أبرز الطاهر حجار، المدير الأسبق لجامعة الجزائر 1ووزير اسبق للتعليم العالي والبحث العلمي، بشاعة الجريمة الاستعمارية التي احرقت مكتبة جامعة الجزائر 1، بأيادي المنظمة الارهابية للجيش السري الفرنسي لواس، بعد توقيع اتفاقية ايفيان، حيث ادرك المستوطنون الأوروبيون ان الجزائر قد ضاعت منهم.
قال حجار في تدخله في ندوة تاريخية، اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى ال61 لحرق مكتبة جامعة الجزائر 1، ان الإدارة الاستعمارية اتبعت سياسة الأرض المحروقة، التي طالت الجانب الثقافي بعد اغتيالها للمعلمين والأطباء والمصانع والمؤسسات كي لا يستفيد بها الجزائريون بعد مغادرتهم.
واشار حجار، الى ما كتبه الصحفي الفرنسي ايف كوريار، في جريدة لوفيغاروا حول الحريق بعبارة عنصرية “ان نترك لهم ثقافتنا وعلمنا”.
واوضح أنه بعد حرق المكتبة شكلت لجنة وطنية تضم مجموعة من الاساتذة الجزائريين والفرنسيين لإعادة ترميم المكتبة، حيث تضامنت دول كثيرة واهدت كتبا، لتفتح جامعة الجزائر أبروابها مرة ثانية في 1968.
واضاف حجار، أنه بعد هذه الجريمة، اتخذت الحكومة الجزائرية قرارين مهمين في 28سبتمبر 1962وهما فتح المدارس لأبناء الجزائر الذين تتراوح اعمارهم ما بين 6الى 16سنة، وتخلفوا عن الدراسة بسبب الإستعمار، وكان المتحدث من بين هؤلاء التلاميذ الذين استفادوا من هذا القرار، ليصبح فيما بعد إطار في الجزائر المستقلة مثل أقرانه.
الصحف الإستعمارية لم تعر اهتماما للجريمة
وتحدثت المجاهدة زوليخة بقدور، أول محافظة في مكتبة جامعة الجزائر1 بعد الاستقلال والتي كانت من الذين ساهموا في إنقاذ ما تبقى من الكتب، عن مجهودات العمال البسطاء الذين ساعدوها في جمع الكتب التي لم يطلها الحرق، ونوهت في مداخلتها بدور بعض الأوروبيين والفرنسيين الذين ساعدوا المجاهدين في الثورة، وطالبت بضرورة تخليد ذكراهم لأنهم حملوا القضية الجزائرية في قلوبهم مثل الجزائريين.
استعرض الأستاذ عمار عبد الرحمان، ما نقلته الصحف الإستعمارية حول حرق مكتبة جامعة الجزائر 1، حيث لم تعر اهتماما كافيا بالحدث مقارنة بحجم الكارثة، وكتابات هذه الصحف لم تتعد الجانب الخبري، وتباينت الصحف الفرنسية بين مؤيد للجريمة ومحايد.
وأشار الى ما كتبته صحيفة “فرانس سوار” قائلة:” بورجوازيو شارع ميشليه تتأمل الدخان الهائل لأسنة اللهب التي تلتهم مكتبة الجامعة وتحرق 600 ألف مجلد، ومدرجين ومختبرات كلية العلوم”.
وتضيف:” في الحانة المقابلة، حشد بهيج من الطلاب يعلق على الحدث وسط ضجيج اليانسون”.
وكتب الصحفي الفرنسي إيف كوريار، في صحيفة لوفيغارو، اليمينية المتطرفة في اليوم التالي للهجوم: “ظهر عمود من الدخان في جامعة الجزائر، أين فجرت مكتبة الجامعة للتو 600 ألف كتاب كانت تحترق…لن نتركهم يأخذون ثقافتنا وعلمنا”.
وأشار المحاضر، إلى أن جريدة لوموند، كانت موضوعية الى حد ما في كتاباتها، لكنها لم تذكر اسم منفذي هذه الجريمة الشنعاء، حيث كتبت:” نشب حريق في جامعة الجزائر يوم الخميس على الساعة الـ12 و30دقيقة، حيث انفجرت ثلاث قنابل فسفورية في المكتبة وكذلك بالقرب من غرفة المعلمين وقاعات محاضرات الكيمياء، والعلوم وفي مختبر علم الأمراض، استخدم منفذو الهجوم إضافة الى العبوات الحارقة وعلب من البنزين”.
وأكد الباحث، أن حرق مكتبة جامعة الجزائر واحدة من أبشع الأعمال التي ارتكبها المستدمر الفرنسي في حق الجزائر والجزائريين، وقال:” نستخلص من خلال هذا العمل الشنيع حقيقة هذا المستعمر، الذي كان على الدوام يتغنى بالحضارة والديمقراطية والحرية وغيرها من الشعارات الرنانة، بهذه الجريمة النكراء أثبت للعالم أجمع من تكون فرنسا الاستعمارية ليسقط عنه القناع المزيف الذي كان يحمله لأكثر من 132 سنة”.
وأوضح عبد الرحمان، أنه دمر 500 ألف مجلد، إضافة الى الطابق الأول من المبنى، غرفة الموظفين، قاعات المحاضرات، الكيمياء والعلوم ومختبرات علم الأمراض.