كرم المؤرخ ورائد الدراسات العثمانية بالجزائر ناصر الدين سعيدوني، مساء الجمعة بالجزائر العاصمة، بوسام العالم الجزائري” الذي تمنحه سنويا “مؤسسة وسام العالم الجزائري” للعلماء والباحثين والمثقفين الجزائريين، “تقديرا لجهوده في المحافظة على الذاكرة الوطنية”.
المؤرخ من مواليد 1940 ومن أبرز المختصين في تاريخ الجزائر إبان العهد العثماني والتاريخ العثماني بشكل عام ومن كبار الباحثين في الدراسات الوقفية. بالإضافة إلى اهتماماته بالتراث التاريخي والجغرافي المغاربي وأدب الرحلات.
درس سعيدوني بجامعة الجزائر وعدد من الجامعات العربية في الأردن والكويت، وشارك في الكثير من المؤتمرات عبر العالم وأشرف أيضا على المجلات، و يجيد اللغات العربية والعثمانية (التركية إبان العهد العثماني) والفرنسية والإنجليزية.
حاز المؤرخ على دكتوراه في التاريخ بجامعة الجزائر عام 1974 بدراسة حول النظام المالي للجزائر أواخر العهد العثماني، تحت إشراف المؤرخ أبو القاسم سعد الله،و حاز على دكتوراه ثانية في التاريخ من فرنسا عام 1988 بدراسة حول الحياة الريفية في الجزائر في أواخر العهد العثماني أيضا.
أصدر أكثر من ثلاثين كتابا العديد منها مخصص لتاريخ الجزائر العثمانية وتؤكد في معظمها على “المكانة الحضارية للجزائر إبان العهد العثماني” من بينها “دراسات في الملكية العقارية في العهد العثماني” و”الريف الجزائري العاصمي في نهاية العهد العثماني”، و”الوقف في الجزائر في العهد العثماني”.
وعبر سعيدوني عن سعادته بهذا التكريم قائلا: “يجب إعادة التفكير في مفهوم المثقف ومكانته،المثقف هو الذي يعبر عن تطلعات المجتمع”، مضيفا أن هناك “أفرادا مثقفين ولكنهم غير مؤثرين لأنهم لم يشكلوا طبقة مثقفة فاعلة في المجتمع.
مشروع وطني تاريخي بعيدا عن أطروحات فرنسا
وندد صاحب كتاب “المسألة الثقافية في الجزائر” بما سماه “وجود مثقفين سلبيين ذوي أطروحات فرنسية يبحثون عن هوية مضللة ومتخيلة للجزائر خارج الهوية الحضارية للأمة الجزائرية”، داعيا في نفس الوقت إلى “مشروع وطني ذي هوية خلاقة واعدة ومعبرة عن الذات بعيدا عن الأطروحات الفرنسية .
ورافع سعيدوني من أجل تأسيس “أكاديمية للعلوم الإنسانية” من أجل تثمين التميز العلمي باعتباره الهدف من كل نشاط علمي، مبرزا أن جوهر هذا التميز العلمي هو تفعيل المعارف في الواقع الاجتماعي والثقافي وتقييمها.