أحيا دوار “بني صبيح” ببلدية غبالة (100 كلم جنوبي جيجل)، يوم الخميس، الذكرى الـ 65 لمعركة السطارة الشهيرة (26-27 أفريل 1958)، التي ألحق فيها المجاهدون خسائر فادحة في الأرواح والعتاد للمستعمر.
دارت وقائع هذه المعرك والتي كانت “السطارة” بجبل دار الحدادة بدوار بني صبيح مسرحا لها، في أفريل 1958 بالمنطقة الثانية للولاية التاريخية الثانية حيث كان الدوار مركزا للمجاهدين القادمين من مختلف المناطق، حسب ما أوضحه الأستاذ المختص في تاريخ المنطقة، عز الدين معزة.
وأضاف الباحث، في تصريح لـ وأج على هامش الاحتفالات الرسمية بالذكرى، أن المستعمر تحصل على معلومات مفادها تواجد عدد مهم من المجاهدين بالمنطقة فهاجمهم بغتة في الصباح الباكر جوا وبرا.
وأشار معزة، إلى أن جنود العدو كانوا بالمئات و مدججين بمختلف الأسلحة و بما يزيد عن 40 طائرة حربية، زحفوا من كل جهة في محاولة للسيطرة على المكان باستعمال المدفعية من منطقتي ربوة الصفاح، والماء الأبيض، إلا أنهم تفاجأوا بوجود عدد كبير من المجاهدين المزودين بأسلحة متطورة، حيث تمكنوا من تدمير 11 دبابة.
وقال أن المقاومة الباسلة للمجاهدين في وجه الجنود الفرنسيين، دفعتهم إلى استعمال القنابل الحارقة “النابالم” ما تسبب في استشهاد أزيد من 100 مجاهدا.
ونظرا لتواصل المعركة والمقاومة الشرسة، أرسل جيش الاحتلال الفرنسي ما يعرف بـ”مظليي اللفيف الأجنبي”، وأصبحت المعركة تدور وجها لوجه ودامت لمدة 36 ساعة متواصلة تمكن خلالها المجاهد مصطفى فيلالي، من إيجاد منفذ تمكن به من تهريب ما تبقى من مجاهدين قبل أن يقوم الجنود الفرنسيون، الذين خسروا، أعدادا كبيرة في صفوفهم، بمحاولة انتقام بشعة تسببت في قتل نحو 300 مدنيا بين أطفال وشيوخ ونساء، وفق ما ذكره ذات الباحث الأكاديمي.
من جهته، أكد المجاهد محسن إبراهيم ابن صالح، أحد الذين عايشوا المعركة في شهادة حية، أن المعركة التي وقعت في حدود السابعة صباحا شنتها أزيد من 40 طائرة حربية مستعملة قنابل النابالم مدعومة بمئات العساكر وعشرات الدبابات، قبل أن تبدأ معركة وجه لوجه بالسلاح الأبيض بين الطرفين تواصلت إلى غاية ساعة متأخرة.
وخلفت هذه المعركة صورة مروعة ومجازر في حق الأبرياء المدنيين تبرز بشاعة الاستعمار، الذي انتهك جميع المواثيق الدولية، حسب المجاهد ابن صالح.