أبرز المتدخلون في الندوة التاريخية التي نظمها المتحف الوطني للمجاهد بالتنسيق مع وزارة المجاهدين اليوم بمناسبة الذكرى الـ66 لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين دور أعضاء الإتحاد العام للعمال الجزائريين في دعم القضية الجزائرية في المحافل الدولية.
وصف الدكتور محمد قدور أستاذ متخصص في التاريخ بجامعة تيبازة، الإتحاد العام للعمال الجزائريين بنموذج من عبقرية الثورة التي عرف أعضائها الذين لم يكونوا مجرد نقابين كيف يوصلون صوت الجزائر المكافحة إلى المحافل الدولية عبر العمل النقابي وتجنيد العمال الجزائريين الذين كانوا مشتتين بمختلف القطاعات.
وقال: ” كان الاتحاد العام للعمال الجزائريين من بين نقاط الاتفاق بين قيادة الثورة في الداخل والخارج ويتضح ذلك من خلال مراسلات قيادة الثورة التي اشارت الى ضرورة تأسيس نقابة وطنية للعمال الجزائريين من قبل العمال الجزائريين كانوا منتشرين على مختلف النقابات”.
وأشار قدور الى أن عبقرية الثورة تمثلت في جمع كل أطياف الشعب الجزائري حول مبادئها دحضا لإدعاءات الإستعمار بأن هذه الثورة ليست ثورة قطاع الطرق.
وأضاف الباحث أن الإتحاد تأسس كمنظمة في السر وكانت تصنفه فرنسا منظمة إرهابية، اخذ الاعتماد عنوة، حيث رفض ملفه لثلاث مرات لكنهم استعانوا بفرحات عباس حتى يحصلوا على الاعتماد ولما تحصلوا عليه قبل ذلك بأسبوع أسست الحركة المصالية الاتحاد النقابي للعمال الجزائريين.
لكن عيسات إيدير أدرك خطر ذلك فطلب من عبان رمضان وبن يوسف بن خدة ضرورة التعجيل بإنشاء حركة نقابية كي لا يسيطر المصاليون على العمال والثورة، وفي 24 فيفري 1956 أسس الإتحاد العام للعمال الجزائريين.
وكانت أول مهمة له لانتشار داخليا والاختيار القطاعات التي ينتشر فيها العمال، فإختاروا عمال الترامواي كي يكونوا في إحتكاك مباشر مع الفرنسيين ومعرفة نفسيتهم حول الثورة، ونقابة عمال الميناء حتى يشلوا الاقتصاد الفرنسي عندما يقومون بالإضراب، ونقابة المعلمين التي كان على رأسها يحيي عبد النور ونقابة البريد والاتصال حتى يطلعون على الرسائل.
ومن المهام أيضا الإنتماء الى النقابات الدولية في العالم، فوضع الإتحاد العام للعمال الجزائريين طلب الإنضمام إلى نقابة المعسكر الغربي على عكس ما كان يظنه البعض، حتى يزيل نقابة المصاليين، وتم قبول انخراطه بسبع أصوات مقابل رفض صوتين للانضمام وهي فرنسا وبلجيكا.
وأبرز الأستاذ أن هذا الإنضمام يعتبر مكسب لتدوين القضية الجزائرية وأن نشاط الاتحاد لم يكن فقط عبارة عن مطالب اجتماعية بل يتضمن المطالب السياسية التي كانت اكثر وحققوا منها نتائج باهرة بدليل اول انتخابات بعد تأسيس الاتحاد في ماي تم اجراء انتخابات في نقابة ولاية الجزائر فتحصل الاتحاد على 12 مقعد مقابل لا مقعد للمصاليين.
من جهته قدم المجاهد والنقابي السابق عبد المجيد عزي شهادته حول تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين والصعوبات التي اعترضته لإثبات عضويته، موضحا أن تأسيسه يعود الى مؤتمر حركة انتصار الحريات والديمقراطية في 1953، حيث فهم أعضاءه ضرورة إشراك العمال في الكفاح الثوري.
وبالمناسبة كُرّم المجاهد عزي والأستاذ قدور.