أكد أساتذة جامعيون وباحثون، أن سلمية وإنسانية شخصية مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة أكسبته احترام و إعجاب العالم، وذلك خلال يوم دراسي بعنوان “فكر الأمير عبد القادر ومذكرات الدولة الجزائرية الحديثة”، اليوم الاثنين، بولاية الطارف.
أبرز الدكتور عبد اللطيف حني، مدير مخبر التراث والدراسات اللسانية بجامعة “الشاذلي بن جديد”، بالطارف في مداخلته بمناسبة الذكرى ال191 لمبايعة الأمير عبد القادر، أن ما كان يتمتع به الأمير عبد القادر، من حس استراتيجي كقائد عسكري ورجل دولة محنك وبطل وطني للمقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي ومفكر ومؤسس للحوار بين الأديان وصوفي وشاعر، ورائد في القانون الإنساني وحقوق الإنسان مكنه من تجاوز حدود النظرة المحلية والوطنية والقومية إلى حدود النظرة العالمية”.
وقال الباحث: “إن شخصية الأمير عبد القادر الثقافية والفكرية والإصلاحية إلى جانب مسيرته الكفاحية المسلحة ضد المستعمر الفرنسي، أكسبته شهادات عالمية واعترافات وتقديرات ما فتئت تتزايد”،وسلط الضوء على العناية البالغة، التي تحظى بها تلك الشخصية من قبل دول العالم.
من جانبه استعرض الدكتور علي خفيف، من جامعة باجي مختار بعنابة، أبرز ما تميزت به شخصية الأمير عبد القادر، النبيلة والتي حظيت باحترام كبار الشخصيات ورجال الدولة في تلك الحقبة، والذين أسدوه أوسمة وتشريفات نظير أفكاره وأعماله الإنسانية، التي خلدها التاريخ.
قدم الدكتور قدور كحالة، أستاذ التاريخ بجامعة الطارف، محاضرة بعنوان “الأمير عبد القادر رائدا في الإصلاح وقائدا في الكفاح” ذكر في بدايتها بجهود الأمير عبد القادر، الإصلاحية والجهادية ضد المستعمر الفرنسي.
وأكد المحاضر، أن الأمير عبد القادر، خاض خلال قيادته للمقاومة 116 معركة أمام أكبر جيش في العالم آنذاك واستطاع أن يهزم 16 جنرالا، وأشار إلى وجود عدد كبير من الدراسات في العالم حول شخصية الأمير عبد القادر.
أكد مشاركون في هذا اليوم الدراسي، الذي احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بعاصمة الولاية والذي بادرت بتنظيمه مديرية الثقافة والفنون المحلية بالتنسيق مع المخبر ذاته ، أن شخصية الأمير عبد القادر، النبيلة تستحق وقفة عرفان و تخليد نظير كل قدمه من تضحيات استمرت لسنوات.
للتذكير، ولد الأمير عبد القادر، بمدينة معسكر (6 سبتمبر 1808) وهو الطفل الثالث لمحي الدين، شيخ الزاوية القادرية، الذي حارب هو الآخر القوات الفرنسية منذ وصولها إلى الغرب الجزائري في 1831، و تعلم العلوم الدينية واللغة والأدب العربي والرياضيات و علم الفلك والتاريخ والفلسفة، حيث لم يتجاوز عمره 14 سنة لما قدمه والده في 27 نوفمبر 1832 لقبائل هاشم بني عامر، وبعد مبايعته أميرا أعطاه سلطة دنيوية وروحية ليشرع بذلك في خوض معركته الكبرى ضد المحتل الغازي.