الذاكرة

جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث
ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب

الأحد 8 يونيو 2025
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
لاتوجد
عرض كل النتائج
الذاكرة
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
الذاكرة
لاتوجد
عرض كل النتائج

وادي سوف.. أسرار عبور السلاح إلى الثورة

الذاكرة - الذاكرة
2022-07-03
في تاريخ الثورة, حدث, رئيسي
0
وادي سوف.. أسرار عبور السلاح إلى الثورة
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

منطقة وادي سُوف بتاريخها الحافل بالبطولات والثورات الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، حلقة إسناد هامة بالسلاح قبل وبعد اندلاع الثورة التحريرية، بالنظر الى موقعها الإستراتيجي على الحدود الشرقية المحاذي لتونس وليبيا.

أدت وادي سُوف دوراً تنسيقيا وتواصلِيا سِريا بين ثوار الداخل والخارج، ووردت السلاح لجبهات الكفاح ضد المستعمر عبر حيزها الجغرافي الصحراوي، ما جعلها حلقة وصل أساسية في خطط قادة الثورة التحريرية، لاسيما في فترات التحضير والإعداد قبل اندلاعها سنة 1954.

وقال فيها شاعر الثورة مفدي زكريا متباهيا بنضالها في إلياذة الجزائر الملحمية: ويا وادي سوف العرين الأمين ومعقل أبطالِنَا الثائرين.. ومأوى المناجيد من أرضِنا وأرض عشيرتنا الأقربِن.. وربض المحاميد أحرارِ غوما ومن حطموا الظلم والظالمين.. ودرب السلاح لأوراسينا.

وقد ضاقت السبل بالسالكين.. أينسى ابن شهرة أحرارنا تلقف رايته باليمين.. أننسى ثلاثة أيام نحس وسوْستالَ يندِب في النائحين.. وأخضر يحصد حمر الحواصل فيها ويقطع منها الوتين.. وضرغامها الهاشمي الشريف يذيق بواز العَذاب المهين.. وكم كان سوفُ لضم الصفوف وجمعِ الشتات الحريص الضمين..

اختيار الثورة الصائب

يروِي الأستاذ عبد الحميد بسر، مجاهد وكاتب مؤرخ بوادي سوف، في حديث مع «الشعب»، جانبا من دور المنطقة الثوري واضطلاعها بتحويل وتهريب السلاح الحربي إلى الثورة التحريرية الجزائرية، باعتباره كان منتشرا حينها في أوساط المجتمع المحلي، يباع وسط السوق كبقية الأمتعة أو السلع، كونه محل افتخار وبسط الرجولة لدى كثير من الناس والعائلات وقتها، وذلك قبل أن تقوم السلطات الفرنسية المحتلة بمنع اقتنائه.

وقبيل اندلاع الثورة، يقول بسر، أمرت قيادة المنظمة الخاصة (OS) بقيادة البطل الشهيد محمد بلوزداد بالناحية الشرقية في قسنطينة، بتكليف رجال وادي سوف باقتناء وشراء السلاح، وجمعه وتحويله تحضيرا لليوم الموعود الفاتح نوفمبر الأعظم، معتبرا ذلك التكليف قرارا صائبا.

وأضاف أن الميزة التي تركت قيادة المنظمة تختار أهل منطقة سوف وتكليفهم بمهمة خطيرة متمثلة في شراء وتهريب السلاح أو تحويله من أماكن تواجده خارج التراب الوطني، ترجع لكونهم يمتازون بحب المغامرة ومناهضة الاستعمار الفرنسي، الذي قام بتنكيل وهتك أعراض الكثير من الديار عندما ولج أرض المنطقة عام 1854، ثم موقعهم الهام ومجاورتهم للحدود الشرقية سواء التونسية أو الليبية، ومعرفتهم بالمسالك الصحراوية التي تجهلها القوات الفرنسية وأعوانها من القومية، وبعيدة عن أنظارهم وعن الحواجز العسكرية المزروعة، عبر الجنوب الشرقي الجزائري على طول الشريط الحدودي من نقرين إلى غدامس -الأبراج العسكرية-.

