فقدت الجزائر، واحدة من النساء المثقفات المعروفات بالكتابة والمواقف النضالية، وهي زينب الميلي، التي توفيت عن عمر ناهز الـ87 عاما.
زينب الميلي، إعلامية ومثقفة، معروفة بسلاطة لسانها وجرأتها التي لا تعرف المجاملة، مثلما قالت في إحدى لقاءاتها التلفزيونية، إن والدها لم يورثها أطيانا وبيوتا، بل ورثها الصراحة وإبداء الرأي.
هي ابنة العلامة الشيخ العربي التبسي شهيد الثورة، أحد أعمدة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وزوجة السفير السابق المرحوم محمد الميلي ابن العلامة مبارك الميلي.
من مواليد 1935 بولاية تبسة، درست في مدرسة التهذيب للبنين والبنات التي أسسها والدها، درست على يد المفكر الكبير مالك بن نبي.
كان والدها “يعاقبها” بإدخالها المكتبة، وقبل إدخالها يكون قد حضر لها ما تقرأه أو تحفظه، أحيانا يختار لها مجلة أو كتابا، أو سورة من القرآن، يكلفها بحفظها عن ظهر قلب.
من الوجوه المعروفة في الصحافة الجزائرية بعد الاستقلال.عملت صحفية في جريدة الشعب والمجاهد الأسبوعي، عرفت بجرأتها وآرائها السياسية والثقافية المدافعة عن الجزائر وتاريخها، و باهتمامها الكبير بالتراث الجزائري اللامادي وخاصة اللباس التقليدي.
أقامت عددا من المعارض الفنية للدمى باللباس التقليدي لكل مناطق الجزائر، ما زال بعضها معروضا إلى غاية الآن في متحف باردو.
عبر وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، عن بالغ حزنه وأساه لرحيل زينب الميلي التي التحقت بصفوف الثورة التحريرية في 1957 وهي متشبعة بالروح الوطنية عن والدها العلامة العربي التبسي، وذلك عبر منشوره في صفحة الفيسبوك.
وقال ربيقة :” الأديبة والمجاهدة زينب جدري أي زينب الميلي، واحدة من الأقلام الصحفية الرائدة، لها إسهامات إعلامية متعددة وثرية وكتابات متنوعة، أهمها كتابها «عرائس من الجزائر “.
وأبرز أنه برحيلها تفقد الجزائر مجاهدة فذة ومناضلة وطنية شديدة المراس وإعلامية قديرة وكاتبة ملهمة عرفتها المحافل الثقافية، التي ستظل شاهدة على علو منزلتها وسمو درجتها.
وأضاف الوزير: ” الراحلة من الأقلام الصحفية النسوية النادرة التي مارست مهنة الصحافة في مرحلة الحزب الواحد وتميزت بمواقفها السياسية والثقافية الجريئة، خاصة تلك المواقف التي أفصحت عنها أثناء تنقلها مع زوجها الوزير والديبلوماسي محمد الميلي في مختلف البلدان والعواصم، لاسيما العربية منها والإسلامية، والتي كانت مواقف مدافعة عن الجزائر وتاريخها وإرثها الحضاري والسياسي”.
وقال : “لا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى عائلتها الكريمة ورفاقها في الجهاد، والى الأسرة الإعلامية بأخلص التعازي داعيا الله أن يتغمدها برحمته الواسع”.