ساهم موسى أخاموك في دعم الثورة بالأسلحة في دول الجوار ونقلها الى مراكز الثورة خاصة بعد اإقامة خطي شال وموريس وكان محمود قمامة من شاركوا في فتح جبهة جديدة للثورة التحريرية جنوب الصحراء.
نظمت جمعية مشعل الشهيد اليوم في إطار منتدى الذاكرة ندوة تاريخية تخليدا لذكرى وفاة المجاهدين الحاج موسى أخاموك ومحمود قمامة، بالتنسيق مع المتحف الوطني للمجاهد بحضور نجلي المرحومين.
أشاد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام الهاشمي عفيف بالمقاومة في الجنوب التي وقفت ضد جحافل قوات الاستعمارية المدججة بمختلف الأسلحة وأبلى أبناءها البلاء الحسن في التصدي للأطماع الإستعمارية ومقاومة كل محاولة لطمس الهوية بكل الوسائل.
وقال الوزير: “لقد أدى سكان منطقة الاهقار دورا طلائعيا ابان الثورة التحريرية وتمكنوا من الوقوف في وجه المخططات الرامية الى الالتفاف على خيارات الشعب الجزائري والاهداف التي حددها بيان اول نوفمبر على رأسها الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا تتجزأ”.
وأضاف: “وذلك بفضل تضحيات رجال عظماء، منهم من نحي ذكرى وفاتهم اليوم المجاهد الحاج موسى أخاموك أمين عقال طوارق الأهقار تلك القامة الشامخة التي ساهمت في تطويق خطط الاستعمار في أصعب مراحل تاريخنا المعاصر ومواقفها التاريخية الخالدة التي شكلت دعما استيراتيجيا لموقف المفاوض الجزائري في مفاوضات ايفيان”.
وأبرز ربيقة الدور الذي أداه أخاموك في دعم الثورة بالأسلحة في دول الجوار ونقلها الى مراكز الثورة التحريرية خاصة بعد اشتداد الحصار على المناطق الشمالية وإقامة خطي شال وموريس على حدودنا الغربية والشرقية.
وقال: “ظل المرحوم على نهج التحرر وعلى مواقفه مؤمنا بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى فكانت تضحياته الجسام في سبيلها وفي سبيل عزة ومجد الوطن”.
وأضاف: “نستحضر أيضا في هذه الوقفة التاريخية المجاهد الراحل محمود قمامة واحد من أبناء تمنراست المخلصين الذين نالوا شرف المشاركة في صناعة تلك الملحمة نوفمبر، وكان من الرجال الأشداء ذوي العزيمة والإرادة الذين رافقوا وشاركوا في فتح جبهة جديدة للثورة التحريرية بجنوب الصحراء التي تعززت بها مؤسساتها وهياكلها وتدعمت بالإنجازات المحققة داخليا وخارجيا”.
وأبرز أن للراحل قمامة مسيرة نضالية حافلة ستبقى تذكرها الأجيال كلما نستحضر تلك الملاحم البطولية خلال ثورة التحرير بصحرائنا الكبرى وأنه اليوم نخلد ثورة خالدة لرجال ونستذكر بعرفان ووفاء ومضات من دروب رموزها انما نحي روح الصمود والتحدي لمواصلة بناء وتمجيد صرح الجزائر في ظل المكاسب الجديدة المحققة على كافة الأصعدة.
وأكد على اهتمام الدولة بالتاريخ الوطني لربط الحاضر بالماضي واستشراف المستقبل عبر تواصل الأجيال وضمن المحددات الكبرى للهوية ومكونات الشخصية الوطنية مشيرا إلى خارطة عمل المحددة الأهداف التي وضعتها وزارة المجاهدين وهي على أبواب انطلاق احياء الذكرى الـ60 لعيد الاستقلال خلال سنة 2022.
ولم يفوت الفرصة للتنويه بالمجهودات التي تقوم بها جمعية مشعل الشهيد وشركائها في تنظيم مثل هذه المبادرات التي تستذكر رموزنا الافداد في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، و التي تبعث على الاعتزاز والافتخار بتاريخنا وامجادنا.
أطول مقاومة في الجزائر
من جهته أوضح الأستاذ الباحث علالي بن بيتور ان من يدعي أن المقاومات متفرقة ومتجزأة ليس صحيحا، قائلا: “لازلنا نبذل قصارى الجهد من أجل الخروج من هذه الصورة النمطية التي وضعنا فيها الكتاب الفرنسيون الى صورة حقيقية لتاريخ الجزائر”.
وأكد أن هذه المقاومة واحدة بقيادات متعددة وإن كانت الأساليب والوسائل في تلك الفترة من الصعوبة بما كان ان تتوحد في وحدة واحدة قوية ولكل زمن ظروفه.
وأبرز أن المقاومة في الجنوب هي أطول مقاومة في الجزائر بحوالي أربعين سنة من النضال الذي لم يتوقف.
وأضاف أن الاستعمار الفرنسي ما كان ليرضى بمدينة الجزائر ومتيجة ووهران وعنابة وبجاية ثم بقسنطينة والشمال، وانما الاستعمار يريد ان يأخذ قارة بأكملها ويستأثر بكل خيرات هذا البلد ولا يزال الى اليوم يريد ان يستأثر بخيرات الجزائر ومالي والتشاد وكل افريقيا ان استطاع الى ذلك سبيلا.
ويشير بن بيتور إلى وجود أزيد من بطولات الجزائريين منذ دخول الاحتلال الفرنسي ، لو استطعنا تجسيد هذه البطولات في أفلام سينمائية أو في رسومات متحركة لأبنائنا الذين لا يجدون ما يشاهدون الا بطولات وهمية لشعوب أخرى كانت تعادينا ولازالت تعادينا”..
وأبرز الباحث أن هذه المقاومة في الجنوب تميزت عن غيرها من المقاومات بشساعة المنطقة، لا يستطيع أي جيش كانت قوتها أن تسيطر على الجنوب.
وأضاف أن المقاومة الجزائرية المظفرة استطاعت ان تسيطر على هذا الجنوب وتستمر في هذه المقاومة عقود من الزمن.