الشهيد بشير بوقادوم (1919-1955) ابن ولاية سكيكدة من المناضلين الأوائل الذين فضلوا الكفاح المسلح من أجل الاستقلال، حسب وثائق تاريخية تتحدث عن حياة وكفاح هذا الشهيد تحوز عليها مديرية المجاهدين بالولاية.
ولد بشير بوقادوم الطاهر سنة 1919 ونشأ في مدينة الحروش (جنوب سكيكدة) في أسرة متوسطة الحال معروفة بتقاليدها النضالية في الحركة الوطنية، حيث تلقى دراسته الابتدائية باللغة الفرنسية كما تعلم القرآن الكريم في مسجد المدينة.
ترعرع بشير بوقادوم في أجواء مفعمة بالنشاط السياسي حيث انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري ثم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية في سن مبكرة.
وكان بشير بوقادوم يبدي منذ صغره استعدادا مميزا للنشاط النضالي وتميز بقدرته على التنظيم والتعبئة إلى أن أصبح مسؤولا عن هذا الحزب بقسمة سكيكدة. وبالنظر لكفاءته الثقافية والنضالية،رشحته حركة انتصار الحريات الديمقراطية للانتخابات البلدية بسكيكدة، حيث فاز فيها وأصبح نائبا بالمجلس البلدي للمدينة حتى 1954 تاريخ اندلاع الثورة التحريرية.
كما يعتبر بشير بوقادوم من المناضلين الأوائل الذين اتخذوا موقفا واضحا خلال أزمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1953، فكان من بين من تبنوا أسلوب الكفاح المسلح وسيلة لنيل الحرية والاستقلال.
وحسبما ورد في شهادات مستقاة من مجاهدي الولاية ممن عرفوا الشهيد، فقد كان يشتغل بإحدى وكالات النقل ما مكنه من القيام بدور رائد في التنظيم والتعبئة والإعلام وأشرف إلى جانب رفاقه إبراهيم حشاني وبوجمعة بوكرمة المدعوعيسى وغيرهما على الإسهام في تنظيم مظاهرات 8 ماي 1945 بسكيكدة.
حول وسائل طباعة تحت تصرفه لصالح الثورة
وحسبما جاء في وثائق تاريخية لدى مديرية المجاهدين بالولاية، فإن البطل بشير بوقادوم وقبل التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني قد استغل منصبه كنائب ببلدية سكيكدة ليقوم بتحويل وسائل الطبع والكتابة التي كانت الثورة التحريرية في أمس الحاجة إليها من أهمها آلة الرقن وآلة السحب اليدوية.
وقد التحق بشير بوقادوم بعدها بجيش التحرير الوطني ليكون إلى جانب ديدوش مراد وزيغود يوسف واستمر في كفاحه بالولاية الثانية التاريخية، حيث شارك في التحضير لهجمات 20 أوت 1955 وتنفيذها، فضلا عن مشاركته في الاجتماع التقييمي لتلك العمليات والذي انعقد في سبتمبر 1955 بقيادة زيغود يوسف.
وفي صباح يوم 22 نوفمبر 1955 وبينما كان يشرف على اجتماع تنظيمي في “دوار الصري” بضواحي سيدي مزغيش (جنوب غرب سكيكدة)،حوصر إلى جانب رفاقه في الكفاح المسلح من طرف قوات العدو، فاشتبكوا معه في معركة لم تكن متكافئة لا في العدد ولا في العتاد وأدى بشير بوقادوم واجبه الأخير بشجاعة إلى أن استشهد رفقة خمسة (5 ) من رفاقه.
للتذكير، أحيت ولاية سكيكدة،يوم الثلاثاء الماضي الذكرى ال 67 لاستشهاد بشير بوقادوم، بمنطقة الحمري ببلدية سيدي مزغيش غير بعيد عن مكان استشهاده،وذلك بحضور الوالي،حورية مداحي.