يؤكد الكاتب الدكتور أحسن تليلاني لـ”الشعب” أن فيلم زيغود يوسف يصور نضال الشهيد زيغود يوسف وكفاحه المرير من أجل تحرير الجزائر، ويبرز تضحياته الجسام ودوره الرئيسي في إشعال فتيل الثورة وإمدادها بعناصر الالتهاب أكثر وأكثر.
يوضح تليلاني أن الخيط الرئيسي الذي تسير وفقه حوادث الفيلم يتمثل في إظهار قوة زيغود في الإعداد للثورة، ودفع المواطنين للمشاركة فيها وقدرته على تنظيمها والسير بها.
ينطلق الفيلم من مرحلة انخراط زيغود يوسف في المنظمة الخاصة، يبين دوره السياسي والعسكري في الإعداد للثورة المسلحة، ومن ثمة اعتقاله وسجنه بعنابة ثم تنظيم عملية الهروب، وحضوره الفاعل في اجتماع القادة التاريخيين الـ22.
يصور الفيلم مشاركة الشهيد في تفجير الثورة وقيادته للولاية التاريخية الثانية، والتخطيط لهجومات 20 أوت 1955 وإشرافه على تنفيذها، ويبرز فكرة انتشار الثورة وقيادة زيغود لوفد الولاية الثانية في أشغال مؤتمر الصومام، لينتهي الفيلم بتصوير عملية الاستشهاد في صورة بطولية ملحمية.
ويظهر الفيلم -حسب صاحب السيناريو- الشهيد زيغود يوسف كشخصية شعبية تؤكد على الطابع الشعبي للثورة الجزائرية ورمزا للتضحية والفداء.
الفيلم يراهن على الحركة أكثر من رهانه على الكلام مصداقا لكون شخصية زيغود يوسف في الواقع لم تكن تميل للثرثرة، بل كانت تميل للفعل والحركة، كما أنه فيلم يراهن على الصورة الفنية المؤثرة والصادق.
ويوضح محدثنا أن السيناريو كتب انطلاقا من وثائق تاريخية، إضافة إلى الشهادات الحية لرفقاء الشهيد ، أمثال الوزير السابق للمجاهدين المرحوم إبراهيم شيبوط، و المجاهد عمار بن عودة عضو مجموعة الـ 22 التاريخية. إلى جانب استشارة عائلة الشهيد التي راجعت السيناريو ووافقت عليه.
ويؤكد تليلاني أن فيلم عن زيغود يوسف سيقدم فائدة كبيرة للحركة السينمائية الجزائرية، ذلك أن هذه الشخصية تصلح أن تعرض في مجال السينما فحياته ومواقفه وصراعاته والحوادث التي تعرض لها غنية جدا، هناك حكاية وحبكة وصراع قوي وهناك شخصية درامية غنية بالمواقف، العبر والقيم.
يقول: “من خلال هذه الشخصية نقوم بتكريم جيل كامل من الشهداء والمجاهدين الذين ناضلوا إلى جانبه مثل بن طوبال وبن عودة، “صوت العرب”، علي كافي، إبراهيم شيبوط، فضلا عن زعماء كبار أمثال عبان رمضان، مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي و غيرهم من الشخصيات التي حفل بها “.
الفيلم حسب الدكتور أحسن تليلاني، ضخم فهو من النوع الحربي الذي يصور بأسلوب فني مراحل عديدة من الكفاح التحرري الذي خاضه زيغود بداية من تأسيس المنظمة الخاصة إلى غاية الاستشهاد في 23 سبتمبر 1956، غني بالمعارك والبطولات.
ومن أجل إضفاء مسحة من الواقعية على حوادث الفيلم، فإن الكاتب تليلاني يعتقد أن ولاية سكيكدة تصلح تماما لتصوير هذا الفيلم فهي منطقة مازالت تحتفظ بكامل ذاكرتها الثورية والحربية حيث الجبال، المغارات، الوديان والشعاب، مازالت كما تحتفظ بذكرى الشهداء.
الفيلم غني بالصور القوية والمشاهد الحية المؤثرة منها مشهد زيغود وهو في محل الحدادة يعمل حدادا يطرق الحديد ويلاعب النار بقوة، ومشهد زيغود وهو يخطط للهرب من سجن عنابة فيصنع مفتاحا انطلاقا من ذراع ملعقة حديدية زوده بها ابن خالته خفية.
