ستحتفل الثورة الجزائرية قريبا بمرور عامين على إنطلاقها، هذا الردح من الزمن، القصير نسبيا، تحقّق من خلاله عملا هائلا.
فعلى الصعيد العسكري، لم تتمكّن الكتائب العسكرية الصغيرة لجيش التحرير الوطني المسلحة بشكل بسيط، والمنعزلة عن بعضها البعض، فقط من إلحاق الهزيمة بالقوات المدجّجة للإستعمار الفرنسي، بل أيضا تمكّنت من خلق اتصال عبر كل التراب الوطني، بين جميع كتائبنا في وهران، الجزائر العاصمة وقسنطينة.
على الصعيد السياسي كل الأحزاب والتجّمعات (باستثناء الحركة الوطنية المسلحة لمصالي) إلتحقت بصفوف جبهة التحرير الوطني التي أصبحت اليوم القوة السياسية الوحيدة في الجزائر.
على الصعيد الإجتماعي، تأسست الحركة النقابية الوطنية أيضا وأصبحت قوة، على فرنسا أن تحسب لها ألف حساب.
على الصعيد الدولي، تدعّمت بعثة جبهة التحرير الوطني، بعناصر جديدة من الأحزاب الجزائرية، فحقّقت نجاحا ضد الديبلوماسية الفرنسية.
أمام هذا الإنتشار لثورتنا، كان علينا عقد إجتماع لأهم المسؤلين في كامل التراب الوطني، وقد تمّ هذا الإجتماع رغم تواجد 600.000 جندي فرنسي، رغم سياسة مشروع مولي ـ لاكوست في “المنطقة ـ السلمية” للقبائل.
خلال 15 يوما، تمكّن مسؤولو منطقة وهران، الجزائر العاصمة وقسنطينة من العمل بسلام في هضبة الصومام، وسط “الجماهير”.
قرارات هامة جدا تمسّ كل القطاعات، سيتم الإعلان عنها بشكل مستمر.
يفتح فصل جديد من الثورة الجزائرية. ستتسارع وتيرة كفاحنا ستتسارع الآن بعد أن أصبح جيش التحرير الوطني جيشا حقيقيا يضمّ في صفوفه شخصيات مختصة، قيادة عليا واحدة مقرها بالجزائر، بزة نظامية، شعارات، رتب..، هذه الخدمات المختلفة (إتصال، معلومات، مصلحة إدارية..) تمّ إعادة تنظيمها.
أعيد تنظيم جبهة التحرير الوطني كليا، أعيد تحديد خطها السياسي، تمّ تحديد أهدافها المباشرة والبعيدة، مسؤولوها، سيتم معرفة أسماء المسيرين الخاصين بجميع تنظيمات الإدارية سيعلن عنها.
سيخفّف المسؤولون الفرنسيون من تعاليهم بسرعة، وسيولد تشريعهم “الممنوح” ميتا. ستنتهي أوهامهم الأخيرة. لن تتوقّف الثورة الجزائرية عن إدهاشهم.
نقول لروبير لاكوست، الذي وعدنا بتنظيم إنتخابات في أكتوبر في “المنطقة السلمية” بالقبائل، إننا سنكون في الموعد. سنحدّد له نحن أيضا موعدا أمام منظمة الأمم المتحدة.
في نوفمبر القادم سيرى العالم أي منا فرنسا أو حزب جبهة التحرير الوطني من سيقدم الحصيلة الأكثر إيجابية.
يريد غي مولي بأي ثمن تنظيم إنتخابات. سنعمل على تحذيره، تنبيهه أن إدارة جبهة التحرير الوطني ستنظم، قبل دورة هيئة الأمم المتحدة، انتخابات لتعيين تجمعات شعبية، ليس فقط في منطقة القبائل فقط، لكن في كل مناطق الجزائر.
بإمكان الصحافة الفرنسية والأجنبية المجيء لحضور مجريات العمليات الانتخابية.
بهذا، مع المرحلة الحالية للكفاح، سندخل في مرحلة الأمن العام، وبدء لثورة عامة ستخلّصنا نهائيا من الإستعمار الفرنسي.