أنجبت ولاية البليدة كغيرها من ولايات الوطن عددا كبيرا من الشهداء، الذين ضحوا بحياتهم في سبيل استرجاع حرية وسيادة بلادهم من بينهم شابات التحقن بصفوف جبهة التحير الوطني، وتخلين عن دفئ و أمان العائلة لدعم إخوانهن المجاهدين في الكفاح ضد المستعمر الفرنسي.
أوضح مصدر من المديرية المحلية للمجاهدين وذوي الحقوق، لوأج عشية إحياء اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ18 فيفري، أن البليدة تحصي قائمة من الشهيدات اللواتي لم يتجاوز سنهن العشرين عاما على غرار الشهيدة بهية ينطران، ابنة الحي الشعبي العتيق الدويرات الواقع بوسط المدينة، و التي استشهدت في سن الثامنة عشر، عام واحد فقط بعد التحاقها بصفوف جبهة التحرير الوطني.
عانت الشهيدة بهية المولودة بتاريخ 28 جانفي 1940، من الاعتقالات التي مست أفراد أسرتها وكان والديها يستدعيان إلى مراكز الشرطة بشكل دائم بسبب التحاق أخويها علي، و شعبان بصفوف جبهة التحرير الوطني.
وأشار المصدر إلى أن وجهها الملائكي ساعدها على تنفيذ مختلف المهام الموكلة إليها من طرف قادة الجبهة بنجاح و المتمثلة في تسليم الأسلحة و الوثائق بطريقة محكمة أبعدت عنها شكوك المستعمر الفرنسي،, لافتا إلى أنها التحقت بالكفاح الثوري بالناحية الثانية بالولاية الرابعة في 1956 بعد حصولها على موافقة أحد إخوتها الذي كان مسجونا لدى المستعمر.
وعقب انضمامها إلى صفوف جبهة التحرير الوطني، طردت القوات العسكرية الفرنسية عائلتها من حي الدويرات، بعد شكوك حول إيوائهم لمجاهدين، ورحلوا إلى ولاية تيزي وزو، أين واصلت الشهيدة عملها البطولي إلى غاية استشهادها في 1958 و التحاقها بأخويها الشهدين شعبان، و علي.
بدورها، ضحت الشهيدة رتيبة علامي، المولودة بتاريخ 19 أفريل 1938 بالبليدة، بشبابها للمشاركة في استرجاع سيادة الجزائر و استقلالها من براثن الاستعمار، وعانت كباقي أفراد الشعب خلال تلك الفترة من ظلم المستعمر الفرنسي ما دفعها للالتحاق بصفوف الثورة التحريرية.
وبدأت الشهيدة رتيبة، التي لقبت بنجية، حتى لا ينكشف أمرها نشاطها الثوري كفدائية في 1958 وشاركت في العديد من العمليات كتلك، التي استهدفت مدرسة للمستعمر ببلدية موزاية (غرب) أسفرت عن مقتل شرطي، وواصلت نضالها إلى غاية سقوطها في ميدان الشرف في 1959 في سن الـ21.
الشهيدة شريفة مهالي، ابنة عائلة ثورية من مدينة العفرون (غرب)، فاستشهدت في 1959 ولم يتجاوز سنها 16 سنة رفقة جدتها من والدها، الشهيدة فاطمة ديلمي، التي كانت أيضا مجاهدة في صفوف جبهة التحرير الوطني، بعد أن حاصرت القوات الفرنسية منزلهما.
وذكرت المديرية المحلية للمجاهدين و ذوي الحقوق، أن منزل عائلة مهالي، بالعفرون كان مركزا لربط الاتصالات و العمليات و كانت شريفة، تساعد والدها المجاهد، الذي كلف بجمع الأسلحة والمعلومات، في مراقبة الطريق لضمان خلوه من الجنود الفرنسيين في حين كانت والدتها و جدتها تقومان بتحضير الأكل و الشرب لهم.
و تعود وقائع استشهادها إلى قدوم أحد رجال الدرك الفرنسي رفقة رجل آخر إلى بيتهم للاستفسار حول بعض المعلومات، غير أن أحد المجاهدين الاثنين، اللذين كانا مختبئين بالمنزل قام بتصفيتهما، فحاصرت بعد ذلك القوات الفرنسية المسكن وقتلت كل من شريفة، و جدتها لتلحق بوالدها، الذي استشهد في 1958 فيما اقتيدت والدتها خديجة خدوش، نحو مركز التعذيب وأخضعت لكافة أساليب التعذيب الوحشية قبل أن توضع في السجن إلى غاية 1961.