تطرق الباحثون في منتدى جريدة المجاهد، اليوم،إلى ملف بالغ الأهمية وهو المفقودين الجزائريين في معركة الجزائر في الفترة 1957-1958.
أعلنوا عن مشروع الجزائريين المخطوفين قسريا من طرف المظليين الفرنسيين، والذي مكنهم من الاتصال بعائلات المفقودين ،و البحث في هذا الملف بناء على الوثائق والصور.
أوضحت الباحثة الجزائرية مليكة رحال، في مداخلتها أن المظليين الفرنسيين قاموا بقمع الجزائريين بالعاصمة خلال ما أسموها معركة الجزائر، اختطفوا جزائريين من مختلف الأعمار والمهن قسريا ،ولحد الآن يجهل مصيرهم.
سعيد خميسة اصغر مفقود في معركة الجزائر
وأكدت رحال أن القمع كان وحشيا ضد الجزائريين مس كل الأعمار أصغرهم عمره 15سنة اسمه سعيد خميسة،حيث كانت الأحياء الجزائرية ضحية لهذا القمع، وأشارت المؤرخة إلى أن من بين المفقودين كانوا عاملين في المصانع أو الموانئ، أو حارس البلدية، أو بائعي التبغ، محامين مثل علي بومنجل، معلمين وتلاميذ.
وأضافت:” عائلات المفقودين بحثت عنهم منذ 1957،لكنها لم تتلق ردا إيجابيا من طرف الإدارة الاستعمارية التي كذبت عليهم وأخبرتهم بأنه أطلق سراحهم والحقيقة عكس ذلك”.
وأوضحت رحال أن الهدف من دراستهم هي الإجابة لاحتياجات عائلات المفقودين الذين ما يزالون يبحثون عن ضحايا قمع 1957،ولم يعثروا على وثائق ، وإخراج ملف المفقودين من النسيان وتحقيق العدالة بالاعتراف بجريمة اختطافهم قسريا.
قال المؤرخ الفرنسي فابريس ريسبوتي Fabrice récit petit أنه نهاية 2018 ،استحدث موقع الكتروني باسم” نداء طلب شهود”، للحصول على شهادات ووثائق عن المفقودين في ما سميت معركة الجزائر، بعدما عثر على وثائق في الأرشيف الفرنسي وهي رسائل لعائلات المختطفين إلى رئيس البلدية يستفسرون عن مصير أزواجهم وأبنائهم الذين اختفوا لأيام.
وأشار إلى أن الموقع الالكتروني استقطب اهتمام عائلات المفقودين الذين راسلوا الموقع وأدلوا بشهادتهم.
وجاء فيه:” على أساس قائمة غير مكتملة عثر عليها في الأرشيف الفرنسي والتي تتناول أسماء أشخاص قبض عليهم من قبل الجيش ومبحوثين من قبل عائلاتهم في 1957، نحن نتقدم اليوم بدعوة منكم للإدلاء بشهادات من أجل التعرف على جميع أولئك الذين تعرضوا للاختطاف في الجزائر العاصمة من قبل المظليين في 1957، سواء نجوا أم لا، وذلك بتحصيل كل ما توفر من مستندات وصور من العائلات التي تود مشاركتها معنا من أجل الإشهار بتاريخ هؤلاء المفقودين المجهولين والإقرار به”.
وأوضح المؤرخ الفرنسي انه في 1957 خلال “معركة مدينة الجزائر” والتي تدعى كذلك بالقمع الكبير للجزائر العاصمة، قام المظليون الفرنسيون بقيادة اللواء ماسو،بناء على أوامر من الحكومة الفرنسية، باختطاف الآلاف من الرجال والنساء، في حين تعرضت أغلبية هؤلاء للتعذيب، اختفى الكثيرون منهم.
