أكد رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي ثورة التحرير الوطني، حي عبد النبي، اليوم الخميس، بوهران، أن مجازر 8 ماي 1945 ستبقى وصمة عار في جبين الإستعمار الفرنسي حيث كشفت وجهه الحقيقي البشع للعالم أجمع.
ذكر عبد النبي، خلال ملتقى وطني نظمته الجمعية بمناسبة الذكرى الـ79 لهذه المجازر بشعار “ذكرى تضحيات شهدائنا الأبرار” أن هذه المجازر الرهيبة، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الفرنسي في حق الجزائريين هي “جريمة ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم، وتبقى راسخة في أذهان الأجيال”.
وأشار رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي ثورة التحرير الوطني، إلى “أننا لا ننسى أبدا التاريخ الذي يعد ذاكرة الأمة”.
وأضاف المتحدث، ان “هذه المجازر جعلت الجزائريين يدركون بأن الاستعمار الفرنسي لا يفقه لغة الحوار والتفاوض، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة وعليه ينبغي التحضير للعمل العسكري، حيث كان هذا اليوم الدموي منعطفا حاسما في مسار الحركة الوطنية وبداية العد التنازلي لاندلاع الثورة المسلحة”.
وذكر أنه سيبقى الفاتح من نوفمبر أيضا “درسا على مر الأيام و الأعوام يعمق فينا معاني الوطنية حيث أن شباب الجزائر المخلص لوطنه ضرب أروع الأمثلة في نكران الذات و التعلق الشديد بحب الجزائر ففضل الشهادة على الحياة لاسترجاع السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة وقدم فيها تضحيات جسام بقوافل من الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار ومعطوبي ثورة التحرير الوطني، الذين قدموا تضحيات في سبيل الحرية”.
وأضاف رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي ثورة التحرير الوطني: ” يجب على شباب الجيل الحالي، تحمل المسؤولية والحفاظ على الأمانة التي ضحى من أجلها الشهداء حتى تنعم الجزائر اليوم بالحرية و بالسيادة الوطنية”.
مطالبا إياهم بأن “يحافظوا على الذاكرة التاريخية والسيادة خاصة في ظل الأخطار التي تتهدد الجزائر من الأعداء وحتى الجيران”.
وقال: “إن الجزائر اليوم حصن منيع بشعبها الحر المميز وجيشها القوي الشجاع سليل جيش التحرير الوطني حامي السيادة الوطنية وحامي حدودها الترابية وكل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها ووحدتها سيتحطم على أسوارها الصلبة”.
وندد في هذا السياق، بالذين “أصبحوا ينشرون الأكاذيب ويزرعون التفرقة والكراهية لزعزعة استقرار الجزائر”.
و من جانبه, أكد والي وهران, سعيد سعيود في كلمة له بالمناسبة أن ما حدث في 8 مايو 1945 من إبادة جماعية و جرائم حرب مروعة لا تمحى من الذاكرة التاريخية, وصفها المؤرخون و الحقوقيون بأنها جرائم ضد الإنسانية, حيث تجاوزت في إضرارها ومداها الزمني كل التوقعات, مؤكدا انها ستبقى منقوشة في السجل الأسود للاستعمار.
وأبرز نفس المسؤول أن احياء ذكرى ذلك اليوم الذي أقره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون كيوم وطني للذاكرة هو “واجب لإبراز هذه الجريمة البشعة المنافية لمفهوم الانسانية” مؤكدا ان “هذه المحطة التاريخية المسجلة في التاريخ والمنقوشة في ذاكرة الأمة كانت مفصلية في توجيه دفة النضال نحو الكفاح المسلح”.