بلوزداد في زيارة خاطفة للمنطقة

ذكر المُجاهد عبد الحميد بسر في مستهل كلامه، أن اختيار رجال وادي سوف لجمع وتحضير السلاح كان في الاتجاه الصحيح، بالنظر لتوفرهم على كل المواصفات والمعطيات المطلوبة، كلف البطل الشهيد محمد بلحاج ورفاقه من طرف مسؤول قسمة الحزب وقتها المناضل ميلودي أحمد.

وبالفعل تم توفير المال ووسائل النقل المتمثلة في الجمال لشراء وجمع السلاح الحربي، وتحويله إلى منطقة وادي سوف خلال سنة 1947م، وذلك بعد قيام محمد بلوزداد بزيارة خاطفة لربوع منطقة سوف معية محمد عصامي وميلودي أحمد.

ومن هذا المنطلق، جرى العمل على إخفاء دفعات السلاح والذخيرة القادمة من الجنوب التونسي والليبي بطريقة سرية للغاية، في غيطان الفلايين بحي الفطاحزة، وغيطان الطلايبة بحي أولاد حمد بالوادي، فضلا عن مخازن المناضليْـن بلقاسم عدوكة وميلودي أحمد، بعيدا عن أعين مخبري السلطات الفرنسية بالمنطقة.

السلاح يصل بن بولعيد

بعد تهريبه عبر الحدود وتخزينه من دون أن تكتشفه استعلامات الإستعمار الفرنسي، كشف المجاهد عبد الحميد بسر، نقل السلاح المُخزن بوادي سوف تحت حراسة مناضلي المنظمة الخاصة عبد القادر العمودي وعدوكة بلقاسم وبن موسة، إلى غاية زريبة الوادي نواحي بسكرة، ومنها إلى القائد البطل مصطفى بن بولعيد بأريس في الأوراس الأشم، وكل ذلك كان عبر الصحراء الشمالية لمنطقة وادي سوف على ظهور الجمال والصعاب التي تلقاها المكلفون بالمهمة الخطيرة مع وجود حواجز عسكرية. في حين تم تحويل البعض منه على الحافلة تحت رقابة ومسؤولية المناضل النوبلي العروسي إلى غاية وصوله إلى مدينة بسكرة.

تلك الكميات الهائلة من السلاح، مثلما يضيف بسر، قام بتوزيعها وقتها القائد مصطفى بن بولعيد على بقية النواحي الجهادية قبل اليوم الموعود المحدد لاندلاع الثورة التحريرية المُظفرة، واستعملت في الهجمات التي وقعت ضد مراكز العدو الفرنسي في باتنة وخنشلة وقسنطينة وسكيكدة ومنطقة القبائل.

وتمثلت الكميات -بحسب المجاهد- في شحنة أولى من 103 بندقية مع 4 صناديق ذخيرة، شحنة ثانية مكونة من 33 بندقية مع ذخيرتها، أما الشحنة الثالثة فيها 300 بندقية مع الذخيرة قادمة من ليبيا.

وبالموازاة مع تحويل الشحنات الثلاث للأوراس، جرى توجيه كميات كبيرة أخرى من السلاح الحربي نحو منطقة ورقلة إلى الشهيد زوبيدي عبد القادر، التي كلف بها وبشرائها كل من المناضلين غريسي أحمد وزيتونة البشير وعيشوش العربي.

حولت تلك الشّحنات إلى متليلي الشعانبة وبقية المناطق المجاورة لها، وهي عبارة عن شحنتين، الشحنة الأولى تحتوي 232 قطعة سلاح مع ذخيرتها، الشحنة الثانية من 24 بندقية وذخيرتها.

