أكد عدد من المجاهدين والأساتذة في مادة التاريخ، يوم الأربعاء، أن معركة سوق أهراس الكبرى، ملحمة وطنية بكل المقاييس، بمناسبة إحياء الذكرى الـ65 لهذه المعركة.
أوضح المحاضرون، في احتفالات أشرف عليها الوالي، عبد الكريم زيناي، رفقة الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، العربي أوذاينية، ورئيس جمعية كبار معطوبي ثورة التحرير الوطني، الطيب سديرة، أنه بعد إنشاء خط موريس في 1957 على تراب القاعدة الشرقية تدفقت كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة إلى داخل الجزائر لتشرع حينها قوات العدو في القيام بحراسة شديدة للحدود الغربية والشرقية.
وقال الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، العربي أوذاينية، في كلمة له أن تلك المعركة امتزجت فيها دماء أبناء الجزائر وهو ما يؤهلها لأن تكون رمزا للوحدة الوطنية.
من جهته، أبرز رئيس جمعية كبار معطوبي ثورة التحرير الوطني، الطيب سديرة، بأنه قد حان الوقت لتثمين جهود التنسيق والتفاعل بين الأجيال، حيث أصبح لزاما على المجاهدين محاربة غياهب النسيان على اعتبار أنه كلما فارق الحياة شاهد على الثورة يحمل معه جزءا من التاريخ ويدفن معه منبع للذاكرة.
ودعا بالمناسبة جيل الشباب إلى استلهام الدروس من تلك المعركة، وما تحمله من صمود وتحدي والتطلع إلى المستقبل بعزيمة أقوى، وقال أن المحافظة على الاستقلال أصعب من الحصول عليه.
وأضاف سديرة، أن معركة سوق أهراس، التي استشهد فيها 639 شهيدا وقتل ما لا يقل عن 300 فردا من جنود الاستعمار وجرح 700 آخرون، ستبقى راسخة في ذاكرة من عايشوا أحداثها من مجاهدين ومواطنين.
واستهل الوفد الولائي برنامج الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى بالترحم على أرواح الشهداء بروضة الشهداء بسوق أهراس، والاستماع إلى النشيد الوطني ووضع باقة زهور وقراءة فاتحة الكتاب على أرواحهم.
وكرم بالمناسبة أربع تلاميذ فازوا في مسابقة حول معركة سوق أهراس الكبرى بادرت إلى تنظيمها مديرية الثقافة والفنون بالتنسيق مع مديرية التربية، بقاعة المحاضرات ميلود طاهري، وتقديم أناشيد وطنية وعرض مسرحي بعنوان “نداء نوفمبر” ليختتم الحفل بوقوف الحضور للاستماع إلى أغنية “إخواني لا تنسوا الشهداء”.