استعرض رئيس قسم اللغة العربية وآدابها أهمية موضوع الاستشراق، خطورته وأهمية الحذر في القراءة والتطرق إلى مثل هذه المواضيع، وذلك في اليوم الدراسي بعنوان” الأدب العربي القديم في كتابات المستشرقين عرض ونقد” بجامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله.
أوضحت الدكتورة شميسة خلوي في مداخلتها أن الاستشراق شكلا من أشكال التفاعل المعرفي والحضاري بين الشعوب، حين حاول الآخر (الغربي) اكتشاف الثقافات الشرقية ودراستها، من دين ولغة وتاريخ وعادات بغية الإحاطة فهما بالبني الثقافية العميقة لهذا الجانب من العالم.
وأشارت إلى أن الاستشراق في بداية مدلوله كان يعني الاهتمام العلمي والأكاديمي الغربي بالثقافات الشرقية أو الأسيوية تحديدا، بما في ذلك الشرقين الأقصى والأدنى، وبما يتضمنه ذلك الاهتمام من دراسة وتحقيق وترجمة، وسرعان ما توسع إلى توجهات الفنون الغربية سواء التشكيلي منها أو الأدبي وذلك باستلهام الشرق وتوظيفه فنيا.
وأضافت الباحثة أن جهود المستشرقين تتمثل على مدى تاريخهم الطويل في أعمال مختلفة تشكل في مجموعها كلا متكاملا مس مختلف المنجزات الفكرية، مثل جمع المخطوطات وفهرستها وتحقيقها ونشرها، والتأليف في شتى مجالات الدراسات العربية والإسلامية، وإصدار المجلات الخاصة ببحوثهم حول الإسلام وبلاده وشعوبه، وعقد المؤتمرات، والتدريس الجامعي، والترجمة من العربية إلى اللغات الأوروبية.
وأبرزت أن للاستشراق حمولات إيجابية تذكر من باب الإنصاف، وصاحبته تجارب سيئة تلك التي تعبر عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بين الشرق والغرب.
وأشارت إلى أن اليوم الدراسي بالعنوان الذي أقترح مهم في بابه، وهو يجمع بين الأدب العربي القديم ونظرة الآخر له، وهنا تكمن جدية المقترح، وهو في الوقت نفسه يفتح أبوابا لطلبة الدكتوراه في التخصص المذكور، من شأنها توسيع أفق البحث في الأدب القديم من جهة.
وأضافت: “لقد ارتأينا أن ننوع في تناول الدرس الإستشراقي المنصّب على التراث العربي الأدبي تحديدا، وذلك بتناول إسهامات المستشرقين في تحقيق التراث العربي المخطوط، ثم دراستهم للنتاج الأدبي العربي في مجال الشعر والنثر”.
ركز اليوم الدراسي على ثلاثة محاور وهي إسهامات المستشرقين في تحقيق التراث العربي المخطوط (عرض ونقد)، الشعر العربي القديم في دائرة اهتمام الاستشراق الحديث والمعاصر (عرض ونقد)، النثر العربي القديم في دائرة اهتمام الاستشراق الحديث والمعاصر (عرض ونقد).
تمثلت أهداف اليوم الدراسي في تعريف طلبة قسم اللغة العربية وآدابها بالاستشراق، وتأكيد المعارف السابقة وتوسيعها، تقديم تغطية شاملة وقراءات نقدية لأهم القضايا التي طرحها الاستشراق الحديث والمعاصر إزاء المنجز الشعري والنثري العربي القديم، التكوين البيداغوجي للطالب، إلى جانب فتح مجالات البحث العلمي للطلبة تحقيقا ودراسة.
ونص اليوم الدراسي على جملة من التوصيات تمثلت في تثمين العمل المشترك بين شعبة الدراسات الأدبية وفرقة البحث، ترقية اليوم الدراسي إلى ملتقى وطني، الحرص على طبع أعمال اليوم الدراسي في كتاب خاص، الاستمرار في عقد اليوم الدراسي بصفة دورية وتخصيص محور علمي معين لكل دورة، ضرورة تشجيع الأساتذة للطلبة في جميع الأطوار لدخول مجال الدراسات الاستشراقية.