تأمين قوافل السلاح من مصر

بعد اكتشاف مخطط المنظمة الخاصة بمدينة تبسة سنة 1951م، يقول المجاهد بسر، توقفت عمليات تحويل وتهريب السلاح في إحدى الفترات الزمنية من سنة 1953م، وبعد اندلاع الثورة المباركة وبأمر من الشهيد شيحاني البشير ومصطفى بن بولعيد تكوّنت القاعدة الجنوبية برئاسة الشهيد القائد الجيلاني بن عمر من وادي سوف، الذي كلف بضمان أمن قوافل السلاح القادمة من مصر عبر ليبيا والجنوب التونسي.

وقد عوضه بعد استشهاده، الشهيد القائد الطالب العربي الذي قام بإعادة هيكلة القاعدة، وتكليف فرق من المجاهدين لضمان وصول القوافل عبر الجنوب التونسي خلال سنتي 1956 و1957م، من دون أن تتفطّن لهم القوات العسكرية الفرنسية المتواجدة بالجنوب التونسي، والمقدر تعدادها آنذاك بـ35 ألف عسكري فرنسي.

وأشار المجاهد عبد الحميد بسر، إلى اندثار قاعدة الجنوب بعد مؤتمر الصومام وتَغيّر الأوضاع وطنيا، وكلف حينها القائد الشهيد عبد الحفيظ السوفي من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ بمسؤولية ضمان تحويل السلاح القادم من مصر عبر ليبيا بواسطة الشاحنات عوضا عن قوافل الجمال، وتكملة المهمة التي قام بها غيره من القادة والمناضلين الوطنيين لوصول السلاح إلى كل مناطق الكفاح داخل الوطن، إلى غاية دحر الإستعمار الفرنسي وتحقيق الاستقلال ونيل السيادة الوطنية في الخامس من جويلية 1962.

الحماس الثوري

أوضح رئيس جمعية جسور لحفظ الذاكرة بوادي سوف عماره بن عبد الله، في تصريح لـ «الشعب»، بروز دور محوري للمنطقة في تسليح الثورة التحريرية المجيدة، والتمهيد لقيامها واندلاعها وتموينها بالسلاح لتنفيذ ضربات وعمليات عسكرية ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم.

وبحسب الأستاذ عماره، خطط قادة المنظمة الخاصة لضبط ملف التسليح جيدا، وقاموا بزيارات ميدانية لمختلف المناطق الحدودية على الجهتين الغربية والشرقية، ومن بينها منطقة وادي سوف، وتُرْجِم ذلك بحرص البطل محمد بلوزداد وغيره من القادة على الإتصال بالمنطقة، وحث مناضلي حزب الشعب محليا على ضرورة الشروع في شراء وجمع السلاح.

عوامل كثيرة جعلت من منطقة وادي سوف، مثلما يرى المتحدث، ذات دور متميز ومهم في عمليات الإمداد بالسلاح قبل وبعد اندلاع ثورة التحرير المجيدة عبر الحدود الشرقية، ومنها الحماس الثوري الذي تَمتّع به الأهالي منذ بداية الاحتلال.

كانت أرجاء سوف حاضنة للمقاومين والمنخرطين في العمل النضالي، وبعده المشاركة في النشاط العسكري والثورة والكفاح ضد الإستعمار الفرنسي.

موقع استراتيجي

أبرز الأستاذ عماره بن عبد الله، تبوأ منطقة وادي سوف موقعا إستراتيجيا هاما، جعلها نطاقا عبوريا مختصرا بين شمال الوطن وجنوبه، فضلا عن كونها منطقة حدودية على تماس مع تونس وليبيا، امتهن أهلها التجارة والتنقل بالجمال والأحصنة بين الحواضر والقرى منذ القدم، اكتسبوا من خلالها قدرة على قيادة القوافل التجارية في بوادي وقفار الصحراء، ومنها إلى باقي المدن شمال البلاد.

