كشف المؤرخ وأستاذ التاريخ بجامعة البليدة 2، بن يوسف تلمساني، أن المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي في 1830، بُنيت بجوار سهل ميتجة الخصب الذي طمعت فرنسا في استغلاله لنهب خيرات كان ينتجها.
أوضح تلمساني، في ندوة تاريخية نظمتها مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية البليدة، بمتحف المجاهد في أولاد يعيش، أن مقاومة الجزائريين بعد دخول المستدمر الفرنسي من سيدي فرج بالعاصمة، كانت في المنطقة، التي تشمل بوفاريك التابعة إداريا للبليدة، و”تسالة المرجة” التابعة إداريا للعاصمة.
وأشار الباحث إلى أن المقاومة كانت هشة بسهل متيجة لكنها شهدت استماتة قوية من قبل الثوار في منطقة بوفاريك وتسالة المرجة، وقال إن القوات الفرنسية عملت في بداية احتلالها على بسط سيطرتها على سهل متيجة حتى تضمن الغذاء لأفرادها.
وأضاف تلمساني: ” متيجة كانت تٌغذي العاصمة ولهذا السبب بدأ الجيش الفرنسي تقدمه الأول بالسير على طريق البليدة، وتمكن من إمداد قواته بالمواد الغذائية، لكنه وجد مقاومة في طريقه بين بوفاريك وتسالة المرجة، وكان أول انتصار للمقاومة الشعبية الجزائرية على الجيش الفرنسي بهذه المنطقة”.
ودعا المؤرخ إلى إحياء ذكرى المعركة، التي قام بها الثوار الجزائريون ضد الجيش الفرنسي بقيادة الماريشال دي بوررمونت، في ضاحية بوفاريك وتسالة المرجة، والتي خلفت 57 قتيلا و150 جريحا في صفوف العدو.
واستشهد جزائريون في صفوف المقاومة الشعبية الجزائرية، ويعتبرون أول الشهداء لنيل الحرية، حسب تلمساني، الذي قال: “لابد أن لا ننسى هذه المعركة لأنها جزء من الذاكرة الوطنية”.
واستحضر تلمساني، رد فرنسا على المقاومة الشعبية الأولى بسهل “المتيجة” بأول مذبحة قامت بها، في البليدة بأوامر المارشال كلاوسل تحت اسم “les anales algériennes”، بإبادة المقاومين الأوائل من قبائل حجوط، بني خليل، بني موسى وبني خنشة، والساكنين في الجبال بالأطلس البليدي على غرار قبائل بني ميصرا، وبني صالح وبني قيناع، وهي المذبحة التي كتب عنها الجزائري حمدان خوجة، في أحدى مدوناته.
دعوة لتنظيم ذكرى استشهاد أول الجزائريين في البليدة
وأكد المحاضر أن هذه القبائل وقفت بالمرصاد في وجه الاستعمار الفرنسي، وكانت أول من بدأ المقاومة الشعبية في الجزائر، وفي هذا الإطار استحضر معركة بمنطقة موزاية لما اعترض الثوار الجيش الفرنسي في طريقه إلى المدية وهزموه، فاضطر الجنرال كلاوسل، إلى سحب قواته ثم عاد بعدها للإنتقام وارتكب مجزرة ضد سكان البليدة.
ودعا المؤرخ، والي البليدة لتنظيم ذكرى استشهاد أولى الجزائريين في البليدة، كالذين استشهدوا في معركة سيدي عيد، وسيدي رزين قبل إنشاء أول نقطة استيطانية بحي بن بوالعيد، الذي يحمل تسمية ” Montpenssier”، ابن الملك لويس فيليب، الذي أطلق اسم ابنه أيضا على نقطة استيطانية أخرى باسم ” Juin ville “، التي تقع حاليا وسط مدينة البليدة.