وصف رئيس الحكومة الأسبق، سيد أحمد غزالي، قرار تأميم المحروقات في 24 فيفري 1971، بـالمعجزة، في مداخلة بندوة تاريخية علمية، نظمتها المنظمة الجزائرية لمهندسي الطاقة، بالمتحف الوطني للمجاهد.
قال غزالي إن هدف تحرير مقاليد السلطة الاقتصادية من يد الفرنسيين كان أكبر معجزة، خاصة أن التزام الشبيبة بمبادئ الثورة حقق المعجزة، وأنهى السطوة الفرنسية على مقدرات الجزائر.
أوضح غزالي في مداخلته، أن عدد الطلبة الجامعيين بالجزائر، بعد الاستقلال، لم يكن يتجاوز 500 طالبا، وعدد التلاميذ بكل الأطوار لم يكن يفوق 300 ألف، ما يعني أن قرار التأميم، لم يكن قرارا ارتجاليا أو مبتذلا بل كان عملا حظي بتخطيط دقيق، وهو نتيجة تفكير جزائري محض.
وأشار المتحدث، إلى أن الرئيس هواري بومدين، لم يزر حقول البترول إلى غاية 19 جوان 1971، وأبرز أن 24 فيفري تاريخ له معنى ملموس كبير، فسوناطراك التي لم تكن تستخدم سوى 400 عاملا، صارت اليوم متحكمة في حقولها البترولية، وتملك الأفضلية في التفاوض، لذا فالاستمرار على نفس النهج يجب أن يكون بروح هذا التاريخ.
وأكد غزالي، أن بترول اليوم جاء بدماء الشهداء، وأي مشروع جديد يجب أن يبنى بروح التأميم والتحديات الجديدة، وقال:”ما استمرار اسم «سوناطراك»، سوى دليل على الجهود المضنية للعمال، الذين أتقنوا العمل بمبدإ الأفضلية في كل المفاوضات”، داعيا لاستغلال رمزية الـ 24 فيفري لبناء مستقبل مطابق لما كان يحلم به الشهداء.
وتحدث البروفيسور الحاج موسى بن عمر، في مداخلته «عن رمزية تأميم المحروقات في ميزان السيادة الوطنية»، وأوضح أن اكتشاف البترول أعطى قيمة كبيرة للجزائر، ما يفسّر تمسك فرنسا المستعمرة بها، والتي سعت من خلالها إلى ضمان استقلالها البترولي في ظل الاحتكار الأنجلوسكسوني، وارتفاع التضخم وتأميم قناة السويس.