بعد مرور 44 سنة على رحيله، لا يزال الرئيس محمد بوخروبة المعروف باسم هواري بومدين، يشد اهتمام زوار متحف المجاهد بقالمة،أين خصص له جناح يتضمن أغراضا و مقتنيات شخصية للرئيس الثاني للجزائر المستقلة1965-1970.
تزامن إنشاء هذا الجناح مع استلام المتحف لهذه الأغراض والألبسة من قبل أنيسة بومدين، أرملة الرئيس الراحل، بتاريخ 27 ديسمبر 2001، حسب مدير المتحف، ياسين شعبان، الذي أكد أن محتويات الجناح تحظى منذ إنشائه بعناية دائمة من العاملين بالمتحف.
يضم الجناح ما يفوق 20 قطعة من أغراض وألبسة المرحوم تتمثل في أطقم و بدلات رسمية وعسكرية إضافة إلى جواز سفر، ومصحف وحاملتي سجائر “السيجار الكوبي” هدية من الرئيس الكوبي الراحل فيدال كاسترو.
و يتضمن الجناح بدلة عسكرية خضراء اللون و الطاقية الروسية، التي لبسها خلال سفره إلى الاتحاد السوفياتي سابقا في رحلة علاجه الأخيرة قبل وفاته.
إضافة إلى جواز السفر الوطني الخاص بالرئيس الراحل وعليه توقيعه بالخط العربي الجميل و هو وثيقة نادرة وذات أهمية كبيرة، وأبرز مدير المتحف بأن هذا الجواز الصادر بالجزائر العاصمة بتاريخ 18 جويلية 1969 الحامل لرقم 001 هو أول جواز سفر جزائري بعد الاستقلال، استخرج مباشرة بعد صدور الأمر الرئاسي رقم 26-69 المؤرخ في 25 صفر عام 1389 هجرية الموافق الموافق ل12 ماي 1969 والمتعلق بإحداث جواز السفر الوطني، وهو الأمر الصادر بالجريدة الرسمية رقم 43 بتاريخ 20 ماي 1969.
تظهر تلك الأغراض مداومة الرئيس الراحل على قراءة القرآن الكريم، الذي تشير المصادر التاريخية إلى أنه أتم حفظه وهو في نعومة أظافره إلى جانب عشقه للشعر الوطني وللغة العربية، وهو ما تترجمه تلك القصاصات من الورق، التي وجدت في جيب إحدى بدلاته.
وقد كتب عليها الرئيس بخط يده أبياتا شعرية من نشيد معروف مشحون بحب الوطن و مطلعه “لتحيا الجزائر وشعب الجزائر غضوب وثائر على الغاصبين “.
ويؤكد المتحدث بأن الجناح يشهد إقبالا لافتا للزوار على مدار أيام السنة وذلك من خلال قدوم محبي الرئيس الراحل في زيارات فردية وجماعية من كل المناطق من داخل وخارج الوطن، وأوضح بأن عدد الزوار قبل جائحة كورونا تجاوز 12 ألف سنويا وفي 2022 فاق 8 آلاف زائر للمتحف وبشكل خاص لهذا الجناح الرمز مع توقعات بتجاوز 10 آلاف زائر خلال العطلة الشتوية الحالية.
وذكر المسؤول ذاته بأن الزائر لجناح الرئيس بومدين عادة ما يستغل الفرصة لزيارة باقي أجنحة المتحف، والتي تشمل مختلف مراحل المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي بداية من المقاومة الشعبية وأحداث 8 ماي 1945 والحركة الوطنية والثورة التحريرية المباركة و شهداء ومجاهدي ولاية قالمة.
ومن بين هؤلاء الزوار، يرى مختار برشاوي، رئيس جمعية الوئام الثقافية ببلدية هواري بومدين بقالمة التي اعتادت تنظيم ملتقى وطني خاص بحياة وإنجازات هواري بومدين، أن هذه الشخصية الوطنية التاريخية ”ستبقى حية بفكرها وإنجازاتها، و ستبقى دوما في نظر الأجيال المتعاقبة الشخصية التاريخية الوطنية التي أدت دورا كبيرا في نيل الجزائر لاستقلالها ودورا آخر في بناء الوطن وتشييده و وضع ركائز التنمية به.
يقول وسيم وهو طالب ثانوي، بأنه يدرك من خلال المعلومات التي حصل عليها في مختلف مراحل مساره الدراسي بأن هواري بومدين، يعد جزءا من ذاكرة الشعب فقد كان رئيسا قويا اتخذ قرارات شجاعة في تاريخ الجزائر المستقلة منها تأميم المحروقات، وتمكين الشرائح الاجتماعية الفقيرة من التعليم والصحة بصفة مجانية وتقوية إقصاد البلاد وسياستها الخارجية.