الجزائر في القانون الإنساني تعني الإرادة الصلبة والحرة، والتمسك بالحق والسيادة، وبالكرامة الوطنية والقومية.
الجزائر في القانون العربي والإسلامي تعني محاربة الاستيطان والتمسك باللغة العربية ومنع تزوير الهوية الجزائرية، مثلما تعني أيضا التضامن والتكافل مع الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه من البحر إلى النهر والتأكيد على وحدته الوطنية ووحدة بندقيته، والتمسك باللآءات الثلاثة التي أطلقها الرئيس جمال عبد الناصر (لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف).
من أجل ذلك، تلتقي الثورة الجزائرية مع المقاومة الفلسطينية من هناك منذ بدايتها حتى الساعة وحتى التحرير.
وتلتقي معها أيضا بأنهما ضد الاستيطان الذي عانته الجزائر 132 سنة وذاقت الأمرين حتى انتصرت عليه، ويعاني منه شعب فلسطين وسينتصر بإذن الله وسواعد الأبطال الذين يتابعون مقاومتهم دون توقف على كل الأرض الفلسطينية، ويقدمون الشهداء بكل الإصرار والبطولة لن تتوقف حتى التحرير الكامل لأرض فلسطين الطاهرة.
ويلتقي شعب الجزائر اليوم مع كل الشعب العربي ضد التطبيع وضد تغيير المناهج الدراسية العربية، حيث كل منهما يخدم العدو الصهيوني.
إننا عشية العيد الـ68 للثورة الجزائرية نقف مع نهوض شعب الجزائر وقيادته الحكيمة وتقدمه، لتأخذ الجزائر دورها في وقف النزف العربي، وإنهاء حالات التناحر والمنازعة بين الأقطار العربية، والعمل الهادف إلى طرد كل القوى الاستعمارية التي تحتل بلاد العرب والتي تضع يدها على ثروتها النفطية والغازية والغذائية لتمنعها من البناء الحقيقي في دولها وإبقاء الشعب العربي عنوانا للجهل والتخلف والبطالة بمظلة الطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية.
نعم نحن بحاجة لروح ثورة يوليو في مصر والتي كان لها التأثير المباشر على ثورة الجزائر منذ انطلاقتها حتى إزالة الاستيطان الفرنسي عنها.
وبالتالي فإن مفاهيم الثورة الجزائرية وقيمها ودروسها ستبقى معيناً لشعبنا العربي في نضالاته للوصول إلى الخلاص القومي والنهوض لتأخذ الأمة العربية موقعها الطبيعي بين الأمم في كل مجالات الحياة، خاصة وأن جيل الخمسينات والستينات في لبنان والوطن العربي عاش على وقع بطولاتها فكانت التظاهرات في الشوارع والمتطوعين من كل أرجاء الوطن والتبرعات على أنواعها بحيث أصبحت اهتمامات الشعب العربي بكل أخبارها يوما بيوم متعاطفا مع قادة الثورة وشهدائها وأسراها.