برهنت المرأة الجزائرية للعالم أجمع قوتها ومواقفها الاستبسالية، لدى مشاركتها في الكفاح المسلح جنبا لجنب مع الرجل.
لم يكن الأمر هينا وإنما يحتاج إلى عزيمة وصبر وإرادة، فالمرأة الجزائرية تحدت قوات المستعمر وكل أنواع التعذيب والاضطهاد، وأدت دورا كبيرا في سبيل تحرير وطنها، ولا يزال يضرب بها المثل في التحدي وتحمل الصعاب والتضحية.
“خالتي يمينة” من اللواتي وهبن أنفسهن للوطن، ساهمت مساهمة ايجابية وفعالة في سبيل استقلال الجزائر، تروي لنا قصتها ومعاناتها أثناء الثورة التحريرية عبر موقع “الذاكرة”.
رمز تضحية وكفاح المرأة الجزائرية
اسمها الحقيقي جمعية من عمر، من مواليد 1932 ببني خنيس قرب المحمدية، ولاية معسكر. اسمها الثوري “يمينة” التحقت بالثورة وهي في ريعان شبابها ، بدأت عملها الثوري بالمنطقة رفقة إخوتها الثلاث قادة ، عبد القادر، وبوعلام الذين سقطوا في ميدان الشرف.
وزوجها الشهيد المدعو “الصادق مخطاري” توفي رفقة مجموعة من المجاهدين جراء قصف تعرضت له جبال بني شقران بالطائرات العسكرية الفرنسية، حولت جثثهم إلى أشلاء.
لا تزال “خالتي يمينة” والمعروفة أيضا باسم الحاجة “الجندية” تتذكر مجريات التحاقها بالثورة التحريرية، فبالرغم من مرور وقت طويل على تلك الأحداث، إلا أنها تبقى محفورة في ذاكرتها تأبى النسيان والزوال.
عملت “خالتي يمينة” منسقة بين فيالق مجاهدين ولثوار، وكانت تنقل الرسائل والأخبار والمعلومات لهم، وكانت أيضا تستقي أخبار القوات الفرنسية وتكشف عن أماكن تواجدها وتنسق مع المجاهدين لنصب الكمائن لهم.
دخولها السجن لم يكن عائقا..
تعرضت “الحاجة الجندية” إلى عديد محاولات التصفية الجسدية لكن عزيمتها كانت أقوى من ذلك، وواصلت النضال إلى أن تم اعتقالها أثناء الثورة، حيث قضت مدة سنة بين سجني معسكر ومستغانم بدون محاكمة، أين تعرضت لكل أشكال التعذيب خاصة الصعق بالكهرباء والماء، إذ لا تزال آثار التعذيب بادية عليها إلى حد اليوم.
وتروي لنا “الحاجة” أنها تعرضت للتهديد بالقتل أكثر من مرة، وبعد تبرئتها وخروجها من السجن لم تستسلم للأمر وعادت إلى العمل الثوري إلى غاية استقلال الجزائر.
تقطن خالتي “يمينة” حاليا بمنطقة حسين قرب المحمدية (ولاية معسكر) ولها صيت كبير بين السكان، يعرفها الصغير قبل الكبير، فهي ايقونة المنطقة التي حملت السلاح أثناء الثورة وهي في ريعان شبابها.
مستغانم: غنية زيوي