أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 تعد محطة متجددة مع التاريخ يتم خلالها استحضار تضحيات الشعب الجزائري وانصهاره في مواجهة غطرسة المستعمر الفرنسي.
كتب رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، اليوم الاثنين، على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: “11 ديسمبر 1960 محطة متجددة مع التاريخ ومع الذاكرة الجماعية للأمة، نستحضر فيها عظيم تضحياتنا والتفاف الشعب الجزائري وانصهاره في مجابهة عجرفة المستعمر وتغطرسه والتحرر من أغلاله واستعباده، والتصميم على تدوين اسم الجزائر في سجل الأمم الحرة والمستقلة”.
أبرز صالح قوجيل، في مساهمة له في جريدتي “الخبر” و “المجاهد” لعدد اليوم الاثنين، بعنوان “الجزائر بخطى واثقة نحو آفاق جديدة”، أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960، شكلت نقطة تحول حاسمة في مسار ثورة التحرير الوطني، وكرست رفض الشعب الجزائري لأي خيار آخر غير الاستقلال التام، وساهمت في تدويل القضية الجزائرية وتوسيع نطاق تغطية وسائل الإعلام لها وأحبطت مشروع إبقاء الجزائر تحت الحكم الاستعماري.
وعلى صعيد التأثير الدبلوماسي، ذكر قوجيل، بأن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 عززت بفضل تأثيرها الدولي، موقف الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، بوصفها الممثل الشرعي للشعب الجزائري في مفاوضات الاستقلال المقبلة.
وأضاف، أنها كانت أيضا بمثابة استفتاء عملي لصالح الاستقلال ترتبت عنه نتائج فورية على الثورة على المستوى الخارجي من خلال عزل فرنسا على الساحة الدولية.
ولدى تطرقه إلى مسار بناء الجزائر الجديدة التي تجمع بين الشرعية التاريخية وحماية الذاكرة، أكد المجاهد قوجيل، أن مسألة الذاكرة أخذت حيزا بارزا ضمن الالتزامات الـ54 للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من أجل بناء جمهورية جديدة وكانت في قلب اهتماماته منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد.
وحيا رئيس مجلس الأمة في هذا الشأن جميع القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية والمتعلقة بموضوع الذاكرة, لا سيما منها ترسيم اليوم الوطني للذاكرة الموافق للثامن مايو من كل سنة تخليدا لذاكرة شهدائنا الأبرار ومن اجل استحضار تضحياتهم للأبد.
ورحب أيضا بالقرارات والخطوات الأخرى في هذا المجال، على غرار استرجاع رفات الشهداء البواسل من رواد الكفاح ضد الاستعمار وترسيم الوقوف دقيقة صمت كل سنة عبر كامل التراب الوطني ترحما على شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961 بباريس، ناهيك عن قرار إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة مكرسة بشكل أساسي للذاكرة والتراث التاريخي.
وعلى نفس النهج ومن أجل تعزيز ثقافة الاعتراف –يضيف قوجيل– أصدر رئيس الجمهورية، قرارا يقضي بترسيم الرابع أوت يوما وطنيا للجيش الوطني الشعبي تثمينا للجهود الكبيرة، التي يبذلها بقوة للدفاع عن الجزائر وتقديرا لمساهمته الملموسة في البناء الوطني.