نظمت جمعية مشعل الشهيد ندوة خصصت للرمز العربي بن مهيدي في الذكرى الـ 65 لاستشهاده، ابرزت فيها “حنكته وشجاعته” في التصدي للاحتلال الفرنسي.
أكد عميد كلية بوزريعة عبد العزيز بوكنة، في منتدى الذاكرة أن الشهيد البطل قائد “رمز” تمكن بفضل “حنكته وشجاعته” من التصدي للاحتلال الفرنسي، مبرزا “أنه تسلح بسلاح الفكر منذ صغره لاسيما في صفوف المدرسة الكشفية”.
وأضاف بوكنة أن هذا البطل “مثال للشاب القائد الذكي الذي كان له دور كبير في عملية ضم المجاهدين إلى صفوف جبهة التحرير الوطني والتعبئة في النشاط الثوري مثلما كان يعمل على التعبئة للثورة في الداخل والخارج.
وخلال عرضه قدم العميد أربع محطات اساسية لمسيرة بطل الثورة وصاحب الابتسامة الساخرة من جلاديه منذ ولادته بدوار الكواهي بعين مليله في 23 اكتوبر 1923 وتعلمه بالكتاتيب. حيث حفظ القرآن ومتابعته للدراسة والتحاقه بصفوف الكشافة الاسلامية الجزائرية ضمن فوج الرجاء ببسكرة.
واشار الى مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 التي كانت السبب في تفجير الثورة المجيدة وانضمامه للمنظمة الخاصة وتحركاته في مختلف ربوع الوطن.
وأبرز فكره التحرري وقدرته على قيادة الثورة على مختلف الجبهات، مستشهدا بنشاطه السياسي ضمن الحركة الوطنية ببسكرة، و مشاركته في اجتماع الستة لتفجير الثورة التحريرية،
لينتقل عقبها إلى الغرب الجزائري لقيادة المنطقة الخامسة بعدما كان احد القادة في مؤتمر الصومام و منها إلى منطقة الوسط. حيث قاد “معركة الجزائر” حيث استشهد.
دور الوثيقة الأرشيفية في كتابة تاريخ الثورة
وأكد مشاركون في فعاليات الملتقى الدولي الرابع حول الشهيد العربي بن مهيدي الموسوم بـ”محمد العربي بن مهيدي و الثورة الجزائرية من خلال وثائق الأرشيف” الذي احتضنته جامعة أم البواقي الأربعاء على “دور الوثيقة الأرشيفية في كتابة تاريخ ثورة التحرير الوطنية”.
وأفاد الاستاذ توفيق بن زردة رئيس الملتقى الدولي، الذي نظمته جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي بالتنسيق مع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 وبإشراف من وزيري التعليم العالي والبحث العلمي ووزير المجاهدين وذوي الحقوق أن “الوثيقة الأرشيفية باعتبارها شاهد زمني تعتبر ركيزة لكتابة التاريخ و لصون ذاكرة الأمة الجزائرية”.
وأضاف أن توفر الوثيقة للمؤرخ “تتيح له لأن تكون كتابته التاريخية علمية المنهج”, مؤكدا على “ضرورة البحث عن الوثيقة الأرشيفية من أجل توظيفها في كتابة التاريخ الصحيح”.
وتطرق الأستاذ مصطفى سعداوي من جامعة آكلي محند أولحاج للبويرة في مداخلة بعنوان: “كتابة تاريخ الثورة و أوهام الحقيقة الأرشيفية” إلى أهمية الأرشيف في كتابة التاريخ باعتباره “من المصادر الأولية ذات المصداقية الكبيرة و المتميزة بالوضوح و المحببة أكثر للمؤرخ كمصدر للكتابة”.
وكشف المتدخل عن غزارة الوثائق الأرشيفية التي أنتجتها ثورة التحرير الجزائرية” خصوصا في أواخر 1956 تاريخ إنشاء مراكز القيادة في كل الولايات عملا بمقررات مؤتمر الصومام، مشيرا في هذا الصدد إلى الولاية الثالثة التاريخية التي من المحتمل استنادا إلى عملية حسابية بسيطة -حسبه- أنها أنتجت إلى غاية نهاية الثورة التحريرية نحو 900 ألف وثيقة.
ودعا الأستاذ سعداوي المؤرخين إلى الاستخدام الأمثل للوثائق التي يحصلون عليها واستخدامها بشكل إيجابي وفعال من أجل الاستفادة منها على الوجه الصحيح.
وحذر الأكاديمي عبد المؤمن إبراهيم من جامعة أم البواقي في مداخلته بعنوان “محمد العربي بن مهيدي في العمالة الوهرانية من خلال بعض الوثائق الأرشيفية (1950-1956)” من الوثائق والصور التاريخية “المفبركة” الخاصة بشهداء الثورة التحريرية.
وأشار إلى ما وصفه بـ”فبركة و تعديل مجموعة من الصور و التقارير” على غرار صور الشهيد العربي بن مهيدي التي تم تلوينها و تعديلها و تغيير ملامحها سواء من جانب المصالح الفرنسية أو من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي باستعمال تقنيات الفبركة الحديثة، معتبرا أن فبركة الوثائق و الصور التاريخية “من شأنه أن يخل بكتابة التاريخ باعتبارها مصادر مغلوطة”.
وقدم لأساتذة من مختلف الجامعات الجزائرية على غرار جامعتي سطيف و سوق أهراس، مداخلات كثيرة، منها مداخلة “أهمية وثائق الأرشيف التابعة لرئاسة الدولة التركية في كتابة تاريخ الجزائر في الفترة الاستعمارية” عن طريق تقنية التحاضر عن بعد للأستاذة بجامعة اسطنبول (تركيا) حبيبة محيدب.