هو الصدر الأعظم غازي حسن محمد باشا بن المختار جزايرلي بلابيك (أبو شنب)، من الأعلام والبحارة المشهورين في التاريخ العثماني والجزائري.
ولد في القفقاس أو القوقاز، منطقة جبلية بين بحر القزوين والبحر الأسود تقسمها جبال القوقاز.
يقال إنه ولد في إحدى قرى معسكر في 1717م، سافر مع أبيه إلى تركيا فرعته إحدى العائلات الغنية، ولما أصبح شابا انخرط في سلك العسكرية العثمانية وشارك في حرب النمسا وانتصر فيها بعدما عين قائدا في تلك الحرب.
وعين بعد ذلك صدرا أعظم للدولة العثمانية، وكانت له العديد من الانجازات مثل الانتصار في الحرب على ألمانية ورفع المستوى المعيشي في المناطق البعيدة، وإصلاحات الشام.
أظهر كفاءته العسكرية والإدارية عندما عين رئيسا لميناء الجزائر، وبعد ذلك أصبح دايا للجزائر أو الجمهورية الجزائرية، كان معروفا عليه بالمشي رفقة الأسد وكانت له هيبة كبيرة جدا لدى سفراء الدول الأجنبية، أحبه سكان الجزائر والمغرب عامة بسبب عدله وقوة قوله للحق، وقد اصدر في عهده قرارات غيرت مجرى التاريخ أهمها الاعتراف بالثورة الفرنسية والبريطانية والأمريكية وانتصاره في الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.
ما جعل الرئيس الأمريكي جورج واشنطن، يدفع له الجزية بقيمة 50 ألف دولار أمريكي، إضافة لهدايا وضرائب دول أوروبا، وبذلك كانت الجزائر في عهده أقوى المناطق في العالم سياسيا، عسكريا واقتصاديا، وقال عنه احد المؤرخين :”لو لم يكن محمد حسن باشا جزائريا عربيا، لكان سلطانا عثمانيا”، وهو أحد أجداد الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، حسب ما جاء في المصادر التاريخية.
إلتحق حسن باشا، بالبحرية العثمانية في 1761، وشارك بفعالية في معارك البحر المتوسط ضد الأسطول الروسي وأحرز انتصارات عديدة عليهم، فعين قائدا للبحرية ووزيرا لها في 1770. أصبح قائد للجيش العثماني في روتشوك في 1774، وأعيد تعيينه قائدا للبحرية مرة أخرى، حيث أجرى إصلاحات إدارية.
أوقف العصيان، الذي حدث في سوريا من قبل أبي الذهب في 1774 وأعاد الأمن إلى تلك المناطق، وفي 1786 أرسل إلى الإسكندرية لوقف العصيان، الذي حصل في مصر ونجح في إيقاف الخونة وعاد إلى اسطنبول في 1787.
أرسل قائدا للأسطول العثماني في البحر الأسود في 1788، ونجح في إيقاف الروس من الزحف للبحر الأسود ولكن شاعت بعض أخبار انهزامه بسبب عجزه وكبر سنه فعزله السلطان سليم الأول، ظنا بذلك، لكنه تراجع عن قراره لما علم انه هو من أشرف على المعارك وحارب الروس بنفسه.
عين واليا على الأناضول في 29 شعبان 1204ه (1789)، عينه السلطان سليم الثالث، صدرا أعظم بعد انتصار هزيمة الجيش العثماني ضد الروس في معركة جسر الطبق، وقد بادر الصدر الأعظم الجديد حسن باشا الجزايرلي، بالذهاب إلى منطقة شومينو لقيادة الجيش العثماني، أين كانت الحرب دائرة مع الروس وانتصر فيها، ولكنه مات بسبب سم زرنيخ دسه له أحد الجنود الروس في المعسكر العثماني، وتوفي في شومينو في البلقان في 1790.
ومن مآثره العمرانية إنشاء عددا من العيون والأسيلة (مشارب المياه العامة) لينتفع بها الناس في مدينة اسطنبول.