في مشاهد السجن نرى زيغود الحداد والنجار يتمكن من الهرب رفقة بن عودة، بركات، بكوش من خلال سقف سجن عنابة.
ومن المشاهد، مشهد قيادة زيغود لهجومات 20 أوت 1955، إضافة إلى معاركه واستشهاده في صورة ملحمية تقشعر لها الأبدان.
ويضيف المتحدث: “فيما يخص عنوان الفيلم هو “الحداد الثائر”، لكن يمكن تعويضه بعنوان “فارس النار”، لأن النار حاضرة بقوة في حياة زيغود وفي مشاهد الفيلم. الشهيد في الأصل حداد يذيب الحديد بالنار، تعلم من هذه الحرفة أن النار وحدها قادرة على طرد الاستعمار، لذلك نراه يعمل على إشعال فتيل الثورة من خلال انضمامه إلى المنظمة الخاصة، وتحريضه الدائم على الثورة خاصة بمشاركته في اجتماع القادة 22 و إشرافه تحت قيادة ديدوش على اندلاع الثورة بمنطقة الشمال القسنطيني”.
ويشير تليلاني الى أن النار التي كان يحلم بها زيغود كبيرة وقوية، ولذلك خطط وأشرف على هجومات 20 أوت 1955 وهي هجومات نفذت جهارا في منتصف النهار وكانت أهم وسيلة فيها إنما تتمثل في إشعال الحرائق وزرع ألسنة النار في كل مكان يضم مراكز الاستعمار، تلك الهجومات هي التي أشعلت الثورة حقا وأحدثت القطيعة النهائية مع الاستعمار .
مدير الإنتاج : التصوير الرسمي في نوفمبر
كشف مدير الإنتاج السينماتوغرافي للمركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية، قوامي علاء الدين، أن، اختيار الممثلين لم ينطلق بعد، وسيكون اختيارا مباشرا دون اللجوء الى “الكاستينغ”. أختير بعض الممثلين وعلى رأسهم الممثل الرئيسي المتقمص لدور الشهيد البطل زيغود يوسف الممثل علي ناموس بمشاركة المخرج مؤنس خمار، ومن إنتاج وزارة المجاهدين بالتنسيق والمركز الوطني للصناعة السينماتوغرافي، الذي كلف بتنفيذ مشروع إنتاج الفيلم.
أماكن التصوير ستكون في مناطق بولايتي سكيكدة وقسنطينة.
وحسب قوامي، التصوير الرسمي سيكون إبتداء من شهر نوفمبر المقبل لمدة تفوق شهرين ونصف.
المخرج مؤنس خمار: العمل مزيج بين جمالية الرواية وأكاديمية التاريخ
تحدث المخرج مؤنس خمار عن العمل التاريخي، الذي اعتبره مسؤولية كبيرة خاصة في تجسيد شخصيات ثورية كبيرة على غرار الشهيد زيغود يوسف، وهي شخصية أضخم وأكبر من أي عمل سينمائي درامي.
يقول خمار: “حتى نكون في مستوى الشخصيات الثورية لابد من عمل متواصل وبحث دائم على مدار سنوات، العمل السينمائي طموح جدا ولن يسع كل محطات وكفاح الشهيد، إلا أنه سيتم تسليط الضوء على جوانب مهمة من مسيرته وشخصيته”.
ويبرز أنه سيتم الاهتمام أكثر بالجانب الفني والجمالي، وأن الكتابة التاريخية التي غالبا ما يقوم بها الأكاديميين والكتابة الإبداعية التي تختلف عن الكتابة التاريخية.
ويؤكد خمار أن الفيلم سيكون عملا روائيا يروي جوانب محددة من الشخصية الثورية الكبيرة والذي كان لها الدور في إعادة مسار الثورة التحريرية.
و أعرب صاحب الدور الرئيسي لشخصية الشهيد زيغود يوسف الممثل علي ناموس عن تحمسه الشديد لتقمص شخصية الشهيد الأسطورة زيغود يوسف، والذي اعتبرها مسؤولية كبيرة أمام التاريخ.
ويؤكد أن البحث الجيد في تفاصيل الشخصية سر نجاح العمل، حيث لا مجال للارتجالية في إنجاز أعمال تاريخية ضخمة تعكس نضال وتضحيات رجال رسموا بدمائهم تاريخ الجزائر الأبية.