تعتبر معركة جبل الأخضر التي وقعت يوم 19 ديسمبر 1958 ببلدية أولاد إبراهيم، ولاية سعيدة، محطة تاريخية من الكفاح البطولي للمجاهدين إبان ثورة التحرير المجيدة بالمنطقة السادسة للولاية التاريخية الخامسة.
وجرت هذه المعركة التي دامت يوما واحدا إثر قيام جيش المستعمر الفرنسي بمحاصرة وتمشيط تلك المنطقة التي كان تعتبر مركزا استراتيجيا لمجاهدي جيش التحرير الوطني، ومحورا لعبور الأسلحة والأدوية والمجاهدين المصابين إلى منطقتي تيارت ومعسكر، مثلما أبرزه لوأج أستاذ التاريخ، الدكتور عبد الكريم شباب، من جامعة “الدكتور مولاي الطاهر” بسعيدة.
وتظهر شهادات لمجاهدين -استنادا لذات المتحدث- استبسال فصيلة من مجاهدي جيش التحرير الوطني في مواجهة القوات الاستعمارية المدججة بالدبابات والمدفعيات والمشاة الذين قاموا بعملية تمشيط وتطويق منطقة جبل الأخضر محاولة منهم قطع الطريق لعبور الأسلحة والمجاهدين للمناطق الأخرى.
وذكر الدكتور شباب أن هؤلاء المجاهدين قاموا بمواجهة الجيش الاستعماري الفرنسي بكل حزم بالرغم من عددهم القليل مستغلين درايتهم للتضاريس الوعرة للمنطقة ما جعلهم يلحقون بالعدو خسائر جسيمة.
وقد استشهد في هذه المعركة ثلاث مجاهدين من جيش التحرير الوطني إضافة إلى مدني واحد.
وأضاف الأستاذ شباب أن هذه المعركة أبانت عن بطولات وعزيمة مجاهدي جيش التحرير الوطني في التضحية بالنفس والنفيس لتحقيق النصر والحرية.
وبعد مرور 65 سنة على وقوعها، تبقى هذه المعركة البطولية حية ورسالتها راسخة في وجدان وفي ذاكرة سكان منطقة أولاد ابراهيم الذين يحيونها كل عام باستذكار بطولات هؤلاء المجاهدين والشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف من أجل استقلال الجزائر، وفقا لما ذكرته مديرة المجاهدين وذوي الحقوق، حراش فاطمة الزهراء.
للإشارة، تعمل مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لسعيدة على انجاز كتاب يتضمن المعارك التاريخية والاشتباكات التي وقعت بالولاية خلال ثورة التحرير المجيدة منها معارك “جبل الأخضر” و”جبل بوعتروس” و”الخلايفة” و”ميمونة” و”تامسنة” و”اللابة” و” الحاسي الأبيض ” و”المرجة” و”تافرنت”.