شارك آلاف المواطنين في مسيرة الوفاء المخلدة لأرواح الشهداء، الذين اغتالهم الاستعمار الفرنسي في مسيرة سلمية للمطالبة بالاستقلال في يوم الثلاثاء 8 ماي 1945، وذلك مساء اليوم الأربعاء، بمدينة قالمة.
تقدم أشبال الكشافة الإسلامية وشباب المؤسسات الشبانية من الجنسين الموكب، الذي ضم أيضا سلطات الولاية المدنية والعسكرية وجموع غفيرة من المواطنين المشاركين في المسيرة، التي تدخل ضمن البرنامج الرسمي لإحياء الذكرى الرابعة لليوم الوطني للذاكرة والذكرى الـ79 لمجازر 8 ماي 1945 بسطيف وقالمة وخراطة (بجاية).
وعمد عشرات الشباب المشاركين في المسيرة رفع صور للشهداء الأبرار للتعبير عن وفاء الأجيال لرسالة الشهداء، في حين فضلت ما يقارب 100 امرأة ارتداء الملايات السوداء للتعبير عن بشاعة الجرم الذي ارتكبه المستعمر الفرنسي في حق المواطنين العزل المشاركين في تلك المسيرة السلمية.
وقد انطلقت المسيرة في تمام الساعة الرابعة مساء مثلما كان عليه الحال يوم تلك الأحداث الدامية، حيث كانت نقطة الانطلاق من منطقة “الكرمات”، بأعالي مدينة قالمة، ليقطع بعدها الموكب شارع عنونة حيث استقبلتهم النساء بالزغاريد المنبعثة من شرفات البنايات ثم شارع عبد الحميد بن باديس، وصولا إلى ساحة 8 ماي 1945، وهو المسار التاريخي الذي سلكه المناضلون في الحركة الوطنية وأفواج المواطنين المطالبين بالحرية والقادمين من كل مشاتي وقرى ولاية قالمة في ذلك اليوم المشهود، وكانوا كلهم يرددون الأناشيد الوطنية في مقدمتها “من جبالنا”.
وفي نهاية المسار، توقف الوفد عند المكان الذي اعترض فيه البوليس الفرنسي بقيادة رئيس دائرة قالمة آنذاك أندري أشياري، طريق المتظاهرين في ذلك اليوم الذي سقط فيه أول شهيد في تلك المجازر والأعمال القمعية في قالمة، وهو الشاب عبد الله بومعزة، المدعو حامد، حيث استمع الجميع إلى النشيد الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء.
وكانت السلطات المحلية المدنية والعسكرية ومجاهدون وجموع غفيرة من المواطنين قد توجهوا صباح اليوم إلى مقبرة الشهداء بالمدينة للترحم على أرواح الشهداء الأبرار، كما قاموا بعدها بزيارة المعالم التاريخية المخلدة للذكرى بعاصمة الولاية بكل من “المحجرة القديمة” و”الثكنة القديمة” ومحطة القطار ومدرسة الفتح، ومتوسطة محمد عبده والمعهد التكنولوجي الفلاحي المتوسط، بعدما تمت يوم أمس زيارة المعالم التاريخية ببلديات بلخير وبومهرة أحمد وهيليوبوليس.
