أكد مشاركون في ورشة “الجزائر في الوجدان العربي” يالملتقى الدولي حول البعد العربي للثورة الجزائرية بوهران، أن الجزائر تحظى بمكانة كبيرة، خاصة في الوجدان العربي وأصبحت بفضل ثورتها رمزا من رموز التحرر في التاريخ المعاصر.
في هذا الصدد تطرق الدكتور عبد الرحمان بن بوزيان، أستاذ محاضر ورئيس قسم التاريخ بجامعة تلمسان، في محاضرته بعنوان “الجامعة العربية و الثورة الجزائرية”، إلى طبيعة وحجم المساهمة التي قدمتها هذه الهيئة العربية دعما للثورة التحريرية خاصة ما تعلق بتدويلها وحشد الدعم العالمي لها.
وقال: “عملت جامعة الدول العربية على التعريف بالقضية الجزائرية، وحشد الدعم العربي لها وباتت قضية مركزية عبر دعم الكفاح المسلح بالمال والسلاح مع إقرار ميزانية خاصة بالجزائر”.
شكلت المرحلة الممتدة من 1960 إلى استقلال الجزائر،حسب الباحث- مرحلة التتويج واتخذت جامعة الدول العربية من القضية الجزائرية مثالا للنضال والتحرر، معتبرة انتصار الشعب الجزائري واستقلاله إنجاز عربي على الصعيدين الرسمي والجماهيري،و كانت الشعوب العربية كلها تهتف لثوار الجزائر وتقدم التبرعات والمساعدات إلى الشعب الجزائري، أضاف بن بوزيان.
و تناول الأستاذ محمد بوشنافي، من جامعة سيدي بلعباس البعد العربي للثورة الجزائرية من خلال جريدة المقاومة الجزائرية (1956-1962)، حيث تطرقت العديد من المقالات التي استشهد بها هذا الجامعي إلى ردود الفعل الرسمية و الشعبية في الدول العربية حول العديد من القضايا المتعلقة بالكفاح الجزائري ضد المستعمر الفرنسي.
واعتبر الدكتور إسعاد مقداد مدير مركز يوغرطة للإندماج المغاربي بتونس، أن الجزائر في تاريخها و تكوينها حالة استثنائية و فريدة من نوعها فجرت ثورة وقف كل العرب وراءها لدعمها.
وأشار إلى أن القضية الجزائرية كانت من أهم القضايا التي هزت كيان الإنسان العربي وتجاوب معها أيما تجاوب.
وقال:” لأنها ثورة شعب أراد أن يحقق حريته واستقلاله، وكل عمل ارتبط بقيم نبيلة تخدم الإنسانية يبقى محفورا في مجرى التاريخ”.
أبرز جمال زهران، من مصر أن الثورة الجزائرية لم تنفصل عن محيطها الإقليمي وحرصت على الارتباط بالمحيط العربي.
وأضاف :” كل الأشقاء العرب انخرطوا في الثورة التحريرية ووفروا لها الدعم”.
و أوضح زهران أن، المقاومة الجزائرية ظلت مستمرة منذ بداية الاستعمار رغم كل الوسائل اللإنسانية والحقيرة التي استخدمها الاستعمار الفرنسي ضد الجزائريين.
وتطرق صالح بن حمد بن علي الصقري، من السعودية إلى الدعم السعودي للثورة الجزائرية و قال أنها كانت في قلوب كل السعوديين وكان التلاميذ في المدارس ينشدون الجزائر.
و ذكر انه في إطار هذا الدعم أطلق على موسم حج موسم الجزائر لجمع التبرعات للثورة التحريرية الجزائرية.
وتحدث عدنان إبراهيم محمد الحجار من فلسطين عن دور الجزائر في مواكبة الثورة الفلسطينية وتقديم مختلف أنواع الدعم، لافتا إلى أن الجزائريين شاركوا حتى في حرب 1948 نصرة للفلسطينيين.
أشادوا بلم الشمل العربي
ثمن المشاركون جهود وحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على لم الشمل العربي بانعقاد القمة العربية بالجزائر يومي 1 و2 نوفمبر القادم.
وفي رسالة وجهوها إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في ختام أشغال هذا الملتقى، عبر الأساتذة العرب المشاركون عن أملهم في أن يتمخض عن هذه القمة العربية توحيد الصف العربي، وتفعيل العمل العربي المشترك.
و دعوا إلى تعبئة وحشد جميع الطاقات العربية في دعم القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى والمركزية، لتكون في مقدمة الاهتمامات العربية في المرحلة القادمة.
وأشادوا بنجاح جهود رئيس الجمهورية في تحقيق المصالحة الفلسطينية من خلال “إعلان الجزائر”.
للإشارة نظم المتحف الوطني للمجاهد بمناسبة هذا الملتقى معرضا تضمن أشرطة سمعية بصرية وثائقية حول مختلف أحداث الثورة التحريرية وكتيبات حول سير أبطال الثورة.
علاوة على مقالات صحفية تتعلق بالدعم العربي للثورة التحريرية، وصور لقادة الثورة مع بعض رؤساء وملوك الدول العربية.
و نظم معرض آخر حول كتب تناولت الثورة التحريرية المجيدة وإصدارات جديدة في هذا المجال.