كرّمت المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، الخميس، 15 صحفيا بمناسبة اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ22 أكتوبر، خلال احتفالية حملت شعار «قلم الذاكرة».
أكد الأمين العام للمنظمة، عبد الكريم خضري، أن المنظمة وقفت من خلال هذه المبادرة وقفة عرفان وتقدير للجهود الراقية التي قدمها الصحفيون في مجال المحافظة على الذاكرة وصونها وتبليغها للأجيال القادمة.
وأضاف أنها اختارت شعار «قلم الذاكرة» لتشجيع هذه الأقلام الصحفية على الاستمرار في هذا المجال الذي يمثل موروثا تاريخيا وثقافيا زاخرا.
وأشار، في السياق ذاته، إلى اختيار 15 صحفيا من مؤسسات عمومية وخاصة، تعد من الأقلام البارزة في مجال المحافظة على الذاكرة، والذين ساهموا عبر كتاباتهم أو عبر برامج إذاعية وتلفزيونية في إعطاء هذا المجال المكانة التي يستحقها، عبر إثرائه بالبحث أو تبليغه للأجيال القادمة.
وقال:” اخترنا هذه الأقلام نظير عملها الجاد ومسؤوليتها الكبيرة في مجال البحث في الذاكرة الوطنية وأرشفتها”.
وبخصوص مساعي المنظمة للحفاظ على الذاكرة الوطنية، أوضح الأمين العام أنها تحرص على تنظيم ملتقيات وندوات وفعاليات رياضية وثقافية مرتبطة بهذا الملف، إلى جانب مساعيها لغرس ثقافة الذاكرة في نفوس الناشئة عبر نشاطات موجهة إلى فئة الشباب والطلبة.
ولفت إلى أن الجزائر تملك الكثير في ملف الذاكرة التي لا تقتصر على ثورة التحرير المجيدة، بل ترتبط بحقب تاريخية ممتدة إلى قرون عديدة، ولهذا الغرض يعمل المجلس العلمي للمنظمة الذي يضم أزيد من 40 أستاذا باحثا بجدية، بعيدا عن المناسبات والأيام الوطنية، ضمن برنامج سنوي ومشاريع نأمل في تنفيذها قريبا.
ومن جهتها ثمنت مديرة مركز الفنون لدى قصر رؤساء البحر حصن 23 فايزة رياش بالمبادرة الطيبة للمنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، التي تسعى في كل طبعاتها إلى إرساء قواعد اللحمة الوطنية وربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وذلك من خلال تمجيد شهداءنا الأبرار ومجاهدينا الأحرار.
و دعت رجال الإعلام وبالأخص المهتمين بالتدوين التاريخي إلى تكثيف الجهود للإلمام بالأمانة الغالية «الذاكرة الوطنية»، بما في ذلك الموروث المادي واللامادي المترامي الأطراف عبر ربوع بلدنا الحبيب.
تخللت التكريمات كلمات مقتضبة لكل من ممثل سفير دولة فلسطين الذي دعا إلى تحضير هذا الجيل من أجل صون رسالة الشهداء، وممثلة وزير المجاهدين وذوي الحقوق التي نوهت باستكمال مسيرة النضال، إلى جانب كل من عبد الرحمان حمزاوي رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني الذي أشاد بشعار الفعالية.
وأكد على حاجة البلد إلى قلم الذاكرة «هي تحيي روح المواقف ليتم نقلها إلى الأجيال القادمة، وقال:” فخورون بأننا ننتمي إلى وطن الجزائر، التي لها دور إقليمي، لاسيما وقوفها مع القضايا الدولية الراهنة في ظل ما يعيشه العالم اليوم”.
في حين اختصر الأستاذ الصحفي محمد يعقوبي إرهاصات جهاد القلم بقوله «عندما يعشق الصحفي تاريخه»، وبدوره دعا نبيل حمداش ممثل قناة الذاكرة إلى وجوب استنطاق التاريخ من خلال الشهادات والوثائق.
وجاء على لسان مدير قناة الذاكرة الأستاذ سليم أغار «بأن الإعلام أمام معركة مع الصورة، وعليه بإمكاننا عن طريق الصورة تأليف ألف كتاب».
وتمنى أن تعطي المؤسسات الوصية الأهمية إلى السينما بما في ذلك السينماتيك، إضافة إلى كل من الأرشيف التاريخي، بما في ذلك المقالات والكتب.
للإشارة، عرض شريط وثائقي حول أهم محطات المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، والتي اختزلت مسيرة سبع سنوات على إنشاء هذا الصرح الذي بدأ نشاطه سنة 2015، معتمدا نهج النضال الثقافي والتاريخي في تبليغ رسالة الشهداء، لاسيما الوقوف مع القضايا العادلة على رأسها فلسطين والصحراء الغربية.
وحضر الاحتفالية، إعلاميون وممثلون عن مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات الأمنية والمجتمع المدني، وبث شريط وثائقي حول التاريخ والذاكرة،.