أكد وزير الاتصال محمد بوسليماني مساء يوم السبت11 ديسمبر2021 أن جريدة “الشعب” تواصل أداء مهامها الإعلامية لإنجاح سياسة الجزائر الجديدة، ضمن مشهد إعلامي تعددي ورقمي.
قال بوسليماني في كلمة خلال احتفالية نظمت بمناسبة الذكرى الـ 59 لتأسيس جريدة “الشعب” أن هذه الأخيرة التي ساهمت بشكل معتبر في تحصين الجبهة الداخلية، ومرافقة جهود التنمية والتطور تواصل ضمن مشهد إعلامي تعددي ورقمي أداء مهامها الإعلامية لإنجاح سياسة الجزائر الجديدة بتجاه إحداث اقلاع تنموي شامل يليق بمكانة الجزائر ويستجيب لطموحاتها المشروعة ويصون سيادتها ووحدتها خاصة بفضل تضحيات الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني.
وتابع قائلا: “لقد كان الإعلام الوطني مرافعا قويا عن عدالة الثورة التحررية المجيدة وواصل رسالته النبيلة في المساهمة في تحصين الجبهة الداخلية ومرافقة جهود التنمية والتطور”.
وأكد وزير الاتصال، في هذه الاحتفالية التي حضرها عدد من مسؤولي المؤسسات الاعلامية العمومية والخاصة وشخصيات سياسية وتاريخية أن “جريدة الشعب” رفعت تحدي الوجود والاستمرارية رغم الظروف الاستثنائية والصعبة التي ميزت انطلاقتها غداة الاستقلال.
وأضاف الوزير: “لأن ذكرى ميلاد يومية “الشعب” تتزامن مع حدث وطني هام في تاريخ الجزائر التحرري، ألا وهو الذكرى الواحدة والستون لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، فإن الشعب الذي عبر من خلال هذه المظاهرات العارمة عن وحدة صفه ضد المحتل وتلاحمه في الدفاع عن بلاده لا يزال ثابتا على نفس المبادئ الوطنية الجامعة التي تشكل صمام أمان الأمة”.
وأشار: “حرصا على تعزيز دور الإعلام العمومي والخاص على حد سواء تعمل الدولة على توفير البيئة الملائمة والمحفزة على ممارسة مهنية واحترافية قائمة على الحرية والمسؤولية”.
و في هذا السياق يعكف قطاع الاتصال وفق مقاربة تشاركية على إعداد منظومة قانونية متطورة وناجعة تشمل أساسا القانون العضوي للإعلام والقانون المتعلق بنشاط السمعي البصري، حسب بوسليماني.
وأبرز الوزير أن القطاع يسعى إلى تعزيز دور الصحافة الجزائرية في أداء دورها بشكل قوي وفعال يمكنها من مواجهة الحرب السيبرانية والجرائم الإلكترونية التي تستهدف سيادة بلادنا وسمعة مؤسساتها وشرف مواطنيها.
وأمام مختلف الرهانات، الإعلام الحديث بشكل خاص مدعو -حسب الوزير- إلى ” مضاعفة الجهود لرفع التحديات الخطيرة خاصة تلك المرتبطة بالمؤامرات الخسيسة التي تحاك ضد بلادنا انتقاما من مواقفها السيادية ومبادئها الثابتة في نصرة الشرعية الدولية.
وحيا وزير الاتصال في ختام كلمته جهود أسرة الإعلام والصحافة التي برهنت دوما -كما اكد- على وعيها الكبير في تفويت الفرصة على أعداء الوطن لاسيما من خلال الإسهام في تكريس منظومة الحقوق والحريات وتعزيز الصرح المؤسساتي الذي استكمل مؤخرا بإجراء الانتخابات المحلية”.
واعلن الرئيس المدير العام لمؤسسة “الشعب” مصطفى هميسي بالمناسبة استعداد مؤسسته لحضور اعلامي واسع النطاق وللبيع الالكتروني لكل منتجات المؤسسة”.
و كشف هميسي عن استكمال المؤسسة لشروط إطلاق معهد الشعب للتكوين والتدريب الإعلامي وبدء التسجيل خلال الايام المقبلة”.
وأضاف أن هذه الخطوة ستليها خطوات أخرى منها إنشاء مركز الشعب للدراسات والبحوث وفي زمن قريب عندما تتوفر الشروط معهد لسبر الرأي ودراسات الرأي العام”.
في هذا الصدد، قال المسؤول إن “الشعب” تخوض “تجربة جديدة” بفضل “تضحيات الكثيرين وبفضل ما يبذل من جهود من أجل الإرتقاء بمحتواها وتكييف جهدها مع مستجدات العمل الإعلامي ونقل الجريدة والمؤسسة الى مستوى المهنية.
واعتبر الرئيس المدير العام قرار السلطات العمومية إستعادة وسائل الاعلام العمومية دورها وإحداث قطيعة عميقة مع أشكال تصرف تسببت في إهمالها لا سيما الصحافة المكتوبة قرارا على درجة عالية من الأهمية .
وفي سياق الجهود المبذولة لترقية قطاع الاعلام والاتصال، أوضح أن مؤسسة الشعب أنشأت قسمين جديدين الأول للتطوير التكنولوجي والرقمي والأخر للإنتشار الإلكتروني سعيا لتوفير ما أمكن من أدوات ومن هياكل للاستعداد للتحول الضروري في هذا المجال.
وبالنسبة لهميسي، الدولة الجزائرية الجديدة في حاجة ماسة إلى إعلام قوي ومؤثر وذي مصداقية يلبي ما أمكن من الطلب الإعلامي على تنوعه ويحمي المتلقي الجزائري من المناورات والأخبار المغلوطة.
وكانت المناسبة فرصة كرم فيها عدد من المدراء العامين و صحافيين وعمال المؤسسة ومتقاعدين وتم تكريم البعض ممن فارقوا الحياة منهم المدير السابق للمؤسسة بوكردوس عز الدين.
وتحتفي “الشعب” بالذكرى الـ59 لتأسيسها وسط متغيرات عديدة تأقلمت معها أضحت المؤسسة مساهمة فيها خاصة في المجال الرقمي، الذي كثفت فيه جهدها بتأسيس مواقع إلكترونية إخبارية ومتخصصة ومجلات متخصصة –حسب القائمين عليها—
ومنذ صدور أول نسخة من الجريدة الورقية لـ”الشعب” العريقة ومن أجل مسايرة العصر وتقوية ملاحقها، ولجت المؤسسة العالم الرقمي بإنشاء عدد من المواقع إلكترونية حيث انطلقت بـ”الشعب أونلاين”، ليتبعه موقع “التنمية المحلية”، “الشعب الاقتصادي ثم “جيوبوليتيكا”، و”فواصل” وأخيرا “الشعب الرياضي وموقع الذاكرة.
و خصصت 4 مجلات تحاول فيها معالجة العديد من الملفات التي تهم الرأي العام ومسايرة الوضع الاجتماعي والتنموي في البلاد مع تحليل قضايا دولية.
وكانت مجلة “الشعب الاقتصادي” أولى ثمرات هذا التخصص ثم مجلات “فواصل” الثقافية و”التنمية المحلية” إضافة إلى “دبلوماتيكا” المتخصصة في الشأن الدولي والجيواستراتيجي.
ووسط كل هذه المتغيرات لازالت المؤسسة العريقة مهتمة بشكل كبير بالجريدة الورقية التي تعد رمزا لا يمكن التخلي عنه، رمز جامع يفتخر به كل صحفيي وعمال المؤسسة.