مرت أمس، الذكرى الـ63 لمعركة إينومر، بالولاية التاريخية الأولى، والتي استشهد فيها سي علي سوايعي.
وفي هذا الصدد، قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، في منشور على صفحته بالفيسبوك :”في هذه الأيام تمضي 63 سنة على ملحمة حاسمة من ملاحم الوطن “معركة إينومر الخالدة” بالولاية التاريخية الأولى، التي سيبقى التاريخ يذكرها والأجيال تستحضرها”.
وأضاف:” تعود إلينا ذكرى هذه المعركة التاريخية وتعود معها مشاهد بطولات وتضحيات المجاهدين الأفذاذ، الذين تسابقوا فيها للظفر بالشهادة والإيثار بالنفس في أرقى تجلياته، ونتذكر من خلالها أولئك الرجال، الذي انتقلوا إلى عليين رحمهم الله والباقين منهم بيننا اليوم أمدّ الله في أعمارهم ورزقهم الصحة والعافية وأبقاهم ذخرا للوطن”.
وفي هذا السياق، أشاد ربيقة بنضال الشهيد الرمز “سي علي سوايعي”، قائد الولاية التاريخية الأولى، قائلا:” كان أحد الرجال الأبطال، الذين اصطفاهم الله في هذه الملحمة ليكونوا مع الأحياء في الأزل يرزقون، تاركين رصيدا زاخرا من القيم السامية التي تسير على نهجها الأجيال”.
ولد الشهيد البطل علي سوايعي، بتاريخ 16 مارس 1932 بقبيلة أولاد سيدي أعبيد -إقليم ولاية تبسة، ترعرع في أسرة متوسطة الحال، تابع دراسته بمدرسة العلماء المسلمين الجزائريين بمسقط رأسه، أين تحصل على الشهادة الابتدائية لينخرط في حزب الشعب الجزائري في 1942 ثم حركة إنتصار الحريات الديمقراطية في 1946.
إلتحق الشهيد بالثورة التحريرية كعضو في جيش التحرير الوطني في 1955 بالحدود الشرقية وكلف بمهام قيادية بالولاية الأولى إذ تولى مهمة التسليح والتموين وشارك في مؤتمر طرابلس -بليبيا ليعين بعدها على رأس الولاية الأولى في 1960.
إستشهد علي سوايعي، في معركة دامية مع العدو المستعمر و دامت هذه المعركة ثلاثة أيام من 07/02/1961 إلى 09/02/1961، حيث كان مركز الولاية الأولى يتواجد في اينومر أمان أحمذ أونصر- غرب وادي الماء.
كانت كتائب جيش التحرير الوطني في مهام عسكرية وتنظيمية وبتاريخ 07 فيفري 1961 شرعت مقنبلات سلاح الجو الفرنسية في قنبلة المراكز الثلاثة: مركز الولاية، مركز المستشفى ،مركز الاتصال واستمر القصف يوما كاملا.
في حين أن كتائب جيش التحرير الوطني كانت تتمركز في الأماكن المعرفة باينومر أمان أحمذ أنصر- غرب وادي الماء، وفي ليلة 09 فيفري وبعد إجتماع بين مسؤولي الولاية و المنطقة الثانية اضطرت كتائب جيش التحرير للتمركز بين كل من وادي سيدي فتح الله ووادي الماء.
وفي يوم 09 فيفري إشتبك جيش التحرير الوطني مع دورية استطلاع لقوات الإحتلال المدعمة بفيالق للحلف الأطلسي في المنطقة نفسها، التي تتواجد فيها قيادات جيش التحرير الوطني غرب وادي الماء، فتواصلت معركة أحمد أُونصر، ليستشهد القائد علي سوايعي، في اليوم نفسه أي يوم 09 فيفري 1961، برفقة العديد من الجنود نذكر منهم فرحاتي محمد الدراجي، الشريف جلالي، محمد الصالح حمادي، احمد شكريد، أقوارف لخضر.
إضافة إلى عبد العزيز عشي، وكان عدد الشهداء في هذه المعركة يقارب 98 شهيدا و30 جريحا من ضمنهم العقيد الطاهر زبيري،ولقد ذكرت إذاعة مونتي كارلو، أن خسائر العدو الفرنسي تقدر بـ275 قتيلا وقال شهود عيان أن عدد القتلى يزيد عن 500 قتيلا، إضافة إلى العدد الكبير من الجرحى.