أحييت توقرت، الذكرى الـ 61 لمظاهرات 7 مارس 1962، الثلاثاء.
استهلت مراسم إحياء هذه المناسبة التاريخية، التي شهدت انتفاضة سكان المنطقة ضد مشروع الاحتلال الفرنسي القاضي بفصل منطقة الجنوب عن باقي أجزاء الجزائر، برفع العلم الوطني ووضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء بالمعلم التذكاري ببلدية توقرت، بحضور السلطات الولائية المدنية والعسكرية ومجاهدين وأعيان المنطقة.
تضمن برنامج إحياء هذه الذكرى إقامة عروض مسرحية ووصلات إنشادية، ومعرض تاريخي وإلقاء محاضرات تاريخية تبرز البعد النضالي لهذه المحطة التاريخية في سجل الذاكرة الوطنية.
وتعود وقائع هذه المظاهرات إلى تاريخ 7 مارس 1962 ، عندما توافدت جموع غفيرة من المتظاهرين من سكان مدينة توقرت، نحو مقر نيابة العمالة (مقر إدارة الاستعمار الفرنسي) منددين بالمشروع، الذي طرحه الجنرال شارل ديغول، بالاحتفاظ بمنطقة الصحراء الجزائرية مقابل منح حق تقرير المصير للمناطق الواقعة في شمال الجزائر.
ورغم محاولات القوات الاستعمارية لتفريق جموع المتظاهرين بإطلاق مكثف للرصاص في الهواء إلا أن هذه الانتفاضة الشعبية العارمة ظلت صامدة لساعات طويلة، رفعت فيها الرايات الوطنية ورددت فيها شعارات تدعوا إلى الوحدة الوطنية، وتؤكد أن وحدة التراب الجزائري خط أحمر وحق غير قابل للمساومة أو التفاوض.
وتعد هذه المظاهرات، التي سبقت بأيام قليلة إعلان وقف إطلاق النار ( 19 مارس 1962) واحدة من الملاحم الشعبية البطولية، التي كانت شاهدة على نضال وبسالة سكان المنطقة في سبيل حماية وحدة الجزائر، وإجهاض كافة مناورات ومخططات الاستعمار الفرنسي لفصل منطقة الجنوب عن باقي أجزاء البلاد.