وأضاف:” أفضت البعض من هذه الاعتداءات والاغتيالات إلى بروز فضيحة في فرنسا انطلاقا من 1957، على غرار علي بومنجل وموريس أودان والعربي بن مهيدي، وكذلك هنري علاق وجميلة بوحيرد اللذان نجوا”.
وأشار إلى أن هناك الآلاف من الحالات الأخرى التي استهدفت جزائريين وجزائريات عاديين دون أن يُحدث تعذيبهم أو اختفائهم صدى خارج حلقاتهم العائلية وأقاربهم، ومنه ظلت أسماءهم وأعدادهم مجهولة إلى يومنا هذا، ولهذا السبب سمي هذا الموقع 1000 آخرون.
معركة الجزائر مفهوم أطلقه المجرم ماسو
أكدت المحامية فطيمة الزهراء بن براهم ،أن اختفاء الجزائريين قسريا في معركة الجزائر في 1957،هو جريمة ضد الإنسانية،واصفة إياه بالقمع الوحشي ضد المدنيين.
وأوضحت المحامية ابنة احد المفقودين في معركة الجزائر يسمى محمد بن براهم ،انه ينبغي علينا تصحيح المفاهيم وانه لا توجد معركة الجزائر فهو مفهوم أطلقه المجرم الجنرال ماسو ،وفي الحقيقة هو قمع مدينة الجزائر.
وأشارت إلى أن ماسو ورجاله عملوا كثيرا على منطقة العاصمة الجزائر، لأنها كانت تشكل خطرا بالنسبة لهم،وحسب تصريحات الإدارة الاستعمارية فإن 24.7 بالمائة من عدد سكان العاصمة كانوا خاضعين للمراقبة والكثير منهم أقتيدوا إلى محتشدات أين تعرضوا لكل أشكال التعذيب.
وأضافت أن، الإدارة الاستعمارية أنشأت السلطات الخاصة الذين وضعتهم في أيدي الضباط العسكريين يفعلون ما يشاءون ويرتكبون جرائم دون معاقبتهم.
وأشارت إلى أن هذه القضية مسكوت عنها من طرف العسكريين الفرنسيين،إلى هذه الساعة،وأشارت إلى أن المؤرخ فابريس ريسبوتي قام بمجهود كبير في هذا الملف،بحيث اطلع على الملف العسكري واخذ الصور وأنجز قائمة الشهداء المفقودين.
وتحدثت بن براهم عن الاختفاء القسري لوالدها في 1957،ومنذ تلك السنة ووالدتها تبحث عنه حتى بعد الاستقلال،لكن لم تستطع معرفة مصيره كبقية الجزائريين.
وأشارت إلى أنه في 2016بدات العمل على ملف المفقودين مع عمار منصوري،وأول محاضرة حول المفقودين بجريدة المجاهد ثم تأسست لجنة بوزارة المجاهدين وسجلت هذا الموضوع،الذي ينال اهتمام رئيس الجمهورية حاليا.
وقالت:” ملف ثقيل لا توجد دولة فقدت في عام واحد 8الاف مفقود، المفقودين جريمة ضد الإنسانية في ظروف خاصة “.
وأبرزت أن السلطات الفرنسية الخاصة، عممت التعذيب وأصبح نظام الاستنطاق للوصول للحقيقة شيء عادي وهي أيضا جريمة ضد الإنسانية.
وأضافت:” رئيس البلدية تيجان اعترف بأنه تحصل على عدد من الأشخاص خضعوا للاستنطاق لكن عندما أعيدت له القوائم وجد 3الاف و24شخصا لم يعودوا، ابنته تقول وجدت في وثائق والدي 3684 شخصا”.
وأشارت بن براهم إلى وجود ملفات أخرى للفرنسيين تقول أن عدد الجزائريين 8 ألف جزائري ونحن قتلنا منهم 10 بالمائة،إذا كان 10بالمائة قتلوا فأين الباقي”.
وكشفت المحامية أن جريدة الشعب هي أول من كتبت عن ملف المفقودين ونشرت صور المفقودين في 1962.