استحضر منتدى الذاكرة، مأثر وزير الإعلام السابق امحمد يزيد في ندوة تاريخية بعنوان «مساهمة أجهزة الإعلام الثورية في إفشال الدعاية الاستعمارية»، نظمتها جريدة المجاهد بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد، أمس، تكريما للمرحوم.
أشار الكاتب والصحفي محمد بوعزارة بالمناسبة، إلى أنه عند اندلاع الثورة لم يكن ضمن قيادتها الرئيسية أحد من رجال الإعلام، بل كان مناضلون أمثال العيساوي، حيث كان الوحيد الذي يحمل بطاقة مهنة الصحافة والوحيد الذي أعد بيان نوفمبر مع العربي بن مهيدي وبن بوالعيد وغيرهما من رجال الثورة.
وقال بوعزارة، «إذا تحدثنا عن إعلام الثورة، ففي اعتقادي أن أول عمل إعلامي هو بيان أول نوفمبر، لأنه يحمل في طياته فلسفة عميقة للثورة في المجال السياسي والعسكري والمجال الدعائي الإعلامي”.
وأضاف: ” عندما اندلعت الثورة لم تكن قيادة جبهة التحرير الوطني تملك مقرا أو جريدة أو وسائل مادية أو مالية، كانت لديها فقط الرؤية والإرادة والثقة في الله والشعب».
وذكر الصحفي في السياق ذاته، أن هذا العمل المؤسس (بيان نوفمبر) بعد إذاعته في «صوت القاهرة» وإحداثه خلخلة ورجة في الأوساط الاستعمارية، بدأ يتبلور في أشكال أخرى.
و تحدث بوعزارة عن تركيز فرنسا على الجانب الدعائي الإعلامي، حيث قامت بتشكيل إذاعات في كل المدن الكبرى لتبث السموم والدعاية الاستعمارية.
وقال: «يكفي أن أشير إلى تخصيصها 3 ملايير فرنكات يوميا للعملية ككل في حربها، وقسمتها إلى مليار ونصف للجانب العسكري ومليار ونصف للجانب الدعائي الإعلامي يوميا؛ بمعنى أنه في ظرف 7 سنوات ونصف دفعت 7500 مليار من أجل العمل الدعائي».
من جهة أخرى، تطرق كل من المجاهد عيسى قاسمي، والصحفي سعد بوعقبة، إلى الدور الدبلوماسي الذي قاده محمد يزيد رفقة المرحوم آيت أحمد في مؤتمر باندوغ، وحنكته وذكائه في استقطاب وسائل الإعلام، وإسماع صوت الجزائر في الساحة الدولية.