أبرز المشاركون في ندوة وطنية في الذكرى الـ190 للمبايعة الثانية للأمير عبد القادر”، نظمت أمس السبت بمعسكر، الحنكة العسكرية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة في مقاومته لجيش الاحتلال الفرنسي.
تحدث الأستاذ مختار بونفاب، من جامعة “مصطفى اسطمبولي” بمعسكر، ورئيس المجلس العلمي والتقني للمتحف الولائي للمجاهد، عن الحنكة العسكرية، التي كان يمتاز بها الأمير عبد القادر، في مواجهته للجيش الاستعماري الفرنسي واعتماده على الجبال كحصون طبيعية لاستدراج قوات جيش الاحتلال ومقاومته.
وأوضح الأستاذ بونفاب، أن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة اعتمد على العاصمة المتنقلة المتمثلة في الزمالة بغرض تشتيت أنظار جيش المستعمر الفرنسي عن الخطط الدفاعية، التي وضعها الأمير لجيشه.
ومن جهته، أبرز رئيس المجلس العلمي والتقني للمتحف الوطني للمجاهد، سعيدي مزيان، بأن الأمير عبد القادر كانت له حنكة عسكرية في قيادة الجهاد ضد جيش الاستعمار الفرنسي، وذلك ما تحقق في إشرافه على تكوين جيش جزائري منظم وقوي منتشر في مختلف أنحاء البلاد، والذي استطاع الانتصار في معارك عديدة على جيش الاحتلال ولعل أبرزها معركة المقطع، التي وقعت في 28 جوان 1835.
وقالت مديرة المتحف الوطني للمجاهد، حياة معمري، في كلمة لها أن الأمير عبد القادر، شخصية فذة ذات المواقف الحميدة المشهودة ساهمت في بناء الدولة الوطنية الجزائرية الحديثة بجميع أركانها.
وأضافت أن هذه الشخصية التاريخية، ربطت علاقات ديبلوماسية مع دول كبرى في العالم آنذاك فضلا عن كرم أخلاق الأمير عبد القادر، وحسن تعامله مع خصومه ومواقفه المسالمة.
وللإشارة، نظمت هذه الندوة بمبادرة من المتحف الوطني للمجاهد بالتنسيق مع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة التحرير، بمناسبة إحياء الذكرى الـ190 للمبايعة الثانية للأمير عبد القادر (4 فيفري 1833) بحضور باحثين وأساتذة من جامعات وطنية عديدة والأسرة الثورية وممثلي المجتمع المدني بالولاية.