أبرز متدخلون في أشغال اليوم الأول للملتقى الدولي “المقاومة الثقافية في الجزائر خلال الثورة التحريرية، نضال من أجل التحرر”، المنعقد اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، البعد الثقافي والإنساني للثورة التحريرية، والذي دفع كبار مثقفي العالم إلى الالتفاف حولها ومساندة قيمها السامية.
أكد المحاضرون، أن الثورة التحريرية شكلت بقيمها الثقافية والإنسانية محطة حاسمة وجوهرية في تاريخ مكافحة الكولونيالية، حيث كانت محل احترام وتمجيد من طرف كبار مثقفي العالم بفضل ما أنتجته من قيم ثقافية وفنية ومبادئ إنسانية ارتكز عليها كفاحها ومقاومتها ضد الاستعمار.
أبرز الأمين العام للجمعية العربية لعلم الاجتماع بفلسطين، محمد نعيم فرحات، أن الثورة الجزائرية واحدة من أهم التجارب الانسانية الحديثة في التحرر والانعتاق، وهي بمثابة انعكاس لقوة الثقافة الجزائرية ودورها في إنتاج المقاومة والتأسيس لكل أشكال المقاومات الأخرى.
وتطرق الباحث الفلسطيني، إلى قوة البعد الثقافي للثورة التحريرية، الذي برز عبر مختلف مراحل المقاومات الشعبية والحركة الوطنية، وأشار إلى أن القيم الثقافية للمقاومة رسخت روحها ومقولاتها في الوعي الجمعي والفردي الجزائري على نحو عميق وملفت.
وأضاف المتحدث، أن اعتماد قيمة التضامن مع الآخرين المظلومين حيثما كانوا كمكونات ثقافية نابعة من قيم الثورة الجزائرية وتحويلها إلى خيار وممارسة سياسية دائمة هو أمر ليس متاحا لكل المجتمعات.
تطرق، الباحث والمؤرخ الإيطالي غاليي نازارينو، إلى ملامح من الدعم الإيطالي للثورة التحريرية، وذلك من خلال تجربة صديق الثورة، الناشر والمثقف الإيطالي جيوفاني بيريلي، الذي ساند القضية الوطنية العادلة والكفاح التحرري الجزائري على غرار نخبة من أهم مثقفي العالم، الذين فضحوا ممارسات التعذيب الوحشية ضد الجزائريين وساهموا بذلك في تدويل القضية الجزائرية وحشد وتعبئة الرأي العام الدولي.
ولفتت الباحث الإيطالي الى أن بيريلي، يعد من أبرز المثقفين الذين التزموا بمساندة الثورة الجزائرية، حيث لم تقتصر المقاومة والصمود على صعيد الكفاح المسلح والعمل الدبلوماسي فقط بل أثمرت قيما ثقافية أبهرت العالم.
وقال:” بيريلي اعتمد على الثقافة كعامل هام لنسج جسور ثقافية بين الجزائر وإيطاليا وإيصال صوت الثورة للعالم”.
وأبرز نازارينو، أن بيريلي، عمل على دعم الثورة الجزائرية من خلال النضال الثقافي لدار النشر “إينودي”، التي أسسها لدعم حركات التحرر في العالم، حيث أصدر مع صديق الثورة المناضل فرانس فانون، في 1955 مؤلف يضم شهادات المجاهدين الجزائريين وإبراز القيم الثقافية والإنسانية للثورة التحريرية.
وأضاف أن بيريلي، ساهم ضمن جهود التضامن الإيطالي مع القضية الجزائرية وكفاح التحرير الوطني مساهمة فعالة حيث التزم التعريف بوجهة نظر الجزائريين ونشر ترجمة للمؤلف المناضل هنري علاق “المسألة” في 1958، و مؤلف بعنوان “رسائل الثورة الجزائرية”، وغيرها من الكتب.