الذاكرة

جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث
ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب

الخميس 26 يونيو 2025
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
لاتوجد
عرض كل النتائج
الذاكرة
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
الذاكرة
لاتوجد
عرض كل النتائج

مجاهدون برتبة سفراء

الذاكرة - الذاكرة
2021-11-02
في تاريخ الثورة, رئيسي
0
مجاهدون برتبة سفراء
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

الكفاح المسلح على جدواه وأهمّيته في تحقيق النّصر واستعادة الأرض المغتصبة، لم يكن كافيا وحده ليقود الجزائر إلى الاستقلال، فمثلما كانت حرب التحرير بحاجة إلى السلاح وإلى مجاهدين أشاوس لاستعمال هذا السلاح في ساحات الوغى.

فضيلة دفوس

كانت أيضا بحاجة لمعركة موازية تخوضها وسيلة مقاومة أخرى ألا وهي الدبلوماسية التي أخذت آلتها تشقّ طريق التدويل الصّعب وتنتزع الاعتراف والتأييد والدّعم من هذه الدولة وتلك المنظمة والمجموعة، إلى أن أصبحت القضية الجزائرية حاضرة في كلّ المحافل وصوتها يصدح من على كلّ المنابر والفضل الكبير في بلوغ هذا النجاح يعود لرجال قادوا النضال السياسي الخارجي بحنكة فكانوا دبلوماسيين بالفطرة لم يتخرّجوا من مدارس ولا معاهد لكنّهم ربحوا رهان تدويل القضية الجزائرية العادلة وأوصلوها إلى الأمم المتحدة ثم إلى الحرية.

باندونغ.. من هنا بدأ التدويل

كثيرون يؤرّخون لانطلاق المعركة الدبلوماسية، بميلاد الحكومة المؤقتة في 19 سبتمبر 1958 أي بعد ثلاث سنوات من اندلاع ثورة التحرير المظفرة، لكن الحقيقة أن قادة مسيرة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي أدركوا منذ البداية أن الثورة تقوم على دعامتين، عسكرية ودبلوماسية، وعلى معركتين، داخلية وخارجية، لهذا تمّ التوجه إلى الساحة الدولية بأهداف محدّدة، لعلّ أهمها، هو تدويل القضية الجزائرية من خلال ربح أصدقاء ومساندين، وكسب الرأي العام العالمي من خلال كشف ما يتكبّده الجزائريون على يد السفّاح الفرنسي، وعزل الاستعمار سياسيا وإنهاكه إعلاميا.

وكان مؤتمر باندونغ الآفرو–آسيوي المنعقد ما بين 18- 24 أفريل 1955 أي بعد أقل من سنة عن اندلاع الثورة المجيدة، أول محفل تدخله القضية الجزائرية، وتوّج هذا المؤتمر الذّي اعتبره البعض بمثابة نوفمبر جديد على المستوى الدولي، ببيان ختامي شدّد على حقّ الشعب الجزائري في تقرير مصيره، ومن هنا كانت الانطلاقة بدعم من الأشقاء والأصدقاء لإدخال القضية الجزائرية إلى المنتظم الأممي، وعلى الرغم من أن مسار التدويل كان شاقا وملغّما، وطريق الشرعية مسدود بالمتواطئين مع فرنسا الاستعمارية، إلاّ أن قضية الجزائر تمكّنت في شهر جويلية 1955 من اختراق أسوار الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الــ 10 بدفع من مجموعة دول أفروــ آسياوية.

وبالرغم من عدم قبول تسجيلها رسميا في هذه الدورة بعد انسحاب الوفد الفرنسي غاضبًا ومُحتجًّا بذريعة أنّ “قضية الجزائر هي مسألة داخلية فرنسية”، فإن دبلوماسيي الثورة لم يستسلموا لميزان القوّة الذي لم يكن في صالحهم، وخاضوا معارك صعبة وشاقة انتهت بانتصار قوّة الحق على حقّ القوة، وكُلّلت جهودهم بتسجيل القضية رسميا على جدول أعمال الجمعية العامة الأممية، قبل أن تباشر الأمم المتحدة في جوان 1956 مناقشة قضية الجزائر، لكن وصول المسألة الجزائرية إلى المنتظم الأممي على أهمّيته لم ينصف الجزائريين الذين كان عليهم البحث عن هيكل ينظّم النضال السياسي ويؤطر العمل الدبلوماسي، فكان الإعلان عن تشكيل الحكومة المؤقّتة في 19 سبتمبر 1958، والذي جاء أيضا ليرفع من معنويات الشعب الجزائري على اعتبار أن تشكيل الحكومة سينظر إليه كمؤشر عن قرب الاستقلال .

الحكومة المؤقتة.. وثبة إلى الأمام

جاء تشكيل الحكومة المؤقتة ليُعطي للقضية الجزائرية زخما ودفعًا قويًّين، حيث قامت الحكومة عبر عشرات المكاتب التي افتتحتها لدى الدول الشقيقة والصديقة، بنشاطات دبلوماسية مُكثفة في أنحاء العالم توّجت بكسب مزيد من المتعاطفين والداعمين لتقرير المصير.

