أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، رفقة المجاهد عبد الله دباغ ومجموعة من المجاهدين، على تدشين جناح خاص بفرقة الضفادع البشرية، الموسوم نواة سلاح البحرية الجزائرية الجيش الوطني الشعبي، اليوم بقاعة المعرض الدائم للمتحف.
أبرز ربيقة، في كلمة ألقاها بالمناسبة أن تأسيس فرقة الكومندوس الضفادع البشرية، تعبر عن عبقرية فذة، ونقلة نوعية في العمل الثوري العسكري ورؤية ثاقبة لقيادة جبهة التحرير الوطني في تطبيق معالم الاستيراتيجية العسكرية أثناء الثورة التحريرية، وهدفا استيراتيجيا من شأنه تغيير أسلوب الحرب مع فرنسا الإستعمارية.
وقال:” خاصة وأن الثورة أرادتها ثورة شاملة، فلم يكن خيار مهاجمة الموانئ الحربية الفرنسية خيارا ارتجاليا وعفويا، إنما جاء بناء على مخطط حربي مدروس له أبعاده التاريخية والعسكرية.”
ووصف وزير المجاهدين، فرقة الضفادع البشرية، بأنوار تتلألأ وذاكرة تتكلم، وعبر توقد في الضمائر الحية ورصيد تتحصن به الأجيال، فخرا وطاقة معنوية وقيمية لصون هذه المآثر واستثمارها.
رموزا التضحية من أجل الجزائر
وأضاف :”لقد مثلتم يا رجال الفرقة الأشاوس يحي رحال، عبد الله دباغ، عثمان دامرجي، بن عمر شربال، عبد القادر جودي، أحمد شيبان، مسعود بزة، وأحمد بن دريس، رموزا في التضحية من أجل الجزائر، بأن ساهمتم في تزويد الثورة بالأسلحة وفي تلغيمكم سفن العدو في ظروف مناخية صعبة”.
وقال أيضا :”خلقتم حربا نفسية لجيش الاحتلال وأبليتم البلاء الحسن في تنمية السواحل وانتشال القنابل من الموانئ المصرية بعد العدوان الثلاثي عليها في 1956، ولقنتم جيوش الإحتلال درسا قاسيا في معركة ايسيين بقطع إمداداته، وإشرافكم على تكوين بقية الفرق التي ساهمت بدورها في تشكيل القوات البحرية الوطنية غداة الإستقلال “.
وأشار الوزير، إلى أن استذكار تضحيات ورسالة الرجال الشرفاء هو تخليد ذكراهم، التي ستظل أمانة في أعناقنا وحرمة مقدسة في ذاكرتنا الوطنية.
وأكد على صون والحفاظ على الذاكرة، وذكر في هذا الصدد، برسالة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة، بحثها على التمسك بتلك القيم النبيلة والمثل العليا، التي كرسها نضال الجزائريين على مر السنين والعصور.
وقال:” هي المعاني السامية التي ما فتئت تترسخ في النفوس، وتتوطد في الوجدان بفضل المجهودات الكبيرة، التي تبذلها الدولة على كافة المستويات، والهادفة إلى حماية ذاكرة الأمة”.
وأضاف:” إنها لسانحة عظيمة نستشف من خلالها معاني النصر والمجد والإفتخار، ونقف بشموخ لنسجل إنجازات الشعب الجزائري، الذي جسد روح التضحية والفداء، فنجدد العهد بالوفاء لمن كان لهم الفضل في ذلك ونتذكر تضحيات أجيال من أسلافنا نذروا أنفسهم عبر نضالات مريرة وكفاح شاق وطويل لانتزاع حريتنا واسترجاع سيادتنا كاملة غير منقوصة”.
وأبرز ربيقة، أن إستذكار ملاحم فرقة كوموندو الضفادع البشرية، فرصة تتجدد لاستحضار المعاني التي يمثلها في سيرة رجال الجزائر الشرفاء لترسخ من خلالهم المعاني العميقة والمبادئ السامية، التي دافعوا عنها في سبيل رفعة الجزائر.
وتجدر الإشارة، فقد عرض شريط وثائقي حول فرقة الضفادع البشرية، ينقل شهاداتهم.
تطرق المجاهد وعضو فرقة الضفادع البشرية، عبد الله دباغ، إلى ظروف إلتحاقه بفرقة الضفادع البشرية والتدريبات القاسية،التي تلقوها بالقاهرة بناء على تعليمات قادة الثورة.
شقرون: البحرية الجزائرية وجدت قبل 1962
وتحدث العقيد عبد القادر شقرون، وأحد الإطارات المتخرجة في أول دفعة للبحرية في 1962، عن تاريخ البحرية الجزائرية وأكد أن هذه الأخيرة وجدت قبل 1962 في عصر ما قبل الميلاد، وأن الجزائر كانت دولة بحرية ولها أسطول معروف، وأشار إلى أن من كتب عن تاريخ البحرية الجزائرية المؤرخ مولاي بلحميسي ولا توجد كتابات كثيرة عن هذا الموضوع.
وتناول العقيد المتقاعد الدكتور صالح قرفي، مختص في التاريخ العسكري، مداخلة بعنوان “التدريب والتكوين خلال الثورة التحريرية: الضفادع البشرية أنموذجا”، وأبرز حنكة قادة الثورة في إنشاء اختصاص الضفادع البشرية الذي له مكانته في الجهد العسكري للثورة، وأشار المحاضر، إلى دور مكتب جبهة التحرير الوطني بالقاهرة وعلى رأسهم حسين أيت أحمد وأحمد بن بلة، وعبد الحفيظ بوصوف.
وأوضح قرفي،أن جبهة التحرير الوطني كانت تبحث عن الصدى الإعلامي للثورة من خلال تأسيس فرقة الضفادع البشرية، التي كانت مهمتها استيراتيجية أثناء الثورة، وبعد الإستقلال بتكوين أطقم السفن وإطارات في البحرية، وهي استيراتيجية قادة الثورة للجزائر المستقلة.
وسلم الأستاذ المحاضر وثائق أرشيفية مهمة تنشر لأول مرة للمتحف الوطني للمجاهد.
وكرم المجاهد، عبد الله دباغ، والأساتذة المحاضرون.