الذاكرة

جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث
ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب

السبت 1 أبريل 2023
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
لاتوجد
عرض كل النتائج
الذاكرة
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
الذاكرة
لاتوجد
عرض كل النتائج

مذكرات طالب في صفوف جيش التحرير

سهام بوعموشة - سهام بوعموشة
2022-09-05
في رئيسي, شهادات
0
مذكرات طالب في صفوف جيش التحرير
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

هي قصة طالب في الطب يرويها الدكتور جمال الدين بن سالم في مذكراته بعنوان “أنظروا إلى أسلحتنا.. أنظروا إلى أطبائنا..”.

إلتحق بن سالم بصفوف جيش التحرير الوطني بالولاية التاريخية الثالثة.

يقول: “كانت قصتي في البداية، قصة طالب في الطب دعي بهذه الصفة في المنطقة الأولى للولاية التاريخية الثالثة، بأوامر النقيب أحمد فدال، المدعو سي حميمي وبطلب من سي عميروش قائد الولاية الثالثة”.

ويضيف: “قمنا بهذا الكفاح في الجبهة وجيش التحرير الوطنيين، حتى نظهر بأننا نستحق أن نكون ورثة الحضارة الإسلامية والتقدمية التي بناها أجدادنا، وهذا برفعنا التحدي الأكبر” التفاوض هو الحرب”.

ويشيد بن سالم بالشباب الثانوي والطلبة الجامعيين الذين رغم نقص تدريبهم، وجهلهم بظروف العيش الصعبة في الجبال، لكنهم تركوا مقاعد الدراسة وإلتحقوا بالثورة للكفاح ضد عدو يفوقهم في العدد والعدة.

يروي الدكتور كيف إنخرط في جبهة التحرير الوطني، عندما كان طالبا في السنة الثانية طب بجامعة مونبولييه.

يصف أجواء الراحة والهدوء التي عاشها هناك بالقول: “كنت أعيش بشكل مريح، في جو طلابي هادئ وخاص، كانت مجموعة الطلبة الجزائريين قوية. كنا نتناقش حول استقلال بلداننا عوض الحديث عن المشاكل الجامعية”.

ويضيف: “إضافة إلى نشاطاتي الطلابية، كنت أحب السياسة أكثر حتى من أبي عيسى الذي كان طبيبا مشهورا مقيما في برج بوعريريج، وهذا التسيس يعود إلى محيطي العائلي الذي كان يعج بالمثقفين”.

ويتابع: “عدت إلى برج بوعريريج في 1955، لقضاء عطلة الصيف وفور عودتي طلب مني والدي العمل كمساعد جراح في مستشفى المدينة، كان الدكتور غرانج سعيدا جدا بإستقبالي ، وبهذا تعلمت أساسيات الجراحة، وفي المرة التي حضرت فيها البتر الأول لم أتحمل الوضعية وخرجت من قاعة الجراحة وأنا على مشارف الغثيان، كنت لا أزال حساسا جدا”.

ويروي الدكتور بن سالم كيف جنده أحد الطلبة يدعى بن محجوبة، وأصبح بعد ذلك مسؤولا عن خلية من خلايا جبهة التحرير الوطني.

وبدوره جند طالبين اثنيين كل واحد منهما كان عليه القيام بنفس الدور. كان البناء الهرمي لجبهة التحرير الوطني الذي يضمن الأمن، هو معرفة الشخص الذي يجندك فقط، والفتيين الذين جندهما، كان لزاما عليهما التصرف بالمثل وإخفاء إسم الشخص الذي جندهما.

وكان الطلبة أثناء الإجتماعات يعلقون على الأحداث والمناشير المستنسخة، وملزمين بتشغيل أجهزة المذياع للتشويش على أحاديثهم، لأن الشرطة الفرنسية بإمكانها وضع ميكروفونات للتجسس”.

ويشير الطالب المجاهد إلى أن الطلبة الجزائريين غادروا باتجاه تونس والمغرب على وجه الخصوص، وهو كان يدرس في مونبولييه من أجل التحضير مبدئيا لدورة أكتوبر.

لكنه هاجر مع عائلته من مرسيليا إلى منطقة سيدي بوسعيد بتونس، لخدمة جيش التحرير الوطني في مجال الصحة بإشراف الدكتور نقاش.

ويوضح أن قيادة جبهة التحرير الوطني حصلت على عمليات التبادل العادل بين الطرفين في علاقاتها مع السلطات التونسية، فمثلا إذا ما كان الطاقم الطبي الجزائري الذي يعمل في المستشفيات التونسية تتكفل به السلطات التونسية، فإنه بالمقابل كانت هناك قاعات علاج ومصحات كاملة متاحة للمرضى وخاصة للجرحى الجزائريين.

ويؤكد أن أطباءنا والطلبة في الطب كان مرحبا بهم في تونس أو المغرب، وكانوا يشغلون في الوقت نفسه الفراغ الذي تركه ذهاب الأوروبيين، كانت تساعد المستشفيات و تخدم جبهة التحرير الوطني، وفي الوقت ذاته تتكون على أسرار الإدارة والتسيير.