وشرع محمّد الأمين دباغين الذي عيّن وزيرا للخارجية في أوّل تشكيلة للحكومة المؤقتة ما بين 1958 و1960 في جولات خارجية فضحت مناورات المستعمر ومخططاته المخادعة، بدءا بسلم الشجعان، وخط شال وموريس والأسلاك المكهربة، ثمّ خلفه كريم بلقاسم في التشكيلة الحكومية الثانية ما بين 1960 و1961،وقام بجولات قادته إلى عدد من البلدان على غرار الصين أين استقبل من طرف الزعيم ماوتسي تونغ، كما زار بلدانا عربية عديدة، وقد أثمرت هذه الزيارات زيادة حجم المساعدات المالية والعسكرية للثورة التي ارتفع لهيبها وجعلت الاستعمار يخرّ صاغرا منهزما بعد أن انكشفت عورته وانفضّ الكثير من حلفائه.

فرنسا تنهزم وتقبل التفاوض

نتيجة لتناغم الأداء بين الداخل والخارج، تحققت الانتصارات المتتالية التي كان لها آثار موجعة ومؤلمة على فرنسا الاستعمارية سواء بضـربات الكفاح المسلح في الداخل أو على مستوى الأداء المميز لمناضلي دبلوماسية الثورة في الخارج، وأدّى ذلك إلى إسقاط 7 حُكومات فرنسية من نوفمبر 1954 إلى ماي 1958،وفي الأخير اضطر الرئيس الفرنسي الجنرال ديغول، الذي استعمل يائسا كل الوسائل والطرق لمحاولة إجهاض الثورة، وظلّ متمسّكا بحدود فرنسا من بحر الشمال شمالا إلى بحر الرمال جنوبا، للاعتراف بجبهة التحرير الوطني ممثلًا وحيدًا للشعب الجزائري وقبل التفاوض معها في خطاب ألقاهُ في جوان عام 1960، بعد أن فشل فشلًا ذريعًا في إقحام ما أسماها بالقوة الثالثة في التفاوض وهوما رفضتهُ جبهة التحرير الوطني رفضًا قاطعا، وكذلك رفضت فكرته المعروفة بسلم الشجعان الذّي كان مضمونه أن يضع جيش التحرير الوطني سلاحهُ ويتم بعد ذلك التفاوض.

طريق المفاوضات شاق لكنه مثمر

في لحظة تاريخية فارقة، وجّه ديغول نداء لقادة الثورة وطلب منهم الحضور إلى فرنسا بقصد التفاوض، وكانت البداية بـ”محادثات مولان”، وفي 20 ماي 1961 انطلقت “مفاوضات إيفيان” الأولى، تلتها “إيفيان الثانية ” ما بين 7 و18 مارس 1962، وعشية 18 مارس وقّعت اتفاقيات إيفيان على الساعة الخامسة والنصف مساء ودخل وقف إطلاق النار حيّز التطبيق في منتصف اليوم الموالي.

وعرفت العملية التفاوضية عدة مراحل كما شهدت عثرات عدة بسبب تعنت الطرف الفرنسي وتمسكه بقضية فصل الصحراء والامتيازات التي حاول فرضها على المتفاوضين، غير أن حنكة الوفد الجزائري الذي كان يرأسه كريم بلقاسم تمكن من ترويض لويس جوكس في مفاوضات إيفيان الأولى والثانية وانتزع منه توقيعا على وقف القتال.

هذا الاتفاق لم يرض أطرافا فاعلة في الجيش الفرنسي ومنهم السفاحين رؤول سالان، ادموند جوهو، اندري زيلر وموريس شال الذين شكلوا المنظمة العسكرية السرية والتي كان الهدف من إنشائها الوقوف ضد هذه الاتفاقيات المبرمة بين الحكومة الفرنسية وممثلي الحكومة الجزائرية المؤقتة.

ودعا الجنرال سالان في 5 جانفي 1962 الأقدام السوداء للانتفاضة والمحافظة على أملاكهم المكتسبة بالقيام بعصيان مدني ليدخل البلاد في حرب لا نهاية لها، كما دعا كل العسكريين الموالين له للقيام بعمليات تخريبية وتصفيات جسدية لكل من يدافع عن رحيل القوات الفرنسية من الجزائر، فعاشت المدن الكبرى للجزائر ولاسيما العاصمة ووهران عمليات تخريبية عديدة.

ومع هذه الأجواء جرى استفتاء تقرير المصير بالجزائر في الفاتح جويلية 1962 وأعلنت النتائج في اليوم الموالي وبينت أنّ 97.5 % من المشاركين أيّدوا الاستقلال، ويوم 3 جويلية 1962 أعلن الرئيس الفرنسـي الجنرال ديغول الاعتراف رسميًا باستقلال الجزائر واختار قادة الثورة وقتها يوم 5 جويلية 1962 تاريخا رسميا لإعلان الاستقلال لأنّهُ يُصادف ذكرى الاحتلال الفرنسي للجزائر يوم 5 جويلية 1830 لمحو هذه الذكرى الأليمة وتكريس استعادة الاستقلال والسيادة الوطنية.

