنوي استكمال كتابات طوكفيل عن الجزائر
هل وجدتم صعوبة في الوصول إلى بعض الأرشيف الحساس؟
الأرشيف من وسائل كتابة التاريخ، حينما احتفظت فرنسا بالأرشيف الجزائري وجعلته كأسير في الحقيقة لا تدري ما فعلت، لأننا حينما نعرف ماضينا ونتدبره نكون قد عرفنا ما وقع، وبول فاليري يقول: «المجتمع الذي لا يعرف تاريخه محكوم عليه بأن يكرر نفس الأخطاء والمآسي التي عاشها».
علينا تحرير أرشيفنا والعمل بكل الوسائل، حتى نسترجعه ونكون قد استرجعنا جزءا مهما من الذاكرة، لذا وثانيا هناك أرشيف آخر تحت وصاية الرئاسة مثلما يسميه المؤرخ محمد حربي، لابد من تحريره حتى يطلع المؤرخون والجزائريون على هذا التاريخ الحافل بالحوادث الجسام، ويعتبر تحرير الأرشيف بداية أساسية لإعادة كتابة تاريخ الجزائر من منظور جديد وناضج إن صح التعبير.
هل لديكم مشاريع لترجمة مؤلّفات مفكرين آخرين وفي مجالات أخرى؟.
أتطلّع لإستكمال كتابات طوكفيل عن الجزائر، فيه رسائل وتقارير أخرى، بحكم أنه مقرر في المجلس الوطني الفرنسي أعد الكثير من التقارير، ودافع عنها أمام البرلمان الفرنسي ومررها من خلال البرلمان حتى يضفي على العمل الذي قاموا به نوعا من الشرعية القانونية الديمقراطية، إذن فيه الكثير من التقارير الأخرى التي أحاول أن أعثر عنها حتى أترجمها وأقدمها للقراء الجزائريين وللعرب بصفة عامة مساهمة في أننا نتحرر من تاريخنا.
وأشير هنا، إلى أن طوكفيل غير معروف وغير مدروس في الأوساط العربية تقريبا لا يكاد يذكر إلا بحكم أنه منظر للديمقراطية، لكن الوجه القبيح بقي مستورا ولربما هذا بفعل تأثرنا السلبي بالمدرسة الفرنسية التاريخية، وأنهم دائما يقدمون الوجه الإيجابي لفرنسا وغالبا ما يغضون الطرف عن هذا الوجه القبيح للإستعمار الفرنسي.
أتمنى أن أوفّق في ذلك حتى أساهم مساهمة متواضعة في كتابة تاريخ الجزائر من منظور جزائري، وتكريسا وتكملة لمشروع أستاذنا الكبير المحترم الفقيد محمد شريف ساحلي الذي كتب كتابا حول تحرير التاريخ، لكن المشروع لم يتحقق بالوجه المطلوب، أملا في أن تكون كل هذه الأعمال مساهمة في تحرير الجزائر تاريخيا، وللعلم فإنّ كتابي متوفّر حاليا في مكتبة العالم الثالث، مكتبة فيكتور هيجو ومكتبة الإجتهاد.
تحـرير الأرشيــف أوّل خطـوة في كتابـة تاريـخ الجزائـر
التّاريخ أظهر ارتكاب فرنسا لجرائم ضد الإنسانية في حق الشعب الجزائري، في رأيكم لماذا يتهرّب المسؤولين الفرنسيين من الإعتراف بجرائم دولتهم الاستعمارية؟.
أحاول قدر الإمكان تجنّب الدخول في هذا الوحل الإيديولوجي، لا أعتقد اعتراف فرنسا بجرائمها يكون حلا وعلاجا شافيا لمرضنا التاريخي، أعتقد بأنه علينا تحمّل ما وقع ويتعين علينا مواجهة ذلك حتى نحاول تجاوزه وإدراج تلك المرحلة في تاريخ الجزائر، بسيئاتها وايجابياتها.
أنا شخصيا لا أرى في الإعتراف مخرجا أو متنفّسا لنا، ربما هذا الإعتراف يكون متنفّسا لفرنسا أكثر من الجزائر، لأنّ المجرم حينما يعترف بجريمته يكون قد مارس نوعا من التطهير النفسي، ذلك سيحرّر الفرنسيين من هذا الثقل التاريخي الأليم، وموقف فرانسوا هولاند حين زار الجزائر وذكر سيئات الإستعمار هو نوع من الإعتراف.