ساهمت الرياضة بشكل فعال في دعم الثورة التحريرية من خلال استغلال صداها الإعلامي والشعبي، من أجل التعريف بالقضية الجزائرية.
وهنا ظهر الدور الكبير الذي أداه فريق جبهة التحرير الوطني عن جدارة واستحقاق وكان له أثر إعلامي وشعبي كبيرين من خلال زيارة العديد من البلدان ولعب مباريات أمام منتخبات قوية ومعروفة.
زار العديـد مـن البلدان
لقد أدى فريق جبهة التحرير الوطني دورا محوريا في إسماع دوي الثورة التحريرية دوليا.
تكوين فريق جبهة التحرير الوطني تحول من فكرة إلى مشروع رياضي له بعد وطني، وما ساهم في نجاح هذا المشروع هو عزيمة العناصر الوطنية التي كانت تنشط في أكبر الأندية الأوروبية، حيث فضلت الدفاع عن القضية الوطنية رغم المغريات التي كانت في طريقها، إلا أنّها وضعت أمامها هدفا واحدا وأساسيا وهو المساهمة في تحرير الوطن.
انتهاج خطة محكمة ومنهجية في لعب المباريات وزيارة الدول التي لها تأثير على الرأي العام العالمي كان الهدف الأول للقائمين على فريق جبهة التحرير الوطني، ونجاح الخطة كان بفضل المنهجية المعتمدة من خلال التأكيد على الهدف النبيل للقضية الوطنية التي كان الهدف منها التحرر من الاستعمار.
أول جولة قام بها فريق جبهة التحرير الوطني كانت في أوروبا الشرقية واستغلال ثقل الدول هناك من أجل كسب التأييد الشعبي والإعلامي للقضية الوطنية، حيث كانت بداية الجولة من ماي إلى جويلية 1959 لعب خلالها الفريق 20 مباراة، حيث كانت هذه الجولة ناجحة إلى أبعد الحدود بالنظر إلى قيمة هذه الدول في أوروبا وتأثيرها الكبير في الرأي العام هناك.
الجولة الثانية لفريق جبهة التحرير الوطني كانت إلى جنوب شرق آسيا من أكتوبر إلى ديسمبر 1959 ولعبوا هناك 11 مباراة وكان الاحتضان الشعبي كبيرا لفريق جبهة التحرير الوطني من طرف الشعوب الأسيوية التي تعاطفت كثيرا مع القضية الوطنية وعبرت عن دعمها الكبير لها.
الدول العربية هي الأخرى كان لها نصيب من زيارات فريق جبهة التحرير الوطني الذي واجه عدة منتخبات وحقق نتائج مميزة وحظي بدعم كبير من الشعوب العربية خلال المباريات التي لعبها هناك، وهو ما زاد من قيمة وقوة الثورة التحريرية وأعطاها بعدا وصدى كبيرا على المستوى العربي.
تبقى بعض المباريات عالقة في الأذهان على غرار مواجهة منتخب يوغسلافيا التي جرت على ملعب النجم الأحمر وعرفت حضور قرابة 80 ألف متفرج وهي المواجهة التي عرفت فوز فريق جبهة التحرير الوطني بسداسية كاملة.
النتائج الرياضية لم تكن مهمة في كلّ جولات فريق جبهة التحرير الوطني لأنّ الهدف الإنساني كان أكبر وأسمى من الأهداف الرياضية، خاصة إذا تعلّق الأمر بالتحرّر من المستعمر.