أكد أساتذة جامعيون ومتدخلون، خلال لقاء اليوم الأربعاء، بجيجل بمناسبة الذكرى ال41 لرحيل المجاهد محمد الصديق بن يحيى (1932-1982) أن الرجل كان بحق رجل الدبلوماسية الجزائرية والسلام العالمي.
أبرز حسين خالدي، مدير المجاهدين وذوي الحقوق بالولاية، في المداخلة التي ألقاها خلال الاحتفالية بمتحف المجاهد، بأن محمد الصديق بن يحيى كان مهندسا فذا في اتفاقيات إيفيان و أحد رجالات الدبلوماسية الجزائرية و السلام العالمي بالنظر لما قدمه إبان مسيرته النضالية والسياسية محليا ودوليا.
وأضاف خالدي، أن شخصية الفقيد تميزت بالحكمة والحنكة والاتزان و تركت بصماتها الخالدة منذ اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، مرورا بالحكومة المؤقتة ثم مفاوضات إيفيان، وصولا إلى اعتلائه مناصب عليا في الدولة كوزير للتعليم العالي، ثم وزيرا للمالية (1977) ثم وزيرا للخارجية (1979) و أبهر العالم بفصاحته و سداد رأيه و حنكته الدبلوماسية، و ساهم في استرجاع الجزء الأول من أرشيف الجزائر لدى فرنسا. وأدى دورا محوريا في إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في طهران (إيران)”.
من جهته اعتبر الأستاذ الجامعي المختص في التاريخ، عبد الرحمن بوقارة، أن بن يحيى كان رجلا لامعيا منذ نعومة أظافره وعرف عنه أنه كان المدقق الأول لنصوص اتفاقيات إيفيان، ما جعل الكثيرين يلقبونه بالنقطة والفاصلة”.
وتطرق بوقارة، إلى ضرورة إيلاء الرجل عناية خاصة من خلال دراسة مسيرته والتمحيص فيها وتدريسها للطلبة وتشجيعهم على البحث والغوص فيها.
بدوره أثنى الأستاذ عزالدين معزة، المختص في التاريخ المحلي، على شخصية محمد الصديق بن يحيى، الذي لم تقتصر دبلوماسيته الفذة على الصعيد المحلي فقط، بل بلغ صداها العالمية و خير دليل على ذلك حنكته في المساهمة في تحرير الرهائن الأمريكيين المحتجزين بطهران، بعد أن فشلت دول عديدة في الوساطة في حل القضية، إلا أن السمعة الطيبة، التي كانت تتمتع بها الجزائر ومحمد الصديق بن يحيى مكنت من وضع حد للقضية وتحرير جميع الرهائن.
للإشارة، أقيم على هامش الاحتفالية معرض خاص بمسيرة هذه الشخصية وعرض شريط مصور بعنوان “المجاهد الرمز محمد الصديق بن يحيى”. وكرم ممثل عن عائلة المجاهد الراحل.