استعرض رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل في محاضرة بمجلس الأمة بعنوان «في الطريق إلى ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، أحداث ومحطات» مختلف المحطات التي مرت بها ثورة نوفمبر، والمراحل التي سبقت تفجيرها وكيفية التحضير لها، وحث على ضرورة مراجعة وقراءة التاريخ بعمق وتلقينه للأجيال القادمة كما هو.
دعا رئيس مجلس الأمة المؤرخين والباحثين إلى ضرورة الاهتمام بما وقع في فترة الأربعة أشهر التي كانت بين تاريخ اجتماع مجموعة 22، في 26 جوان 1954 وتاريخ اجتماع القادة الستة الذي بدأ في 23 أكتوبر من نفس السنة.
وأشار المجاهد صالح قوجيل إلى المشاورات التي قام بها الشهيد مصطفى بن بولعيد في إطار البحث عن شخصية تترأس الثورة، حيث عرض الأمر في البداية على مصالي الحاج لكنه رفض، ثم عرض الأمر على لمين دباغين؛ لأن مصالي الحاج كان وقتها بالسجن، إلا أنه رفض هو الآخر، وعند ذهابه إلى طرابلس التقى ببن بلة الذي رفض هو كذلك.
وأوضح قوجيل أن مصطفى بن بولعيد كان يتنقل إلى مصر بحثا عن الإعانات وتزويده بالأسلحة.
وتحدث رئيس مجلس الأمة عن نجاح بن بولعيد في إقناع كريم بلقاسم الذي كان مع المصاليين في الالتحاق بالثورة.
وقال: «لما التحق كريم بلقاسم بالمجموعة، ثم عقدوا اجتماع 23 و24 و25 و26 أكتوبر، حرروا نداء أول نوفمبر، وهناك من يقول تصريحا، وهو في الحقيقة «نداء إلى الشعب الجزائري».
وأضاف رئيس مجلس الأمة: «هذا البيان ما زال صالحا إلى يومنا هذا، وهؤلاء الرجال الستة يتميّزون بتشبعهم بأدبيات الحركة الوطنية».
وأشار قوجيل إلى أن المجموعة، بعد الانتهاء من تحرير البيان، وضعت مهاما ووزعت المسؤوليات بين الحاضرين، وعين مصطفى بن بولعيد قائدا لمنطقة الأوراس، وكريم بلقاسم قائدا لمنطقة القبائل، ومراد ديدوش قائدا لمنطقة الشمال القسنطيني، ورابح بيطاط قائدا لمنطقة العاصمة والعربي بن مهيدي قائدا لمنطقة الغرب (وهران).
في حين كلف محمد بوضياف بالتنسيق بين الوفد الداخلي والخارجي، وانتقل إلى سويسرا ثم إلى القاهرة من أجل تسليم بيان أول نوفمبر إلى الوفد الخارجي المتكون آنذاك من أحمد بن بلة، حسين آيت احمد ومحمد خيضر حتى يتم الإعلان عليه في إذاعة صوت القاهرة.
وأكد قوجيل أن توزيع مهام القادة بشكل مخالف للمناطق التي ينحدرون منها له رمزيته، فقد حرصت قيادة الثورة آنذاك على إضفاء بعد وطني وليس جهويا للثورة.
وحث قوجيل خلال مداخلته على ضرورة مراجعة وقراءة التاريخ وتلقينه للأجيال القادمة كما هو، وقال: «وجب علينا مراجعة وقراءة تاريخنا بعمق، نشاهد من حين إلى آخر تزييفا لبعض جوانب تاريخنا.. إن استقلالنا يختلف عن كل البلدان الأخرى، الاستعمار الذي تعرضنا له استعمار استيطاني، لقد أرادوا إبادة الشعب الجزائري واستبداله بشعب آخر.. حتى الإسلام كان مستعمرا.. ولما استرجعنا السيادة الوطنية، حررنا الإسلام في الجزائر».
وأكد قوجيل أن بيان نوفمبر الذي يشكل مرجعية لكل الجزائريين، وهو من مواثيق الثورة التحريرية، هو اليوم أيضا يعد من مواثيق الدولة الجزائرية حسب دستور 2020.
وقال: «نوفمبر 1954 استرجعنا من خلاله السيادة الوطنية، ونوفمبر الحالي نحافظ به على السيادة الوطنية.. نحافظ على استقلال الجزائر».