استذكر أقارب وأصدقاء المجاهدة زبيدة ولد قابلية المدعوة “صليحة” نضالها وتضحياتها الجسام في سبيل الوطن والقضية الوطنية، في ندوة تاريخية نظمها المتحف الوطني للمجاهد بحضور وزير المجاهدين العيد ربيقة والوزير الأسبق دحو ولد قابلية.
قدم رئيس الجمعية الوطنية للمالغ دحو ولد قابلية اخ الشهيدة زبيدة ولد قابلية، شهادته حول مسيرتها النضالية.
وقال : “صليحة من مواليد 30 جويلية 1934 وهي اصغر مني بسنة…عشنا في الإقليم الدولي بطنجة حيث كان والدي موظفا سامي في إدارة السلطة الحاكمة آنذاك من 1930 الى 1939 اي بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى ثم عدنا إلى معسكر”.
وأضاف، أن زبيدة زاولت دراستها في الابتدائي والإكمالي والثانوي من 1941 إلى 1954، نجحت في شهادة البكالوريا وسجلت عام 1955 في الطب بجامعة الجزائر، و كانت دراستها مزدوجة بين دراسة الطب ودراسة العلوم الدقيقة.
وفي حديثه عن المسار النضالي للمجاهدة أشار المجاهد إلى أنه، بعد زرعها لقنبلة في ملعب بولوغين بالعاصمة مع إحدى رفيقاتها، اكتشف أمرها من قبل السلطات الفرنسية اضطرت إلى العودة إلى مدينة معسكر.
وذكر ولد قابلية، أن زبيدة التحقت بالجناح الطبي لقيادة الثورة سنة 1956، ولم يقتصر نشاطها على التمريض والعلاج ونقل الادوية فقط، بل تعدى إلى نقل الأسلحة والاشتباك مع العدو.
وأضاف: “في جانفي 1957 مع اضراب 8 ايام وتوقيف الكثير من المناضلين انتقلت الشهيدة إلى بني شقران أين التقت مع الدكتور مسعد حساني المدعو سي خالد، والدكتور عبد الكريم دمارجي المدعو سي حكيم فعملت هناك كممرضة، وكلفت بتكوين إطار المناضلين”.
وقال أيضا:” بعد استشهاد الدكتور خالد عينت كمسؤول على القطاع الصحي في شمال المنطقة السادسة، بينما كان الدكتور حكيم مسؤولا على مستشفى جيش التحرير في نواحي سعيدة جنوب معسكر”.
عن فيلم “صليحة” أوضح ولد قابلية أنه اقتبس عن الكتاب الذي الفه المجاهد علي عمران الذي التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني في جويلية 1952 اين التقى بالمجاهدة صليحة، وعمل معها ورافقها في رحلة خاصة.
وأشار رئيس الجمعية الوطنية للمالغ إلى أن هذا الكتاب المعنون “رحلة في المنطقة السادسة مع صليحة ولد قابلية”، يروي ما حدث في هذه الرحلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر و ينقل الوقائع التي جرت في شهرين من الزمن.
وسايرت مهمة الشهيدة في معالجة الجرحى من المجاهدين والسكان، وأيضا عملية نقلها مادة طبية هامة خاصة بالتخدير إلى أحد المستشفيات التابعة للمجاهدين في الجبل.
و عرض الفيلم السينمائي التاريخي “صليحة” للمخرج الروائي محمد صحراوي بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة.
و أكد ولد قابلية أن أحداث الفيلم واقعية تحمل الكثير من الحقائق حول حرب التحرير وتضحيات المجاهدين.
يجسد جواد زهر الدين في الفيلم دور شخصية المجاهد بركاني في أول تجربة سينمائية له، إلى جانب كل من سُهى أو لهى التي جسدت بإقناع دور صليحة، والفنان مبروك فروجي في دور المجاهد باموح، و شارك في الفيلم ايضا حليم زريبيع، محمد فريمهدي، فضيلة حشماوي، ندير قرايدي وغيرهم من الفنانين.
ركز المخرج صحراوي في هذا العمل على إظهار الجانب الإنساني طيلة أحداث الفيلم، خاصة في بعض المواقف التي أظهرت قوة شخصيتها التي بقدر ما كانت قوية وشرسة في مواجهة العدو، إلا أنها كانت أيضا مثالا للطيبة في التعامل مع الجميع، واستطاعت بفضل شجاعتها أن تفرض نفسها وسط رفاقها وتكسب احترامهم وتقديرهم لها.
وصورت كاميرا صحراوي جبال وأرياف المنطقة مبرزة جمال وعظمة التضاريس التي كانت حصنا للثوار، و نقلت الكاميرا الأجواء العائلية المفعمة بروح النضال والتضحية وأيضا مدى افتخار الوالدين بابنتهم رغم إدراكهما لخطورة الوضع.
أشرف على معالجة الفيلم والمتابعة التاريخية رئيس جمعية قدماء التسليح والاتصالات العامة “المالغ”، ووزير الداخلية الأسبق للمجاهد دحو ولد قابلية.