عاد الباحث الأثري، محمد سحنوني، الذي يشرف حاليا على مشاريع بحثية رائدة في الجزائر، أهمها بالمركب الأثري عين لحنش-عين بوشريط بسطيف وموقع تيغنيف بمعسكر، إلى مشروع موقع تيغنيف بمعسكر، الذي يديره في إطار المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، وقال إنه وفريقه البحثي “يعملون هناك في إطار مشروع مكمل لمشروع عين لحنش- عين بوشريط وبنفس الهدف أيضا وهو إعادة كتابة ما قبل التاريخ الخاص بالجزائر”.
وقال الأثري أن مجموعته “بدأت الأبحاث هناك في 2013 وقامت لحد الآن بسبع حملات تنقيبية، وهي تجري أعمالا ميدانية بحثية بصفة مستمرة” واختار هذا الموقع “بالنظر لإمكانياته الأثرية الكبيرة، وهذا بالموازاة مع مركب عين لحنش- عين بوشريط”.
وأوضح أن إطلاق هذا المشروع كان بهدف “إعادة البحث في تاريخ موقع تيغنيف بطرق علمية جديدة حديثة”، و”إعادة التنقيب في الموقع والعمل على استخراج لقى أثرية جديدة وإثراء المتاحف الجزائرية بها، خصوصا أن كل ما عثر عليه قديما بتيغنيف تم نقله إلى فرنسا” ابان الفترة الاستعمارية بما فيه الفكوك الجمجمية لإنسان تيغنيف وأضراسه وقطعه الجمجمية والمواد الحجرية التي اخترعها ذاك الإنسان وأيضا البقايا الحيوانية.
وأوضح أن “العمل تقدم كثيرا وتم الحصول على نتائج علمية جيدة من كل النواحي بما فيها التأريخ لتيغنيف وإنسان تيغنيف”، قائلا أن “التأريخ القديم الذي حدده بـ500 ألف سنة لم يكن دقيقا”. وأكد في هذا الإطار “توصل فريق بحثه لنتائج جديدة هي تحت السر تؤكد أن عمر تلك اللقى الموجودة هي أقدم بكثير من 700 ألف سنة، وسيتم نشرها جميعا بداية 2023”.
ولفت المتحدث إلى أن “البحث الأثري في تيغنيف يجري بريادة جزائرية وبالتعاون مع باحثين أجانب، هولنديين وفرنسيين وأسبان وإيطاليين (..) لديهم خبرة مخبرية كبيرة”.
وشدد سحنوني في ختام كلامه على “ضرورة حماية هذه المواقع ذات الأهمية البالغة من التوسع السكاني الفوضوي وغيره لتكون محمية وطنيا ..”، مضيفا أن هناك “رغبة على مستوى اليونسكو لتصنيفها كمواقع أثرية عالمية باعتبارها مواقع مرجعية هامة في قارة إفريقيا لها أهمية بكونها مهد للبشرية”.