تسلم المتحف الوطني للمجاهد، اليوم الخميس، هبات عديدة لقائد المقاومة الشعبية في الجنوب الجزائري الشيخ أمود بن مختار (1859- 1928).
تمثلت الهبات ذات القيمة التاريخية، التي قدمت خلال الندوة التاريخية حول “مساهمة المتحف الوطني للمجاهد في الحفاظ على الذاكرة و تبليغ رسالة الشهداء”، في مصحف لقائد المقاومة الشعبية في الجنوب الجزائري الشيخ أمود بن مختار، وقطع من اللباس والأسلحة لشهداء ومجاهدين بحضور حفيده مهدي بن عبد الرحمان، وذلك خلال لقاء تاريخي نظم بإشراف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وبالتنسيق مع جمعية “مشعل الشهيد” بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمتاحف المصادف لـ18 ماي من كل سنة.
إضافة إلى عبة تمثلت في قطعة سلاح وذخيرة للمجاهد علاق الصغير سلمتها ابنته، وقطعة سلاح صغير الحجم للمجاهد حماز مسعود المدعو “تيزرارن” سلمتها ابنته أيضا.
تضمنت الهبات سلاح المجاهد توراب عبد العزيز، سلمتها زوجته إضافة لبرنوس تقليدي من الصوف الخالص باللون الأبيض للشهيد اعمر مخرف، سلمته أرملته المجاهدة.
وبالمناسبة ثمنت المكلفة بتسيير المتحف الوطني للمجاهد، ثابت سليمة، هذه المبادرة التي “ستساهم في تعزيز وإثراء الرصيد المتحفي لهذه المؤسسة التاريخية، التي تعنى بالحفاظ على الذاكرة الوطنية المشتركة وعرضها أمام الجمهور”.
وذكرت مديرة المتحف، أن هذه المجموعة المتحفية، التي تعود للمقاومة الشعبية ومرحلة الثورة التحريرية المظفرة “سيتم بعد إخضاعها للجرد والترميم والصيانة عرضها أمام الجمهور حتى يتسنى له الإستفادة منها”.
وقالت:” “المتحف الوطني للمجاهد يواصل مهامه في جمع المقتنيات التاريخية وتسجيل الشهادات الحية للمجاهدين”.
ومن جهته، جدد رئيس جمعية “مشعل الشهيد”، محمد عباد، نداءه لأسر الشهداء والمجاهدين في إطار إحياء الذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية “للتبرع بما في حوزتهم من مقتنيات ووثائق وشواهد تاريخية لعرضها بالمتحف الوطني للمجاهد وملحقاته على المستوى الوطني ووضعها تحت تصرف الباحثين والزوار حفاظا على الذاكرة التاريخية الجماعية وربط الجيل الجديد برموزه”، واتشار إلى ضرورة “الاستمرار في مثل هذه المبادرات لجمع المادة التاريخية وتوثيقها”.
واعتبر عباد، أن المتحف الوطني للمجاهد بمثابة “واجهة وخزان للذاكرة الوطنية الجزائرية وبما يحتويه من مقتنيات لمختلف مراحل المقاومة الشعبية ومرحلة ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 وبكل ما تكتنزه من وثائق وصور وشواهد مادية لأحداث تاريخية ومعارك ورموز ثورية”، كما يسعى المتحف من خلال نشاطاته طيلة السنة إلى “إيصال رسالة الشهداء للأجيال الجديدة”.
وبدوره تطرق الباحث الجامعي عبد الكريم عزوق، في مداخلته إلى “الأبعاد الثقافية والتربوية والتاريخية والاقتصادية للمؤسسات المتحفية ودورها في الحفاظ على الذاكرة الوطنية”.
وأبرز عزوق، أن “المتحف الوطني للمجاهد يقوم بدور مفصلي في صون الذاكرة الوطنية والمحافظة عليها والتعريف بها ونقلها للأجيال القادمة ويحتوي على مقتنيات تاريخية ترجع لفترة المقاومة الشعبية وثورة التحرير الوطني وهي مادة هامة تؤرخ لفترة هامة من تاريخ الجزائر”.
ومن جانبه، ثمن الأستاذ الجامعي محمد الطيب عقاب، دور “المتحف الوطني للمجاهد” في جمع الشواهد التاريخية وتسجيل الشهادات الحية للفاعلين التاريخيين للحفاظ على الذاكرة الوطنية ولوضعها تحت تصرف الباحثين.
وذكر المحاضر، بأن فضاءات العرض الكبرى للمتحف تعكس فترات مختلفة وهي مرحلة المقاومة الشعبية (1830- 1919) والسياسة الاستيطانية للاستعمار ثم الحركة الوطنية (1919- 1954)، إلى جانب جناح الثورة التحريرية (1954- 1962)، وكلها مدعمة بلوحات تعريفية ومقتنيات متحفية وصور ولوحات زيتية ومجسمات وزعت وفق سينوغرافيا بديعة.