يوم النّصر

ليل الاستعمار كان طويلا وحالكا بمظالمه وانتهاكاته، لكن النّصر كان قدر الجزائريين الذين لم يتوقّفوا يوما عن مقاومة العدو الغاصب، واستطاعوا أن يصنعوا واحدة من أعظم الثورات في العالم وأنجحها .

إنّ النصر الكبير الذي تحقّق في الخامس جويلية 1962، لا يعود فقط إلى الكفاح المسلّح بل كذلك إلى العمل الدبلوماسي، وإلى ذلك التنسيق والتكامل بين النضال الخارجي و الكفاح العسكري، فالآلة الدبلوماسية كانت تتحرّك بالتنسيق مع الآلة العسكرية.

وكلّما كان الاستعمار يضيّق الخناق على إحداهما، كانت الأخرى تسارع إلى نجدتها، فمثلا، عندما كان المفاوض الفرنسي يشدد الضغط على المفاوض الجزائري، كانت الثورة تكثّف ضرباتها لتفكّ هذا الخناق، ولمّا كانت الثورة تتعرّض للمصاعب، كانت الآلة الدبلوماسية تتحرّك خارجيّا بشنّ حملات إعلامية ضدّ العدو.

النجاح الدبلوماسي بإعلام قويّ

وعلى ضوء الحديث عن الحملات الإعلامية التي اعتمدتها الدبلوماسية الجزائرية لكسب معركة الخارج، من المنصف التذكير بالدّور الذي لعبته إذاعة ” صوت الجزائر” في التعريف بالقضية الجزائرية والدفاع عنها.

وراهنت دبلوماسية الثورة منذ البداية على ربح معركة الخارج من خلال التعريف بعدالة المسألة الجزائرية، وكسب مزيد من المتعاطفين، ثمّ وهو الأهم، تدويل القضية وإيصالها إلى الأمم المتحدة .

المهمّة على صعوبتها اضطلعت بها إذاعة “صوت الجزائر” التي كانت تبث برامجها باللغة العربية من مصر، وظلّت هذه البرامج تذاع حتى بعد إنشاء الإذاعة السرية للثورة في قلب الجزائر عام 1957، كما كانت إذاعات الدول الصديقة تذيع أخبار حرب التحرير بلغات متعددة، وقد خدمت هذه البرامج الإذاعية الثورة المظفرة والنضال السياسي الخارجي كثيرا، فكانت أداة فعّالة في غرس روح النضال ورفع معنويات الشعب وإيمانه بالنصر،كما كانت محرّكا أساسيا للعمل الدبلوماسي .

ولإيمانها بأهمّية سلاح الإعلام، دعمت جبهة التحرير الوطني ترسانتها الإعلامية بإصدار صحيفتين هما ” المجاهد” سنة 1956 و”المقاومة الجزائرية” عام 1955.

وقد دافعت جريدة “المجاهد” بقوّة عن القضية الجزائرية، حيث أولت اهتماما خاصا بالنشاط الدبلوماسي لقيادة ثورة التحرير، وقامت بتغطية كلّ جوانبه، كما كانت تنقل مختلف النتائج والانتصارات التي حققتها المعركة الخارجية، وساهمت بدورها في كسب مزيد من المؤيدين للقضية الجزائرية ولتقرير مصير الشعب الجزائري حتى تحقّق النصر.

للاطلاع على هذه المقالة انقر الرابط التالي: 18698-16 مجاهدون سفراء

وسوم : ثورة التحريرسفراءمجاهدون
سابقة

المشروع الذي لا يموت..

موالية

بيان أول نوفمبر رسم شروط الاستقلال ومعالم الدولة

الذاكرة

الذاكرة

مشابهةمقالات

هكـذا أفشـل أسـود جيـش التحريــر عمليـات “جيمال”
أبحاث

هكـذا أفشـل أسـود جيـش التحريــر عمليـات “جيمال”

2025-06-14
باحثون يستذكرون دور الفرقة الفنية لجبهة التحرير في التعريف بالثورة
تاريخ الثورة

باحثون يستذكرون دور الفرقة الفنية لجبهة التحرير في التعريف بالثورة

2025-06-11
أعمدة الكشافة الاسلامية الجزائرية.. أسماء غير مشهورة
تاريخ الثورة

أعمدة الكشافة الاسلامية الجزائرية.. أسماء غير مشهورة

2025-05-27
إشتراك
الاتصال عبر
دخول
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
نبّهني عن
guest
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
الذاكرة

ذاكرة الشعب جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

تطوير واستضافة شركة رانوبيت

لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
wpDiscuz
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .