على طريقة الحكواتي العصري وفي أحضان دار عبد اللطيف، استعرضت الكاتبة سلمى شرڨي، كتابها “رايس حميدو ملك البحار” الصادر باللغة الإنجليزية.
أبرز الكتاب المحطات، التي عايشها “الرايس حميدو”، لاسيما مواقفه البطولية التي خولته أن يكون أشهر قادة البحرية الإسلامية الجزائرية، بشخصيته القوية التي لا يمكن أن يطويها الزمن، كيف لا وهي أجبرت العالم أن يحسب لها ألف حساب.
«رايس حميدو ..” كأنك لم تعرفه من قبل
قدمت الكاتبة سلمى شرڨي، إصدارها الذي اختارت أن يكون عنوانه “رايس حميدو ملك البحار”، وذلك أول أمس بدار عبد اللطيف، في جلسة أدبية استقطبت عددا مميزا من عشاق الحكايات والأساطير، وعلى أوتار أسلوب التشويق رحلت بالحضور إلى أغوار تاريخ الجزائر خلال العهد العثماني، وهذا بعد أن انتقلت بين ثنايا مسيرة حياة بطل الحكاية التي لم تخلو من المغامرة.
عرفت الجلسة، قراءة تفصيلية للقصة الحقيقية لبطل البحار الجزائري، إلى جانب تعريف شامل بالمناخ الاجتماعي والسياسي للبلاد خلال القرن الثامن عشر، وبالرغم من أن وقت الجلسة كان محدودا، إلا أن الكاتبة لم تبخل على الحضور بذكر أهم وأروع فصول حياة “رايس حميدو”، ووضعت المتلقي على محك حقب زمنية مليئة بالأحداث.
و أبدعت في تصوير مواقفه عبر أزقة القصبة العتيقة، وصولا إلى المغامرات والمناورات البطولية في عرض البحار، مع عرض مختلف السفن العظيمة التي كانت تجوب البحار البعيدة.
وذكرت سلمى شرقي، بأن بطل الحكاية تقلد مناصب عديدة في البحرية، وعليها سارت أشرعة بطولته مثلما تشتهي إرادته، وسطع ولمع اسمه كالقمر بين النجوم،و جاء في سياق عرضها “في سن الخامسة والعشرين أصبح حميدو رايس، وترقى من بحار إلى ضابط، ثم إلى أمير للبحر، وأصبح يقود أسطولا في مياه مرسى وهران.. كان صعود الرايس حميدو وتسيده على إمارة البحرية الجزائرية، يتوافق مع قيام الثورة الفرنسية، ومجيء نابليون إلى الحكم، وما أعقبه من فوضى عارمة في أوروبا”.
اختتمت الكاتبة الشابة سلمى شرقي، العاشقة للقراءة والمطالعة والشغوفة بالتاريخ، اللقاء الأدبي بنبرة ممزوجة بين الحزن والامتنان، بذكر صورة أليمة عن استشهاد البطل، الذي ودعته كل ذرة من تراب أرض الجزائر، وذرفت على رحيله أعين الكبار والصغار، و قالت عندما استشهد البطل “الرايس حميدو” في 16 جوان 1815، أَمَّ حاكم البلاد حينها الداي عمر باشا شخصيا صلاة الغائب، التي أداها الجزائريون على روح بطلهم الرايس حميدو، وأعلن الحداد في كل أنحاء الجزائر لمدة ثلاثة أيام.
يهدف الكتاب إلى التعريف بأحد أشهر أبطال حراس الأسطول البحري الجزائري من جهة، ومن جهة أخرى لاستذكار صفحات هامة من التاريخ الوطني الحافل بالأسماء الثورية والشخوص الوطنية، التي كتبت بدمائها الزكية أكبر درس في التضحية والتحرر والاستقلال عبر العالم.
للإشارة، سلمى شرقي، كاتبة يافعة تتوق عبر أول إصدار لها أن تضع بصمتها في عالم الكتابة والتأليف، متحصلة على ليسانس في العلوم الاقتصادية بجامعة ماك جيل في كندا. وحاليا تشتغل مساعدة بمشروع ضمن منظمة غير حكومية.