أحيت ولاية سكيكدة، الذكرى الـ 67 لمعركة واد زقار الكبرى، بتاريخ 11 ماي 1957، ببلدية عين قشرة.
حضر مراسيم إحياء ذكرى معركة زوقار الكبرى، الأسرة الثورية والسلطات المدنية والعسكرية، حيث خلدت بالوقوف أمام النصب التذكاري للمعركة، للترحم على أرواح الشهداء، واستذكار مآثر الشهداء.
بالمناسبة، أبرز رئيس بلدية عين قشرة، في كلمته أهمية الاحتفال بهذه الذكرى التاريخية وترسيخها لدى الأجيال، وقدم الدكتور معزة عز الدين، نبذة تاريخية حول المعركة، وأهم المحطات التي ميزت المعركة التاريخية، وأهدافها ونتائجها في مسار تحقيق الاستقلال.
معركة واد زقار الكبرى، “حسب مصادر تاريخية، من بين أهم المعارك الكبرى التي وقعت بالولاية التاريخية الثانية، والتي أعطت للعدو درسا في البطولة والفداء، ونظرا لنجاحها التام وتأثيرها على الجيش الفرنسي، مقابل الأثر النفسي الذي تركته على المجاهدين برفع معنوياتهم، بحسب شهادات عدد من مجاهدي المنطقة التاريخية الثانية، أن معركة وادي زقار الكبرى، حتى وإن تميزت بطابعها الفجائي، إلا أنها تعد امتدادا لمعركة أخرى تاريخية شهدتها المنطقة”.
وأوضحت الشهادات، أن المجاهدين دمروا قافلة تموين عسكرية عن آخرها كانت مدججة بالعتاد والسلاح، وأخذ المجاهدون أماكنهم على طول الطريق الوطني من قنطرة زقار، إلى زيتونة بوغابة، بمحاذاة منعرجات الوادي على طول 1 كلم، بمنطقة عين قشرة، وذلك ابتداء من الساعة الثانية صباحا إلى غاية الرابعة زوالا.
و” نصب فيلق جيش التحرير الوطني المكون من حوالي 300 مجاهدا، على رأسهم بوعلي مسعود، دخلي مختار، رابح بلوصيف، وعيسى عبد الوهاب، كمينا لقافلة عسكرية فرنسية للتموين كانت تنقل الذخيرة، إضافة إلى سبع دبابات، وسبع سيارات عسكرية وفقا لشهادات مجاهدين ممن عاشوا فصول تلك المعركة التي خلدها التاريخ.”
والمعركة أسفرت بعد 20 دقيقة من الاشتباكات، عن تدمير قافلة التموين العسكرية، عن آخرها كانت مدججة بالعتاد والسلاح، واسترجاع عديد الأسلحة والرشاشات الثقيلة، وقتل 100 جنديا فرنسيا، وأسر جنديا، ولم تلحق المعركة خسائر بشرية بصفوف المجاهدين.
و” كان الرد قاسيا، في اليوم الموالي، حسب شهادة للمجاهد رابح سحقي، من قبل جيش المحتل الفرنسي، بتدمير قرى ومداشر وإحراق المنازل، وقتل المدنيين ومواشيهم، وإعلان منطقة عين قشرة منطقة محرمة”.
ودفعت المعركة، ” حسب شهادة المجاهد سحقي، برئيس الحكومة الفرنسية آنذاك، إلى النزول في موقع المنطقة بقوة عسكرية كبيرة والبحث عن الفيلق، الذي أرعب عساكره وألحق بهم خسائر ستبقى خالدة في التاريخ”.