من هذا المنظور، يقول بن عبد الله، ساهمت خبراتهم التجارية في معرفة المسالك الطويلة والوعرة والتنقل بين وادي سوف وغدامس الليبية، ربوع الجريد التونسي، تقرت وبسكرة وغيرها من الحواضر النشطة تجاريا واقتصاديا وعمرانيا حينها، لتكون تلك المغامرات التجارية والجرأة التي تمتعوا بها محط أنظار مخططي الثورة التحريرية، الذين بدأوا بالبحث عن منافذ لجلب السلاح ووجدوا بالفعل تجربة أهل سوف مناسبة لذلك، كونهم كانوا يتاجرون ويدخرون حتى السلاح منذ انطلاق شرارة الحرب العالمية الثانية.

وأضاف، أن العلاقات الاجتماعية بين سكان وادي سوف ومنطقتي الجنوب التونسي وغدامس الليبية، لعبت دورا مهما في عبور القوافل التجارية وعمليات نقل السلاح، وكذا توجيهه إلى المناطق الشمالية عبر إقليم ولاية بسكرة، وصولاً إلى الأوراس وما جاوره من حواضر.

حس وطني

في السياق، أبرز عماره، انتشار الحس الوطني الجارف في أوساط المجتمع وأهالي المنطقة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، دفع بالكثير من نخب سُوف للبحث عن حركات النضال التحرري والإنخراط في نشاطها، والمخاطرة بأرواحهم على غرار باقي المناضلين الوطنيين في كل أرجاء البلاد، وكذا تحدي كل الصعاب بأموالهم في سبيل توفير السلاح الذي كان بمثابة الوقود الحيوي للثورة، وضامن انطلاقها واستمرارها ونجاحها في التصدي لأشد القوى الاستعمارية بطشا وطغيانا.

بعد الاستقلال، بقيت وادي سوف قلعة من قلاع الجزائر الحصينة وأحد روافدها التنموية والإقتصادية، تحولت بمرور الأزمنة ولا تزال إلى مصدر إلهام وطني في العمل وخدمة الأرض والإنتماء وحب الوطن، يضيف رئيس جمعية جسور لحفظ الذاكرة بوادي سوف، عماره بن عبد الله.

وادي سوف، بعد ستين عاما من استرجاع السيادة الوطنية، ها هي اليوم تسترخي على سفوح الرمال الذهبية الساحرة، متزينة بأبهى حُلل العمران والتراث السياحي الصحراوي محل الاستقطاب الوطني والعالمي، وتتمتع بمقدرات فلاحية واقتصادية وتنموية ضخمة، جسّدتها السلطات العمومية على مدار عقود، ودعمتها بتشييد بنى تحتية كبرى مثل الجامعة والمستشفيات الجهوية والمنشآت التعليمية والتكوينية والثقافية والرياضية والشبانية وغيرها من القطاعات.

سفيان حشيفة

وسوم : التسليح بالجنوبواد سوف إبان الثورة
سابقة

دور الأطفال إبان الثورة

موالية

بسكرة.. ستون عاما في الحرية

الذاكرة

الذاكرة

مشابهةمقالات

أعمدة الكشافة الاسلامية الجزائرية.. أسماء غير مشهورة
تاريخ الثورة

أعمدة الكشافة الاسلامية الجزائرية.. أسماء غير مشهورة

2025-05-27
مصطفى سعدون:  إحياء ذكرى 27 ماي..صون لذاكرة رجال صدقـوا الوعـد
رئيسي

مصطفى سعدون:  إحياء ذكرى 27 ماي..صون لذاكرة رجال صدقـوا الوعـد

2025-05-27
صالح قوجيل: ثورة نوفمبر شكلت معجزة في الكفاح والتضحية
تاريخ الثورة

صالح قوجيل: ثورة نوفمبر شكلت معجزة في الكفاح والتضحية

2024-10-23
إشتراك
الاتصال عبر
دخول
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
نبّهني عن
guest
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
الذاكرة

ذاكرة الشعب جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

تطوير واستضافة شركة رانوبيت

لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
wpDiscuz
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .