مجازر 8ماي 1945هي امتداد لجرائم فرنسا الاستعمارية منذ 1830، أو بالأحرى مذابح قبائل العوفية في 6 أفريل 1832، وهي أول مذبحة بعد عامين من غزوها للجزائر، تلتها سلسلة مجازر ارتكبت في حق قبائل أولاد رياح، الظهرة، الأغواط، البليدة، الفراشيح، وغيرها من القبائل الجزائرية، التي أبيدت دون رحمة ولا شفقة ولم يسلم منها لا الكبار ولا الصغار ولا الشيوخ.
صورة أخرى عن هولوكست الدولة الفرنسية الاستعمارية
مجازر استهدفت قرى ومدن سطيف، خراطة وقالمة من أبشع الجرائم ضدّ الإنسانية في القرن العشرين، تبقى خالدة في الذاكرة الجماعية للجزائريين، كتب عنها الأدباء والشعراء وجسدت في أفلام وثائقية تظهر بشاعة ما اقترفته يد الدولة الفرنسية الاستعمارية آنذاك في حق شعب أعزل، خرج للاحتفال بالانتصار على النازية ومطالبة فرنسا بالوفاء بوعودها ومنحه الاستقلال، لكنّه قوبل بإطلاق الرصاص والقصف برّا وجوّا وبحرا، والاعتقال والإعدام دون محاكمة.
مارست فرق اللفيف الأجنبي التخريب والقتل، واستقدم اللواء السابع من الألزاس واللورين ليشارك في هذه المجازر ضد الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية، كيف لا فمن نفذوا هذه المجازر هم أحفاد السفاحين بيليسي، بيجو، روفيقو والجنرال ليوطي، كافنياك، كلوزيل، وغيرهم فقد تتلمذوا على أيديهم في فنّ التعذيب والقتل.
وصدق الشيخ البشير الإبراهيمي، صاحب المقولة الشهيرة:«… لو أنّ تاريخ فرنسا كتب بأقلام من نور ثم كتب في آخر فصل من هذه الفصول المخزية بعنوان مذابح سطيف وقالمة وخراطة، لطمس هذا الفصل ذلك التاريخ كله”.
تعود الذكرى 78 لهذا الهلوكوست، الذي نفذته جنرالات الدولة الفرنسية ضدّ الجزائريين، لنستذكر فظاعة الجريمة المرتكبة يوم الثامن ماي 1945، التي تنم عن حقد دفين ومحاولة التطهير العرقي لأبناء الجزائر، واستبدالهم بالمستوطنين الأوروبيين، الذين قدموا إلى بلادنا حفاة عراة لا يملكون شيئا وأغلبهم أخرجوا من السجون ومنحت لهم أراضي أجدادنا في المتيجة والسهوب والهضاب.
هي مجزرة تأبى النسيان، والتي أقرّ لها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، يوما وطنيا للذاكرة، ويبقى سكان سطيف، خراطة وقالمة وكل الجزائريين يستذكرون هذه المأساة الأليمة ويخلدونها بغرس القيم الوطنية لدى النشء.