أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم السبت ، أن مكاسب الثورة التحريرية تعد إسمنتا للذاكرة الوطنية لتحصينها من الأعداء المتربصين، ومصدرا لإيقاد شعلة الحس الوطني لدى الشباب.
في كلمة له خلال افتتاح ملتقى حول “دور محامي جبهة التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية، بالمتحف الوطني للمجاهد، قال ربيقة، إن للجزائر كل الفخر بأمجادها وشهدائها، الذين قرروا بأن التضحية ونكران الذات هي العملة النفيسة التي يستندون إليها في حماية كرامة الإنسان وفي المحافظة على السيادة الوطنية، وأكد أن هذه المكاسب هي إسمنت الذاكرة الوطنية لتحصينها من الأعداء المتربصين.
وقال وزير المجاهدين:” أن الأمة الجزائرية ماضية في صون الوطن، الذي أسسه آباؤنا على قيم مناصرة الحق ونصرة المظلوم”.
وذكر بما قاله رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للشهيد، من أننا بهذه المناسبة نجدد عهدنا مع الشهداء للسير على نهجهم في التضحية ونكران الذات من أجل عزة وسؤدد وطننا المفدى.
و في السياق ذاته، استحضر ربيقة ذكرى يوم النصر، باعتبارها حدثا مفصليا في تاريخ الأمة، وهذا ما يعزز الشعور بالانتماء لهذه الأرض الطاهرة والاعتزاز بالوطن لدى الشباب لكي توقد في نفوسهم شعلة الحس الوطني لينخرطوا في مشروع التجديد، ويساهموا بإرادتهم الحضارية في استكمال معركة البناء والتشييد.
و بالمناسبة،أشاد وزير المجاهدين بالأدوار الرائدة للحقوقيين من المحامين الجزائريين على غرار: علي بومنجل، عمار بن تومي، بوزيدة أرزقي وغيرهم.
وأشار إلى أن هذه الفئة، التي تأثرت بأحداث وطنها من ظلم وعنصرية ولا عدالة إزاء الجزائريين من طرف المستعمر وظفت نضج أفكارها في صلب العمل الوطني من أجل الاستقلال انطلاقا من مبادئ بيان أول نوفمبر.
و أضاف الوزير، بأن المحامين إبان الثورة التحريرية كانوا بمثابة سلاح متطور وهمزة وصل بين المجاهدين في السجون وفي الجبال والمدن، فضلا عن مهنتهم في المحاكم ولقاء السجناء والتنسيق لتدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية عبر منابر هيئة الأمم من أجل تقرير المصير.
و أشاد المشاركون في الملتقى بدور المحامين النضالي خلال الفترة الاستعمارية، و استذكر نقيب المحامين في الجزائر العاصمة، محمد بغدادي، ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي، ميشال دوبري، أن محامي جبهة التحرير الوطني يعدون أخطر من فيلق عسكري.
وهو ما يكشف عظم دورهم في الدفاع ضد الظلم وحماية الثورة التحريرية ومناضليها من جهة، وتدويل القضية خارجيا بداية من انعقاد مؤتمر باندونغ من جهة ثانية، وفقا لما أوضحه المحامي والمجاهد عبد الله عثامنية.
و بالمناسبة، كرمت عائلة المجاهد والمحامي عمار بن تومي، نظير نضاله الميداني بالتزامن والثورة التحريرية، بالمقابل أهديت جبته لمتحف المجاهد، ووضعت إلى جانب جدارية تخلد أسماء محامي جبهة التحرير الوطني.