في كل مستشفى تونسي هناك أطباء وطلبة جزائريون في الطب ملحقين بصفتهم داخليين أو خارجيين أو ممارسين.

يقول بن سالم: “أخذ والدي تقاعده السياسي، ليشتغل بعد ذلك طبيبا جراحا ويسير أول مصلحة خصصت للجزائريين فقط بمستشفى حبيب تامر بتونس العاصمة، عمل هناك إلى نهاية الحرب”.

كانت مديرية الصحة تابعة للدكتور نقاش، الذي كان مسؤولا عن فرع طبي بالجزائر، أعطى تعليمات بالسهر على الإسعافات الأولية في عين المكان،و التمكن من الإتصال عن بعد، ومن ذلك جاءت الفكرة بتعليم الناس وضع الضمادات واستخدام المورس، وكل هذا في خمسة عشرة يوما.

ويشير المجاهد أنه فور وصوله قدم للدكتور نقاش خدماته، طلب منه هذا الأخير متابعة  الدروس الموجهة لحملة الجرحى المتحكمين في تي.أس،أف بتونس.

 

بعد مروري شهر أي فيفري 1957 أخذ إلى مستشفى سوسة، وكان قبله طبيبان ممن يكبرونه سنا، وهما الدكتوران طالب وأتسمينة. كان خارجيا في الجراحة بمصلحة الدكتور العقبي الذي على معرفة به من قبل ، وخصص محجرا صحيا عبارة عن ملحقة بمستشفى سوسة، لجرحى جيش التحرير الوطني الذين كانوا في فترة نقاهة.

كلف بن سالم بشكل سريع للسهر على السير الحسن لهذه المؤسسة، في هذا المكان كان ما لا يقل عن 30 مجاهدا طريحي الفراش.

يقول:” كان يسمى أولئك المجاهدون بالأسود بعد انتهاء فترة النقاهة. كنت أزور أحياء الطلبة وقاعات المناوبة، حتى أعيد الإتصال بطلبة الطب الجزائريين”.

وحسب شهادته فإن هياكل جيش التحرير الوطني لم تكن تسمح بتأسيس مصالح الصحة بجانب المحاربين، فلم تكن جبهة أو خلفية يمكن تنصيب مراكز استشفاء جدية ثابتة ومحمية بفعالية، فالملاجئ المستوصفات ما كان لها إلا أن تكون ضعيفة جدا، وهو ما لم يكن غائبا عن أعين قادة الثورة.

فالدكتور نقاش كانت نظرته جيدة،عندما ركز على تكوين الممرضين وحاملي الجرحى، الذين كان بإمكانهم التكفل بالإسعافات الأولية في عين المكان، قبل نقل الجرحى الكبار نحو تونس التي كانت توجد بها مستشفيات عديدة.

يروي بن سالم :”في صباح أحد الأيام، تم إيقاظي من الفراش من أجل معالجة ملازم من الولاية الأولى في جيش التحرير الوطني، والذي جرح في حادث سيارة بعد عودته من الجبهة، فور وصولي بدأت أصرخ باللغة الفرنسية على عجل : ” أين هو الجريح؟.”

ويضيف:” أخرج الملازم الجريح مسدسه بغتة ليقتلني، ظن العسكري أنه وقع ضحية كمين فقد أعتقد بأنني فرنسي، إعتذر لي الضابط بعد ذلك”.

نظرة عميروش الثاقبة..

يتحدث بفخر عن الشهيد العقيد عميروش الذي ترك لدى لقائه انطباعا قويا. يقول إنه كان طويل القامة، مفتول العضلات وقوي البنية، كان له ذلك النظر الحاد والثاقب لقادة حرب العصابات، قابله بإبتسامة عندما سأله عما كان يريده منه.

حدثه عما عرفه وهو عائد من سوسة وأخبره بأنه جاء لخدمة جيش التحرير وتنفيذ أوامره، بالقول: “أقبل بأن أكون في الخدمة بالجزائر، بكل سرور خاصة وأن والدي دبر كل شيء حتى لا أؤدي الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي”.

وقد رد عليه عميروش:”هل أنت متطوع للجبل؟…فيما يخصني، أعتقد أن طبيب الداخل يعادل كتيبة بأكملها، إن حضوركم سيكون مرحبا به”.

طلب منه عميروش مرة أخرى، هل هو متطوع؟ واسئلة أخرى.. فأجابه بن سالم، يوم أول ماي، هنا على الساعة العاشرة صباحا.

جهز نفسه، ولم تكن له الشجاعة لإخبار والديه عن وجهتي القادمة، يقول: “في أول ماي رأيت عميروش مرة ثانية في مقر الإتحاد العام للعمال التونسيين، بعد حديث موجز، رحب بشخصي في منطقة القبائل،ومع ضباط جيش التحرير، والقادة النقابيين للاتحاد العام للعمال التونسيين”.

