إحتفت الجزائر بذكراها الستين للإستقلال الوطني بتظاهرات عديدة ومميزة بفضاءات عديدة في الولايات، شعبية ورسمية، وأسهمت المؤسسة العسكرية في هذا الإحتفاء بعديد التظاهرات.
من أبرز الأعمال الإبداعية التي خلدت مآثر تاريخ الجزائر الملحمة الكبرى بعنوان “ألا فاشهدوا “التي عرضت، على ركح الأوبرا بأولاد فايت، بحضور رموز الدولة بمؤسساتها السيادية، فضلا عن الممثليات الديبلوماسية في بلادنا بالجزائر، وضيوف من دول عربية وإفريقية مثل رئيس الموزمبيق السابق، والأمين العام للجامعة العربية السابق عمروموسى، إلى جانب جمهور من المواطنين والمواطنات ووسائل إعلام سمعية وبصرية .
أجمع كل من شاهد هذا العمل بأنه عرض غير مسبوق في كل ما أنجز من ملاحم وأعمال ركحية من قبل، وهذا للأسباب الآتية: أولا تشير الملحمة عبر الرواية السردية والإشارات الرمزية عبر تكنولوجيا المابينغ والأولوغرام إلى عشرات الآلاف من تاريخ ظهور الإنسان الجزائري على هذه الأرض في شرق البلاد وغربها ووسطها وجنوبها، وتدرج السرد البصري والسمعي إلى ذكر أحقاب كثيرة: العصر الحديدي والنحاسي بعد العصر الحجري القديم والحديث، وصولا إلى حوالي 900 سنة قبل الميلاد، ثم واصلت الملحمة تجسيد الحقب التاريخية في بلادنا من خلال تعاقب الحضارات على منطقة شمال إفريقيا وشمال البحر الأبيض المتوسط، بمعنى بين تلاقي حضارات ثلاث قارات كبرى وهي إفريقيا وآسيا وأوروبا.
أبرز العرض الحضور الجزائري والمناطقي كله عبر تلاقح وتمازج بين السكان المحليين من النومديين وحضارات وافدة من قرطاجيين، إلى الغزو الروماني ومقاومة الجزائريين وغيرهم له، ثم الوندال والبيزنطنيين، إلى مجئ الحضارة الإسلامية مع العرب، وتعاقب دول بالمنطقة، وإسهام الجزائريين والمغاربيين في تشييد الحواضر والتنمية المادية واللامادية، ثم كيف تهاوت الممالك وظهور الإمبراطورية العثمانية التي استمرت ما لا يقل عن ثلاثة قرون وانتهت بتفككها.
لقد شاهدنا لدى الجزائريين، رسميين وشعبيين ووسائل الإعلام، ولاسيما لدى البعثات الديبلوماسية التي إستمتعت بعديد اللغات إلى إحدى الأغاني الداعية إلى السلام العالمي، شاهدنا إعجابا منقطع النظير، فكانت فعلا مفاجأة، رغم وجود أخطاء لغوية بسيطة، وأخطاء في سنة من التاريخ الحديث، حدثنا بشأنها كاتب النص قائلا إنها هفوات حصلت في إستديو التسجيل، وتعهد بتصويبها.
كتب نص هذا العمل السردي والحوارات والأغنيات الصادق بخوش، وتكفل إخراجه ركحيا مجموعة من المخرجين والكوريغرافيين والسينوغرافيين والموسيقيين وتقنيي التكنولوجيات الحديثة، وأنتجته وزارة المجاهدين ونفذ إنتاجه الديوان الوطني للثقافة والإعلام.