أكد وزير المجاهد العيد ربيقة، في ندوة معركة المقطع 28 جوان 1835 التي نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث، أن الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر يعتبر محطة مفصلية في تاريخها.
أوضح وزير المجاهدين أن التاريخ يكتسي أهمية إستراتيجية في صون ذاكرة الأمم وأداة إثبات الذات وتقوية الحس بكيان الأمة وتعميق الشعور الوطني.
وقال “إننا نحتفل خلال هذه الأيام بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر باعتبارها محطة مفصلية تسعى الدولة الجزائرية من خلال مجهودات مؤسساتها لتنمية الدولة الوطنية، وتعزيز المناعة في إطار رؤية وطنية عميقة تحمل آفاقا استراتيجية ضمن سياسة شاملة ومتكاملة لصون ذاكرتنا وتكريس المساعي الحقيقية”.
وأضاف “نلتقي في هذا اليوم المبارك لاستذكار قيم الرجال والرموز، ونحتفي ببطل يعد ظاهرة وطنية ودولية ورجل دولة وقائدا استراتيجيا في الحروب الكلاسيكية وفيلسوفا وشاعرا ومتصوفا، وهو قائد متبصر يملك أفكارا نالت استحسان الأمم”.
وذكر وزير المجاهدين أن الأمير عبد القادر تحرك وفق إستراتيجية من أجل القضاء على الاحتلال الفرنسي بفضل ميزاته الثلاث التي كان يتمتع بها وهي الحنكة السياسة، والنظرية الصوفية والأخلاق السامية، وانه خطى الخطوة الأولى في تثبيت دولته فكان رجل حرب.
وأكد نور الدين السد، مدير المركز الوطني للدراسات والبحث، أن الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر يدخل في إطار مسعى رئيس الجمهورية والأمة الجزائرية في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتعزيز الوعي بالتاريخ الوطني والاستلهام من الشخصيات الوطنية، مشيرا إلى أنه احتفال بنصب في إطار الدفاع عن الحرية وعن الأمة الجزائرية التي استعادت استقلالها بعد تضحيات جسام.
واعتبر المتحدث أن هذا اللقاء حول شخصية الأمير عبد القادر الذي يعتبر رجلا دبلوماسيا واستراتيجيا، وشاعرا متصوفا يدخل في إطار الذاكرة الوطنية.
وقال البروفيسور حسن مخدوري إن معركة المقطع تجسد لوحة مفتوحة على كل القراءات السياسية والروحية والاجتماعية، مؤكدا أن الأمير عبد القادر يمثل نموذج العبقري بجميع تجلياته.
وذكر المحاضر بظروف غزو فرنسا الجزائر قائلا: “كانت مغامرة لم يكن السياسيون الفرنسيون يدركون أنها ستتواصل 130 سنة، وأن اللجنة الإفريقية بحثت في مسألة استمرار احتفاظ فرنسا بالجزائر، إن كان ذلك يشكل مصلحة كبرى لفرنسا، فتجسد ذلك في قرار 1834 والذي تضمن أن الجزائر ستكون ضمن الأملاك الجزائرية”.
وأشار المتحدث إلى أن الأمير عبد القادر فهم السياقات الدولية فقطع الطريق على محاولات فرنسا، فقام بوأد فتنة معاهدة الكرمة واستدرج الفرنسيين إلى معركة المقطع التي شارك فيها آلاف الشباب، وأكد المحاضر أن هذه المعركة تمثل لوحة مفتوحة لجميع القراءات و”علينا الاهتمام بهذا التاريخ من أجل بناء الوعي بالذات لمواجهة التغيرات الدولية والوعي بمقاومتنا، وهذا ما استخلصته ثورتنا”.
من جهته قال محمد رزيق أن معركة المقطع مكنت الأمير عبد القادر من بسط نفوذه وسيطرته وفرض شرعيته على كل منطقة التيطري، وأكد المتحدث أنه خلال هذه المعركة فهم الجزائريون أنها معركة وجودية ومصرية بين مشروع استعماري وآخر تحرري.