ويضيف: “كان لي شرف أن أكون بجنبه لأخذ صورة تذكارية بمناسبة عيد العمال، بعد أن أخذت مكاني في شاحنة صغيرة ومغطاة كانت في اتجاهها نحو الحدود بالتحديد ساقية سيدي يوسف كنا ستة طلبة مجندين على متن هذه الشاحنة، أثناء الرحلة، تعرفنا على بعضنا البعض وتبادلنا أطراف الحديث “.

ويذكر بن سالم أسماء الطلبة الذين كانوا معه في الشاحنة من بينهم رشيد بلحوسين ابن معلم، ومن عائلة تضم عدة طلبة في الطب وفي الحقوق، أثناء إضراب الطلبة أنهى سنته الخامسة في الطب بمونبولييه، كان يعمل منذ سنة بصفته جراحا داخليا في المستشفيات التونسية، و حميد داهل طالب في الرياضيات، والفيزياء ابن لأحد الملاك بنواحي قالمة، المنحدر من القبائل الصغرى من قرية بني عباس.

كافح سابقا في صفوف جيش التحرير الوطني في الولاية الأولى أوراس النمامشة، بعد إضراب 1956، كان متكفلا بالإتصالات، كان يبعث ويستقبل الرسائل من منطقة النمامشة،ساهم في التحويل التدريجي للقوات الأولى لجيش التحرير الوطني إلى جيش حقيقي.

ومن المهام التي قام بها الدكتور بن سالم هي علاج الجروح،نزع الرصاص وخياطة الجرح والبتر، وتقديم المضادات الحيوية، وعلاج الحمى الباردة، الملاريا.

ويشيد بن سالم بالشباب الثانوي والطلبة الجامعيين الذين رغم نقص تدريبهم، وجهلهم بالظروف الحياتية الصعبة في الجبال، إلا أنهم تركوا مقاعد الدراسة وإلتحقوا بالثورة للكفاح ضد عدو يفوقهم في العدد والعدة.

ألقي عليه القبض نهاية 1958ووضع في زنزانة ضيقة تتكون من ثلاثة أمتار، وذلك في برج بوعريريج، تعرض للإستنطاق ليلا ونهارا وفي جميع الأوقات حول سلاح الإشارة والتقسيم الجديد للولايات والمناطق ، الأسلحة والتموين بالأدوية والأسرى الذين احتجزوا من طرف جيش التحرير.

أخذ فيما بعد إلى محتشد قصر الطير بسطيف  المخصص للأسرى، قام بالأشغال الشاقة، كان لهم الحق في وجبة وفيرة وقطعة من الحلوى يوم الأحد.

وفيما بعد تولى إدارة مصحة العلاج التابعة للمحتشد، كان يقدم دروسا في الجبر للمستوى الثالث والرابع للذين يرغبون في دراسته، كانت هذه الدروس تدخل ضمن النشاط العام للمحتشد، مع تنظيم نشاطات ثقافية، محو الأمية، حلقات دينية، سياسية، عروض موسيقية ومسرحية.

ويشير إلى أن المساجين كانوا يلعبون كرة القدم، وفي المساء لعب الورق ، البوكر، وبمناسبة المولد النبوي كانوا يصنعون جوا من البهجة.

ويروي بن سالم أنه بعد ذلك نقل إلى باريس ووضع تحت الإقامة الجبرية، وعاد للجبل مرة أخرى بعد إطلاق سراحه وشارك في معارك بمنطقة سطيف في 1961، استشهد فيها ست مجاهدين، وقبل يومين من وقف إطلاق النار كان مرابطا بقرية الدكة ببني وجهان بسطيف.

 

 

وسوم : الثورة في الولاية الثالثة التاريخيةالدكتور جمال الدين بن سالمالطلبة الجزائريينالنظام الصحي في الثورة
سابقة

وفاة المجاهدة فاطمة الزهراء سعداوي

موالية

الطفل الجزائري في الثورة

سهام بوعموشة

سهام بوعموشة

مشابهةمقالات

عبد الحق الإشبيلي البجائي.. أشهر الموسوعيين الأندلسيين
رئيسي

عبد الحق الإشبيلي البجائي.. أشهر الموسوعيين الأندلسيين

2023-03-28
المجاهد دباغ: أشرفت على تكوين أول دفعة ضفادع بشرية أثناء الثورة
رئيسي

المجاهد دباغ: أشرفت على تكوين أول دفعة ضفادع بشرية أثناء الثورة

2023-03-26
ربيقة: بن بولعيد أسد الأوراس ومرجعية في الوطنية
تاريخ الثورة

ربيقة: بن بولعيد أسد الأوراس ومرجعية في الوطنية

2023-03-21
إشتراك
الاتصال عبر
دخول
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
نبّهني عن
guest
أسمح بإنشاء حساب
بموافقتك سيتم إنشاء حساب في موقعنا بناءا على معلوماتك الشخصية في حسابك الإجتماعي.
إلغاءموافق
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
الذاكرة

ذاكرة الشعب جريدة إلكترونية متخصصة في شؤون التاريخ والأبحاث ذات الصلة تصدر عن مؤسسة الشعب.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

تطوير واستضافة شركة رانوبيت

لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • شهادات
  • شخصيات
  • تاريخ الجزائر
  • تاريخ الثورة
wpDiscuz
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .